أحمد الرمضاني
حينما نرى الوضع الذي يعيشه فريق المولودية الوجدية لكرة القدم، والذي لا يخفى على أحد، و لا يسر حبيب ولا قريب، يغنينا ذلك عن الخوض في تشريح جسد الفريق الجريح، ولا نظم أبيات شعر هجاء و رثاء… ويدعونا للاكتفاء بالقول: “المولودية لي فيها يكفيها” ولا داعي ” للتعاون مع الزمان عليها”.
الحصيلة التي أنهى بها المولودية مرحلة ” العذاب” عفوا الذهاب، تجعل الفريق يدخل مرحلة الإياب بشعار ” ماكانش الضحك ما كانش الهدرة .. يخص الربحة”، على حد تعبير الرئيس جلال محب الاتحاد الإسلامي الوجدي.. لأن مركبة الفريق تتجه نحو المحطة الأخيرة من البطولة، بعد عكسي لا تدارك بعده… و لكم أن تصوروا ثقل المسؤولية التي يتحملها أشبال المدرب هلال الطاير، إذ تقدر تكلفة النجاة من السقوط، بضعف حصاد رحلتي الخريف و الشتاء و زيادة… ( 24 نقطة كاملة و التي تعادل 8 انتصارات).
ما دام الأمل في تفادي الانزلاق نحو القسم الثاني قائما، ولو أن المهمة صعبة، ثم و بحكم أن ( لي عطا الله هو هذا) وأن عقارب الزمن لا تعود إلى الوراء، فالمنطق والواجب يفرضان رفع شعار التحدي، وتظافر جهود الجميع، وتأجيل المحاسبة إلى نهاية الموسم، ومن الآن أقول يجب أن تكون المحاسبة عسيرة، كي لا نبقى نكرر مثل هذا الكلام في كل موسم…
أول خطوة يجب على رئيس الفريق القيام بها، هو عقد لقاء مع كل مكونات مكتبه لرأب الصدع ونبذ الخلافات… وتحميس وتحفيز اللاعبين…
أما بالنسبة للأعضاء المستقيلين، نقول إذا لم تكن هناك دواع و أسباب موضوعية للانسحاب، لا داعي للهروب من المعركة، و التخلي عن سفينة الفريق تواجه مصيرها المحتوم… فمنطق الفرار بجلدي و بعدي الطوفان هو سلوك يرفضه العقلاء والأوفياء…
لسنا ممن يحصرون النظر في نصف الكاس الفارغ، ويغضون الطرف عن النصف الممتلأ ، وليس من الإنصاف في شيء، أن ننسب كل ما هو قبيح لرئيس الفريق… فواقع الفريق لا ينفصل عن واقع المدينة ككل .. فوجدة باتت مدينة حزينة ومعزولة، تحتضر يوما بعد يوم، تؤدي ضريبة موقعها الجغرافي، الذي خنق اقتصادها الهش اصلا، بفعل اغلاق الحدود الشرقية و الشمالية.. وترتيب جهة الشرق في ا رتفاع معدل البطالة، مقارنة مع باقي جهات المملكة، يغني عن أي تعليق.. لكن وبالعودة إلى موضوع المولودية، فرئيس الفريق، توجه اليه أصابع الاتهام بالتسيير الانفرادي و الارتجالي، مع الأسف (ما خاب هوار لو استشار..!)، ونكاد نجزم أن الجمهور الوجدي يجمع على وجود أشخاص داخل مكتب الفريق، أساؤوا إلى المولودية… كما نقر أيضا بأن وجدة عموما تخلى عنها رجالها، وأن حسابات سياسية قصمت ظهر الفريق…
أخيرا، وهذا هو الأهم، هل من آذان صاغية تنقذ فريقا عريقا وغريقا، ينشد النجدة، ويرجو النجاة؟.