محمد أبلعوش
يعد شاطئ السعيدية أحد الروافد الأساسية في السياحة ومنفذ الاستراتيجية للمغرب على الواجهة المتوسطية في النسيج الاقتصادي الوطني، إلا أن الإشكاليات الموسمية والأخطاء الناجمة عن تدبير الشأن العام تطفح على السطح كل صيف، وقد حان الوقت لتدارك الأخطاء وترتيب الأوراق، لاسيما تزامن موسم الاصطياف هذه السنة مع فتح الحدود وتخفيف الإجراءات التقييدية لاستقبال المغاربة، من داخل وخارج الوطن، حتى تسترجع المدينة رواجها وحركتها السياحية المعتادة.
وهنا يطرح السؤال حول كيفية تدبير الموسم الصيفي في زمن الجائحة، وأي تدابير ستتخذ من طرف المسؤولين والمنتخبين من أجل صيف آمن؟ علما أن فيروس كورونا المستجد لم يختف بشكل نهائي، ولسنا في مأمن منه رغم النجاح الذي حققته حملة التطعيم المبكرة والسريعة، ليبقى السبيل الوحيد للوقاية احترام التدابير الاحترازية لمنع انتشار الوباء، وهذه مسؤولية تقع على عاتق الجميع.
ومن جهتها، فالسلطات والهيئة المنتخبة مطالبة بتكثيف الجهود، وتجنيد كل وسائلها لمحاربة الفوضى بشتى أشكالها، التي تتخبط فيها المدينة خلال موسم كل صيف، بدءا من استغلال الملك العمومي والبحري، وذلك بمراقبة الشاطئ الذي يتم كراؤه بشكل غير منظم، مما يؤدي إلى مشاكل بين المصطافين والمحتكرين للشاطئ بدعوى الكراء.
كما لا يفوتنا أن نذكر بالنظافة والحفاظ على البيئة من أجل شاطئ جميل، مع تنظيم حركة السير والجولان التي تعيش أزمة خانقة خلال الصيف، مما يستوجب معها اتخاد التدابير التي من شأنها تسهيل حركة المرور، علاوة على تدبير مواقف السيارات، ووضع حد لانتشار ظاهرة انتحال صفة حراس السيارات، وتطهير الشوارع والأزقة من الذين أعطوا الحق لأنفسهم استغلال المرافق العمومية بشكل غير قانوني، وحتى لا تتكرر جريمة القتل التي اهتزت لها مدينة السعيدية في شهر غشت عن سنة 2019، حيث أقدم حارس السيارات على طعن صاحب سيارة بسكين أرداه قتيلا بسبب مبلغ دفعه الضحية ولم يرض الحارس.
الجوهرة الزرقاء ”السعيدية” في حاجة ماسة إلى تدبير المرافق العمومية بشكل سليم يخضع للقوانين، بعيدا عن المحسوبية والزبونية، لتكريس الديمقراطية وتكافؤ الفرص وخدمة الصالح العام للرفع من السياحة، والنهوض بالمستوى المعيشي لساكنة المنطقة، والحرص على الارتقاء بها إلى مصاف المدن الساحلية الرائدة وطنيا ودوليا…