أحمد الرمضاني
كان لحفل تكريم المسؤولة الأممية السيدة نجاة رشدي، إبنة مدينة وجدة، من قبل فريق البحث في الثقافات واللغات والمجتمعات التابع لجامعة محمد الأول بمدينة وجدة، فضل كبير في حضور لمة وجدية وازنة ومتميزة و متنوعة، بعد عصر يوم الخميس 29 دحنبر 2022، برحاب دار السبتي، الفضاء الذي يحمل رمزية تاريخية ووجدانية عند أهل مدينة الألف سنة، ما أحيا عند المدعوين، “نوستالجيا” لزمن جميل، ومجد غابر لمدينتهم التي يأمل أبناؤها البررة أن تسترجع ذلك البريق الذي ميزها في وقت مضى، وينقذ مابقي من إشعاعها وموروثها اللامادي، السائر نحو الأفول.
هذا، وإن كان والي جهة الشرق وعامل عمالة وجدة أنجاد معاذ الجامعي، أثنى في تدخله على قيمة الحضور الوازن، ممن له صلة وارتباط روحي بعاصمة زيري بن عطية، فإنه بالمقابل، وجه عتابا مبطنا لأبناء المدينة الأحرار، الذين حملهم مسؤولية الارتقاء بمدينتهم، وشحذ الهمم لإعادة الروح إليها، والقطع تماما مع عائق غلق الحدود البرية مع الجزائر، والانخراط في المبادرة الملكية الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس، للنهوض بجهة الشرق عموما، من خلال عدد من المشاريع التنموية، التي أشرف جلالته شخصيا على تدشينها، منذ اعتلائه عرش أسلافه الميامين، أواخر القرن الماضي، كما دعا أيضا إلى استثمار تلك المميزات التاريخية لهذه المدينة، بوابة المغرب من جهة الشرق، باعتبارها رائدة في الانفتاح على مظاهر الحضارة العصرية، من قبيل كونها شهدت إنشاء أول محطة للقطار، ومركز البريد، ومؤسسات تعليمية، ومدرسة الفنون العصرية، وغير ذلك… ثم كونها عاصمة إدارية لجهة غنية بموارد متنوعة، فضلا عن موقعها الجغرافي الفريد على المستوى الوطني…
ولم يفوت المسؤول الأول عن تدبير شؤون المدينة و الجهة، الفرصة دون الإشادة بالمحتفى بها، وبصاحب المبادرة الدكتور بدر المقري، الذي كان افتتح الحفل بتعريف موجز بالكلمة والصورة بالمشوار الدراسي و الدبلوماسي والوظيفي العالي للمكرمة نجاة رشدي، نائبة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى سوريا.
وبدت المسؤولة الأممية جد سعيدة بهذا التكريم، وبتلك الوجوه التي أثثت الحفل، بل أكثر من ذلك، فقد كشفت هذه المناسبة عن تعطش رشدي الكبير لمسقط رأسها، ظهر ذلك بجلاء، في معرض التعبير عن شعورها بهذا التكريم، إذ اعتزت أيما اعتزاز بانتمائها لهذه المدينة المجاهدة، وأطنبت في الافتخار بكل ما له علاقة بمدينتها الأم، من لهجة وتقاليد ومعاملات ومواقف عطاءات رجالاتها ونسائها.
وفي ختام هذا الحفل، الذي سيره ونسق بين فقراته الأستاذ الجامعي جمال حدادي، استمتع الحضور بوصلات غنائية من الطرب الغرناطي، الموروث الفني والثقافي الوجدي، لجمعية أحباب الشيخ صالح، برئاسة الأستاذ والمايسترو نصر الدين شعبان، قبل أن تتسلم عروسة الحفل البهيج نجاة رشدي، عددا من الهدايا الرمزية والتذكارية، من طرف الجهة المنظمة، ممثلة بالدكتور المقري، ومن جهات أخرى، كما جرى أيضا بذات المناسبة، تسليم كل من رئيس الجمعية الموسيقية، ومنشط الحفل شهادتين تقديريتين.