حين تكون الفيفا هي من يصنع الفارق وليس النجوم

عبد العزيز الداودي

خلفت المقابلة التي جمعت بين المنتخب الفرنسي ونظيره المغربي، برسم نصف النهائي كأس العالم، والذي تجري أطواره بدولة قطر. خلفت ردود أفعال قوية بخصوص ضعف التحكيم، وتحيزه لمنتخب فرنسا، وذلك بحرمان المنتخب المغربي من ضربتي جزاء مشروعتين، وكان يكفي أن تستعمل تقنية الفار للتأكد من مشروعيتهما، لكن العكس هو الذي حصل حين أشهر الحكم المكسيكي البطاقة الصفراء في وجه بوفال الذي تعرض لعرقلة واضحة في مربع العمليات. فهل كانت إرادة الفيفا أقوى من اللعب النظيف والتنافس الشريف؟ خصوصا وأنها قسمت الدول المشاركة في كأس العالم في مجموعات على مقاسها، حتى تضمن تأهل المنتخبات التي تراها قوية وبدرجة أولى الدول الأوروبية، وثانيا الأمريكو لاتينية. أما الدول الآسيوية والإفريقية فهي في اعتقادها لا تعمل إلا على تنشيط مباريات كأس العالم، وحتى تأهلها إلى الدور الثاني لايدخل إلا في نطاق الصدف والمفاجآت التي بعضها محبذة.

وهكذا، وبعد أن تفادت إسبانيا ملاقاة البرازيل في دور الثمن النهائي، حتى لا تربك حسابات الفيفا، حيث احتلت الرتبة الثانية، متعمدة ذلك ومعتقدة أنها بإمكانها تجاوز المنتخب المغربي، ومع ذلك حصل ما لم يكن في حسبان مهندسي الفيفا، حيث انتصر المغرب بركلات الترجيح، ومر الى الدور الربع نهائي لأول مرة في تاريخه، ومرة أخرى أخطأت الفيفا الطريق، وذهبت تكهناتها أدراج الرياح بفوز المغرب على البرتغال في دور الربع نهائي، ليكون اول بلد فريقي وعربي يصل إلى المربع الذهبي. وطبعا طموح المغرب لم يكن عند هذا الحد بل كانت تحدو ناخبه الوطني ولاعبيه رغبة جامحة في تحقيق حلم الأمة العربية والإسلامية والقارة الأفريقية بالفوز بكأس العالم وتجاوز عقبة المنتخب الفرنسي بنجومه الكبار وخبرته الواسعة في هذه المنافسات . ودرأ لكل مفاجأة استعمل التحكيم كأداة لكبح جماح أداء المنتخب الوطني ولايقافه عند حده حيث انه بالرغم من التطور التكنولوجي للتأكد من ضربات الجزاء الا ان هذه التقنية لم يتم اعتمادها في مبارة المغرب ضد فرنسا واعتمدت في المقابل في مبارة فرنسا وانجلترا . وهذا ما يؤكد سياسة الكيل بمكيالين. لا نختلف طبعا على ان المنتخب الفرنسي قوي بدنيا وتكتيكيا وفي المهارات الفردية لكن مع ذلك الفيفا كان لها كلام اخر هو انه لا مجال للمجازفة بالمصالح التجارية والاقتصادية للوبي المتحكم في التجارة وفي الاقتصاد عبر الاشهار للعلامات التجارية والتي بالطبع يهمها المجتمعات التي لها الموارد المالية للاستهلاك وهي الدول الغربية بكل تأكيد.وتصفية الحسابات وكولسة نتائج المباريات ليست بجديد على الفيفا .فالكل يعلم كيف اقصيت الجزائر من التأهل إلى الدور الثاني في مونديال 1982باسبانيا حيث تامرت المانيا مع النمسا لاقصاء الجزائر بعد ان كان للفرق الثلاثة ( الجزائر.المانيا. النمسا) ست نقط لكل منهم والفارق هو نسبة الاهداف .ثم في سنة 1998 بمونديال فرنسا وحين كان المغرب قاب قوسين أو أدنى من الترشح للدور الثاني وكان يكفيه فقط تعادل البرازيل مع النرويج الا ان العكس هو الذي حصل ليقصي المغرب بعد ان انهزمت البرازيل امام النرويج.هو تاريخ استحضرناه اذن ليتضح لنا خبث مدبري الشأن الكروي عالميا بذراعه القوي الفيفا والذي دائما يرسم الخطوط الحمراء لكل النتائج

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جائحة “كورونا” تبرز معدن كوكبة خيرية تحمل على عاتقها همّ “الوطن” بديار المهجر

مونديال قطر والرسائل الموجهة إلى العالم تنظيميا وكرويا