حفيظة بوضرة
نوه الأستاذ إدريس الضحاك، عضو أكاديمية المملكة المغربية، بالإنجازات التي قدمها ويقدمها مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة للباحثين في مجالات التكوين والبحث العلمي، وذلك بمناسبة تخليد الذكرى العشرين لتأسيسه يومي 06 و07 بناير 2023.
وأبرز في محاضرته بالمؤتمر العلمي التاسع للمركز، حول موضوع:”الأمن المائي وأسئلة الاستدامة”، أن الألفية الثالثة ستسجل أسرارا كثيرة لهذه المادة الحيوية، وأن هناك تهديدات دولية أو كونية أو عالمية، وتهديدات وطنية للأمن المائي، مشيرا إلى استحواذ الإنسان على الماء وبيعه للآخر، رغم كونه ملكا عموميا ومشتركا، في إشارة منه لمشكل اللاعدل المائي الذي يقود العالم إلى نزاعات، حيث أن سوء توزيعه على المستوى العالمي جعل من شمال إفريقيا والشرق الأوسط من أفقر دول العالم في الماء، مضيفا أن الأمم المتحدة فشلت في إجبار الدول الغنية مائيا على التوقيع على اتفاقية 1997 التي تنص على حقوق وواجبات الدول بخصوص الأمن المائي.
وحول الاستراتيجية الوطنية للماء، كشف المختص في قوانين المياه،
أن عدد السدود بلغ 150 سدا إلى حدود الآن، ولا يزال التشييد مستمرا لمواجهة ما هو قادم، كما رسم جلالة الملك محمد السادس مخططا لمواجهة معضلة الأمن المائي، خاصة فيما يخص تدبير مياه السقي ومياه الشرب، واعتماد التكنولوجيات الحديثة في تحلية مياه البحر ومعالجة المياه العادمة.
ومن بين الحلول أيضا، أشار إلى ضرورة الاعتماد على مبدأ الملكية المشتركة على المستوى العالمي، وعلى الحكامة في السقي، على اعتبار أن هناك الكثير من الهدر في السقي، وكذلك التبخر على مستوى قنوات السقي، مما عجل بالتفكير في تغطية هذه القنوات مستقبلا، مذكرا أن المغرب وصل إلى نسبة 40% من الحفاظ على جودة الماء، ويتطلع للوصول إلى نسبة 80 %.
وأوضح الفقيه القانوني، خلال هذا المؤتمر الذي جمع أكثر من 20 متخصصا، أن المغرب له حضارة التعامل مع الماء منذ آلاف السنين، وهي حضارة خلقت مجموعة من الأعراف في الجنوب، كما أن هناك حضارة مائية تتماشى مع الشريعة، مشيدا بنماذج وطنية تقليدية، لكنها رائدة في الحفاظ على الماء مثل الخطارات، وكذا تنظيم تقسيمه بين القبائل، وهو الأمر الذي أشادت به الأمم المتحدة مؤخرا في حالة واحة فجيج واعتبرته نموذجا رائدا.
