ذ: سليمة فراجي
اذا كان النشيد الوطني لأية دولة من الدول المشاركة في تظاهرة رياضية حاضرا ، فهذا يعني أن الرياضة هي قضية دولة، وإن للرياضة علاقة وطيدة بالسياسة، لذلك من المفروض أن تتوفر للمسيرين والمؤطرين والقائمين على هذا الشأن الرياضي دراية وقدرة ومُكنة بفن التواصل مع الإعلام الدولي، والمستوى الرفيع في النقاش والتحليل، من أجل رفع الستار عن قدرات الدولة، ومدى إشعاعها في الرياضة من جهة، والقطاعات الأخرى التي تكون هذه التظاهرة العالمية سببا في إبرازها، ومن ثم إبراز قوة الدولة من خلال منجزاتها، ومستوى مواطنيها.
مع الأسف، بقدر ما كان المنتخب المغربي يخوض المعارك باستماتة وروح قتالية، لم تكن هناك خرجات إعلامية للمسيرين، أو المعلقين، أو من شاركوا بمداخلات حول مونديال قطر، تبرز تاريخ الرياضة، وقدرات المغرب ومنجزاته ونقط قوة الفريق، وتوفر المغرب على بنيات تحتية، وتسليط الضوء على الأكاديمية الملكية، ومختلف النقط الإيجابية، دون محاباة لزيد أو عمر، لأن الأمر انتقل من القومية إلى العالمية.
وبقدر ما كان الجمهور حاضرا ومتحمسا ومشكلا لقوة ساهمت بشكل كبير في تحقيق النصر، بقدر ما كان الحضور الإعلامي ومداخلات المغاربة لا تشفي الغليل، في الوقت الذي كان فيه الإعلاميون الأجانب العرب يشيدون بقدرات المغرب، و يبرزون رقي منتخبه وجمهوره وقيمه وانضباطه.
كان من الممكن مثلا إبراز ما حققه المغرب في عالم الرياضة منذ استقلاله، وإعطاء الكلمة لمن يتقن فن إبراز هذه القدرات والمنجزات، و إقران ذلك بما حققه المغرب في جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياحية والبيئية، لأن دولة قطر، وتلك ميزة رائعة، فتحت المجال للنقاش، وكانت المنصات تزخر بمحللين رفيعي المستوى، سواء من حيث التمكن اللغوي، أو الإلمام بالمجال الكروي الرياضي والآخر السياسي.
لكن بقدر ما كان المنتخب لامعا، ومحط إعجاب وثناء، حرك الروح القومية العربية الإفريقية، وأعطى للمغرب صدى طيبا ردده العالم، فإن المشرفين والمؤطرين والمتدخلين والمستمع إليهم في مختلف المنابر لم يكونوا بالمستوى المطلوب.
لذلك، هي أمور يجب الاشتغال عليها مستقبلا من أجل أداء متكامل، ما مادامت الرياضة مرتبطة تاريخيا بالسياسة !.