عبد القادر كتــرة
أرقام قياسية بسِجِّل النظام العسكري الجزائري “القوة الضاربة والقوة الإقليمية العظمى”، لا يصدقها المرء قد تُسجَّل في كتاب “غينيس” دون منازع، ولا يمكن لأي بلد في العالم بما فيها الدول العظمى والمتقدمة والصناعية أن يحطمها أو يعادلها أو حتى يقترب منها، باعتراف المزابل الإعلامية وقنوات الصرف الصحي الجزائرية التي نشرتها.
وكالة الأخبار الجزائرية الرسمية، نشرت أن مفارز الجيش الجزائري أوقفت 1645 تاجر مخدرات وضبطت 61 طنا و4 قناطر من الكيف المعالج، خلال سنة 2021، وحجزت 500.4 كلغ من الكوكايين و3.140.095 قرصا مهلوسا (ثلاثة ملايين و140 ألف و95 قرصا مهلوسا)، تم إنتاجها في مختبرات جزائرية في ملكية جنرالات جزائريين لا يحبون منافستهم بيعت لآلاف تجار المخدرات جزائريين.
واستهلت السنة الجديدة 2022، بالإطاحة بعصابة هامة مختصة في ترويج الحبوب المهلوسة تفوق 14 ألف حبة كانت مخبأة داخل عجلات شاحنة قادمة من ولاية باتنة باتجاه الجزائر العاصمة.
وفيما يخص حماية الحدود ومحاربة التهريب والجريمة المنظمة، فقد تم توقيف 11460 شخص، وحجز 1214 طن من المواد الغذائية، و1107361 لتر وقود. و5275 مطارق ضغط، و8814 مولد كهربائي، و187 جهاز كشف عن المعادن.
بالإضافة إلى حجز 1161704 كلغ من خليط الذهب والحجارة، و7128 كيس من خليط خام الذهب والحجارة، وكذا 127.22 طن نحاس، و18 قطعة أثرية، و457850 مشروبات، و4936 جهاز اتصال، و1068 عربة، و3898331 وحدة من الألعاب النارية.
كما تم حجز 439418 وحدة تبغ، و1247.16 قنطار تبغ، و637781 علب التبغ والسجائر، و48000 وحدة مواد صيدلانية، و5000 أورو، و4 نظارات ميدان.
مافيا جزائرية توفر كميات تقدر بعشرات الآلاف من الأقراص الطبية المهلوسة وشبكات جزائرية تنشط بالشريط الحدودي الجزائري المغربي وتقوم بتسربيها عبر الحدود إلى المغرب دون مراقبة أو مطاردة من طرف المصالح الجزائرية بحكم وجهتها…، أو ضبط نسبة قليلة في إطار محاربة المنافسين لمسؤولين كبار من جنرالات وعائلاتهم ومسؤولين أصحاب نفوذ…
وتواصل الجزائر تسهيل إدخال حبوب الهلوسة عبر الشريط الحدودي بغض الطرف عن المهربين والمتاجرين في هذه المادة المحرمة طالما أنها موجهة للأسواق المغربية لإعدام عقل الشباب المغربي وشَلِّ حركاته، ولا أدل على ذلك، تَنقُّلُ المهربين بكل حرية بمئات آلاف الأقراص الطبية من نوع “ريفوتريل” أو حتى “قنينات “السائل” منه” تضاف إلى أقراص ما يصلح عليه ب”ابن زيدون”(Hypnosedon) و”كوادالوبي” (Clonopin) و”روش” (Valium) ألقاب مختلفة لنفس الأقراص المهلوسة القاتلة.
مند بداية التسعينات لجأ الجنرالات إلى وضع عشرات من مختبرات الأدوية أهمها مجمع “صيدال” تحت تصرف المؤسسة العسكرية و السماح للجيش بإدارتها اقتصاديا و مراقبتها بل أصبح الجيش هو المكلف بصناعة الأدوية لإمتلاك المختبرات تقنيات كافية لتصنيع وقد بادر الجنرالات إلى صناعة حبوب الهلوسة لتغطية الطلب على هذه المادة المخدرة في الجزائر والمغرب و منافسة المافيا الأجنبية وتحقيق أرباح طائلة بالعملة الصعبة…
صناعة حبوب الهلوسة في الجزائر، حسب ما نشره موقع “الجزائر تايمز” المعارضة، “عرفت تغيرات على كل المستويات بعدما أبرز الجنرالات أنيابهم بحيث مكّنت هذه المخابر الجنرالات من السيطرة على جزء كبير من سوق العالمية لحبوب الهلوسة بنسبة قاربت 70 بالمائة ما دفع بالجنرالات إلى مواكبة السوق العالمية وإنتاج حبوب جديدة منها (الأمفيتامين) و (الإكستازي) ومعلوم أن سعر هذا السم الأخير القاتل يعد جد مرتفع في السوق السوداء أو داخل الملاهي الليلية أين يكثر الطلب عليه حيث يتراوح سعرها 3000 في السوق السوداء و7000 دينار في الملاهي الليلية”
وأشارت الجردية الإلكترونية إلى أن هذا العقار القاتل تأثيراته خطيرة جدا تفوق تأثير المخدرات قوّية المفعول كالكوكايين والهيروين مستغلين الكثير من الشباب الجزائري والمغرب العربي عامة والمغربي خاصة في البحث عن حل بديل للخروج من الواقع المرير الذي يعيشونه خاصة في ظل تفشي البطالة والمشاكل النفسية ما أدى بالكثير منهم إلى التوجه نحو تناول المخدرات كحل بديل لمشكلتهم.
