مونديال قطر والرسائل الموجهة إلى العالم تنظيميا وكرويا

الطيب الشكري

حدثين اثنين ميزا تاريخ دولة قطر، وجعلها تتصدر أخبار معظم الصحف العربية والدولية، أولهما الحصار الذي فرضته دول الخليج على قطر على خلفية اتهامات بتأجيجها للصراعات العربية عبر آلتها الإعلامية  والذي انتهى في الأخير برفع الحصار، بعد أن تم كسره من طرف الملك محمد السادس، في خطوة جريئة لم يتوقعها أحد، والحدث الثاني، هو تقدم قطر بطلب الحصول على شرف تنظيم كأس العالم لكرة القدم في نسخته الثانية والعشرون  والتي تستضيفها ولأول مرة دولة عربية  وكان لها هذا الشرف بعد الإعلان عن ذلك بشكل رسمي، دجنبر 2010 والعالم يترقب حدث التصويت على الملف الذي نال ثقة أعضاء الفيفا فيما يخص تنظيم كأس العالم 2022، فكانت النتيجة لصالح دول قطر التي قدمت ملفا متنوعا أهلها لتحضى بهذا الإنجاز الكبير، رغم معارضة العديد من المتابعين لهذا الأمر، بمبررات لا علاقة لها بالرياضة، فكان التحدي كبير، وبدت ملامح هذا الحلم الكبير تتكشف، وتكبر سنة بعد أخرى، مرت السنوات الإثنى عشر سريعة. وجاءت ساعة الحصاد، والنتيجة التي كان العالم ينتظرها خلال يوم الافتتاح الذي كان بحق رائعا بكل المقاييس، وتكشفت بعدها الإنجازات التي تمت على أرض قطر الشقيقة التي ربحت التحدي، وأصبح الحلم حقيقة يتلمسها العالم بكل اللغات، ومن مختلف الأجناس، واستطاعت قطر بقيادة الأمير تميم بن حمد آل ثاني من كسب احترام الجميع، وفرضت على الجميع احترامها، وتصدت في مشهد غير مألوف، ولم يحدث في أي من النسخ السابقة، لكل المشاهد التي تتقاطع مع عاداتها ومعتقداتها وديننا الإسلامي الحنيف، رغم دعوات الاحتجاج التي صاحبة افتتاح كأس العالم، والتي وصلت حد تهديد بعض المنتخبات بالانسحاب إذا لم تتراجع قطر عن فرض شروطها، لكن ورغم كل هذا العويل والنباح، وأساليب الاحتجاج صمدت قطر في وجه الجميع، على اعتبار أن هذه التظاهرة العالمية تقام على أرض قطر، وستستمر بشروط قطر، على أرض الميدان سجلت دولا عربية انتصارات على منتخبات قوية، وكان المنتخب الوطني المغربي استثناءا في كل شيء، أقصى منتخبات عريقة ومدراس كروية كبيرة، مباراة بعد أخرى يستمر معها الانتصار، وتستمر الفرحة والإشادة بأسود الأطلس التي آمنت بقدراتها، وكسرت حاجز تخطي الدور الأول إلى لعب نصف نهائي كأس العالم في مقابلة تاريخية أمام الديكة، وبفضيحة تحكيمية أعطت الانتصار لفرنسا أمام أعين رئيسها المدلل ماكرون، فالوصول إلى نصف النهائي، ولعب مباراة الترتيب، والحصول على المرتبة الرابعة كأول إنجاز عربي إفريقي في تاريخ المستديرة، فكتبت دول قطر والمملكة المغربية تاريخ ملحمة رائعة تنظيما ولعبا وأداءا، فكانت نسخة قطر لكأس العالم 2022 مغايرة عن سابقاتها في كل شيء، ربحت قطر تحدي التنظيم وربح المغرب منتخبا هو بمثابة العائلة التي أعطت صورا رائعة تحمل كل معاني الإنسانية في بر الوالدين، وتلاحم اللاعبين مع الجماهير المغربية التي حجت من مختلف بقاع العالم لمساندة منتخبها، رغم محاولة بعض أشباه المسؤولين إفساد هذا العرس الكروي الكبير الذي انتهى لصالح بعد فوزه .
فشكرا دولة قطر الشقيقة على حسن التنظيم والاستضافة، شكرا أسود الأطلس واحدا واحدا، شكرا الطاقم الإداري والتقني كل باسمه وصفته، ألف شكر للجماهير المغربية، سواء التي تنقلت إلى قطر، والتي كابدت وعانت من أجل الحصول على تذكرة الدخول إلى الملعب، أو تلك التي رابضت لساعات بالمقاهي، وتحملت جشع بعض أربابها الذين استغلوا المونديال.

كم جميعا نقول، وبصوت واحد شكرا لكم…

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

حين تكون الفيفا هي من يصنع الفارق وليس النجوم

تازة تحتضن الدورة السابعة للمهرجان الدولي لسينما المقهى