عبد العزيز داودي
حالة من القلق البالغ تسود دول المعمور، بعد أن تم اكتشاف متحور جديد لفيروس كورونا بجنوب إفريقيا أطلق عليه اسم “أوميكرون”، ويتكون مما يزيد عن 50 طفرة، أي أزيد بكثير من متحور “دلتا” الذي أرعب العالم في وقت سابق، وهو ما يرجح فرضية سرعة الانتشار، حتى وإن كانت خصائصه ما زالت قيد الدراسة من طرف المنظمة العالمية للصحة، التي أكدت في بلاغها أن المعلومات النهائية حول المتحور الجديد لن تتوفر قبل أقل من أسبوعين.
وكإجراء استباقي، عمدت العديد من دول الاتحاد الأوروبي وأمريكا، بالإضافة إلى المغرب إلى تعليق رحلاتها الجوية مع جنوب إفريقيا، والدول المجاورة لها، وتحديدا الملاوي والموزمبيق وزيمبابوي واللوسوتو، بناءا على اكتشاف متحور “أوميكرون” في هذه الدول، وخاصة في وسط الشباب.
هولندا كذلك، وبعد إجراء التحاليل المخبرية لقادمين من جنوب إفريقيا على متن رحلات جوية تبين لها إصابة ما يزيد عن 61 مسافرا بفيروس “كورونا” هم الآن تحت المراقبة الطبية، ويجهل ما إن كانت إصابتهم تتعلق بالمتحور الجديد، في حين أعلنت إسرائيل عن إصابة مواطن قادم من ملاوي بمتحور “أوميكرون”.
وأمام تعدد المتحورات، طالب الرئيس الأمريكي مرة أخرى دول العالم برفع الملكية الفكرية عن لقاحات “كورونا” حتى يسهل على العديد من دول العالم الثالث تصنيع اللقاحات التي تبقى الحل الوحيد لمواجهة جائحة “كورونا”، بالرغم من كون متحور “أوميكرون” قد يوفر مناعة ضد كافة أشكال اللقاحات المصنوعة حاليا، بل يخشى العديد من الخبراء أنه قد يتعذر تشخيصه حتى ب “البي سي ار” وقد لا يستجيب إطلاقا للبروتوكول العلاجي المعتمد للمصابين بفيروس “كورونا”.
وأمام هذه الفرضيات، أعلنت شركة موديرنا أنها عززت لقاحاتها بمكون من شأنه محاربة جميع متحورات “كورونا” بطفراتها المختلفة، مع العلم أن ما يجب الإشارة إليه أنه، وعلى خلاف جل دول الاتحاد الأوروبي، بقيت إسبانيا في مأمن نسبي من هول الإصابات التي امتازت بها القارة العجوز، ويعزو ذلك الأخصائيون إلى نسبة التلقيح المرتفعة جدا في إسبانيا والتي تجاوزت 86% من الساكنة.