وعن إيرادات صناعة وتجارة حبوب الهلوسة لخزائن الجنرالات تقول مصادر عليمة “للجزائر تايمز” تعتبر أرباح تجارة المخدرات وخاصة حبوب الهلوسة من أهم موارد خزينة الجنرالات حيث تحقق هذه التجارة للجنرالات أرباح بقيمة 10 مليار دولار.
وأشارت مصادر إعلامية جزائرية أخرى، إلى أن صيادلة وأطباء جزائريون متورطون في بيع الأقراص المهلوسة للمدمنين بالرغم من الإجراءات الردعية (؟؟؟) التي تفرضها السلطات العمومية على الصيادلة للحيلولة دون تمكين الشباب المدمن من الحصول على الحبوب المهلوسة، وذلك من خلال إجبار الصيادلة على تدوين مختلف أنواع الأقراص الموجهة للمصابين بالأمراض النفسية والعقلية في سجل خاص ، لا يسمح باقتنائها إلا بعد إظهار وصفات طبية. وتضيف نفس المصادر أن هناك من الصيادلة من يبيعونها دون التقيد بالشروط اللازمة ، حيث أكدت التقارير الأمنية الجزائرية أن “الحبة الحمراء ” أصبحت مصدرا هاما يسترزق منه بعض الأطباء والصيادلة الذين فضلوا التخلي عن نبل مهنتهم وتغييب ضميرهم في سبيل الربح السريع.
وتشحن المافيا الجزائرية أكياسا من البلاستيك بعشرات الآلاف من الأقراص المهلوسة وتسلمها لشبكات إجرامية تقوم بإدخالها إلى التراب المغربي عبر عناصرها، كانت جزائرية أو مغربية، نظرا لسهولة حملها ونقلها والتجول بها دون أن يثير ذلك انتباه السلطات الأمنية، بحيث قد يضم كيس من البلاستيك المتداول في الأسواق ب20 سنتيم ، أكثر من 50 ألف قرص من حبوب الهلوسة.
وتقوم السلطات الأمنية من رجال الدرك الملكي والجمارك والشرطة المغربية، بمحاربة تهريب الممنوعات في تجارة الحدود وتحاول أن تحول دون المقايضة ذلك بتلك. وتعمل تلك المصالح على جميع الأصعدة بتنسيق فيما بينها وتنجح في عمليات وتخفق في أخرى خلافا لما تقوم به الجارة الجزائر من غض الطرف على كل ما يضر المغرب.
وتنشط شبكات عديدة جزائرية مغربية في تجارة الممنوعات من خلال تجارة الحدود عبر شبكات تجد منبعها في مدن وهران وتلمسان ومغنية الجزائرية وتمتد عبر مدينة وجدة إلى مدن المغرب الكبرى. وتجند هذه الشبكات لذلك كل الوسائل المتاحة للمهربين منهم نساء يدخلون التراب المغربي عبر الشريط الحدودي من مدينة مغنية التي لا تبعد عن وجدة بأكثر من 20 كلم، ويسهل من نشاطهم المنافذ العديدة عبر الشريط الحدودي الذي يفوق طوله 450 كلم.
ولا بد للمرء أن يتساءل كيف حصل أحد المهربين الجزائريين الموقوفين ببلدة “بني ادرار” الحدودية على بعد 20 كلم من مدينة وجدة، منذ سنوات، والذي دخل المغرب عبر الشريط الحدودي وفي جعبته 50 ألف قرص من “الريفوتريل” وأي صيدلي مكنه من ذلك وأي مختبر تعاقد معه ومن تكلف بتعليبها وتغليفها وتحميلها وشحنها؟؟؟