سابقة غريبة في العالم: الحكم ب 86 قرناً سجنا على داعية تركي

عبد القادر كتــرة

في سابقة غريبة أصدرت المحكمة الجنائية الثلاثين العليا في مدينة إسطنبول بتركيا، بسجن الداعية التركي المثير للجدل “عدنان  أوكتار”، لمدّة 891 عاماً لارتكابه “ستّة جرائم بينها تشكيل عصابة إجرامية، والاعتداء الجنسي، وتخزين بيانات شخصية لم يكن من حقه الاحتفاظ بها، ومنع أعضاء عصابته من حق التعليم وحجز حريتهم الشخصية”، إضافة لعشرات الجرائم الأخرى ليبلغ عدد سنوات سجنه 8658 عاماً وهي مدّة سجن تعد الأطول في تركيا والعالم.

وتداولت وسائل الإعلام التركيّة المحلّية والدولية، منذ يوم الأربعاء 16 نونبر 2022،  خبر الحكم  الغريب على الداعية التركي “عدنان أوكتار” المعروف أيضاً باسم هارون يحيى، عقب صدور حكمٍ بالسجن بحقه هو الأطول في تركيا والعالم، على خلفية تهمٍّ كثيرة ومختلفة بينها تشكيل وقيادة منظمة إجرامية والاعتداء الجنسي، وحجر الحريات الشخصية، وارتكاب جرائم الخطف والتعذيب والحرمان من حق التعليم وتخزين بياناتٍ شخصية لم يكن من حقه الوصول إليها أو الاحتفاظ بها.

وأكّد محامٍ تركيّ، حسب ما أورده موقع “ العربية.نت “، أن “هذه العقوبة التي تقضي بالسجن لمدّة تتجاوز 86 قرناً تشبه عقوبة السجن المؤبد مدى الحياة ، وهو حكم يواجهه “أوكتار” مع 14 متهما آخرين هم جزء من شبكة مكونة من 215 شخصاً، بينهم 72 يقبعون خلف القبضان وقد مهّدت المحكمة الجنائية الثلاثين العليا يوم أمس لإطلاق سراح 68 متهماً منهم عقب تبرئتهم.”

كما حصد “أوكتار”  الستيني الذي اعتقل في يوليو  2018، شهرة من خلال تقديمه برنامجاً على قناة عبر الإنترنت حيث ظهر فيه محاطاً بنساء يرتدين ملابس مثيرة كان يسميهنّ “القطط”، حسب ما نقلت وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية.

وسبق أن أدين أوكتار أوائل يناير  2021 بالسجن 1075 عاماً،  قبل أن تلغي محكمة استئناف الحكم الصادر في حقه،. كما صدرت العقوبة نفسها في حق عشرة متهمين هم أعضاء في منظمته.

ولد “أوكتار” الذي يعرف أيضا باسم هارون يحيى، سنة 1956، ودخل جامعة معمار سنان بإسطنبول بعد أن أنهى تعليمه في أنقرة.

ووفق موقعه الرسمي، فإن أوكتار نشر كتاب “أطلس الخلق”، المكوّن من 770 صفحة،  رفض فيه النظريات التطورية والرؤى العلمية حول نشأة الكون والإنسان.

وفي منتصف عام 1991، قامت الشرطة بتفتيش المنزل الذي يتشاركه المتهم، مع والدته في إسطنبول، حيث تم العثور على كمية من الكوكايين في إحدى كتبه، لكنه أنكر الأمر مؤكدا وجود مؤامرة ضده.

وبدأت قناة أوكتار التلفزيونية “إيه9” على الإنترنت البث في عام 2011، لتثير تنديدات من القادة الدينيين في تركيا، حيث كان الرجل يظهر في البرنامج الخاص به. ليتحدث عن أمور تتعلق بالعقيدة وقيم التسامح مع راقصات اعتاد أن يطلق عليهن اسم “القطط”، لتوقف الهيئة العليا للإعلام في تركيا بث برامجه لاحقا.

وبدأت السطات القضائية في سبتمبر 2019، محاكمته الذي يصفه كثيرون بـ”الداعية الراقص”، في تهم تزيد على العشرة، كما شكل مظهر  الفتيات، محور جدل كبير، إذ تتشابه جميع الفتيات بالشكل لخضوعهن لعمليات تجميل متطابقة. على يد أطباء محددين يعملون لدى أوكتار.

في يوليو 2018، كشفت عضوة سابقة في شبكة “الداعية الراقص” أسرارا خطيرة  حيث قالت “سيلان أوزغول” : “إن أطفالا تتراوح أعمارهم بين سبعة و17 عاما، تعرضوا للاعتداء الجنسي في شبكة أوكتار، كما أن عددا من الفتيات تعرضن لانتهاكات مماثلة، أما أخريات فكن يحملن مسدسات غير مرخصة قانونيا أثناء خروجهن إلى الشارع”.

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الجزائر تشترط على شركة صناعة السيارات “ستيلانتيس”، إنجاز مشروع ينافس مصنع  المغرب

جزائريون يهاجمون مؤثرين عربا وأجانب يُشيدون بالمغرب ويهددونهم بالتصفية الجسدية