رئيس “البيرو” حدّد ثمن بيْع البوليساريو في حفنة من أسمدة الفوسفاط ولم يجد من يشتريها إلا الجزائر

عبد القادر كتــرة

استهجن الصحراويون المحتجزون بمخيمات تندوف بالجزائر وضمنهم حتى المناصرون لعصابة البوليساريو الانفصالية، ما أقدم عليه  رئيس  البيرو “بيدرو كاستيلو” من تقديم طلب للمغرب مقابل عدم التراجع عن سحب اعتراف بلاده بالبوليساريو مباشرة بعد تنصيبه رئيسا على بلاده.

وشعر هؤلاء الصحراويون بالمهانة والذل والاحتقار بعد أن وضع الرئيس البيروفي “بيدرو كاستيلو” جبهة البوليساريو ومن يدعمها للبيع في السوق  الدولي مثل بضاعة أو قطيع أكباش أو أبقار مخصصة للمجازر، وعلّق على أعنقاها  ثمن شرائها واقتيادها مقابل 150000 طن من الأسمدة الفوسفاطية بقيمة حوالي 120 مليون دولار، لكن لم يجد من يشتريها إلا النظام الجزائري الذي سارح إلى تقديم شيك بالقيمة المطلوبة من قوت الشعب الجزائري الذي لم يجد حتى الطوابير المعتادة والتي اختفت بحكم أن المجاعة على الأبواب وافتقدت الأسواق لأغلب المواد الأساسية.

وفضحت وثيقة صادرة عن المعارضة “البيروفية” رفض المغرب هذا التعامل المبتذل واللاأخلاقي الذي يتسم بالابتزاز حيث حاول رئيس البيرو الجديد تطبيقه على المملكة مقابل الاعتراف الرسمي بمغربية الصحراء، والتمسك بسحب الاعتراف من الجبهة الانفصالية.

وأكدت الوثيقة حسب وسائل إعلام محلية،  أن رئيس البيرو الجديد، “بيدرو كاستيو”، طلب منحه 150.000 طن مجاناً من أسمدة الفوسفاط لإنقاذ بلاده التي تعاني أزمة، مقايضا بالتمسك بسحب الاعتراف بعصابة البوليساريو، وهو ما لم يستجب له المغرب.

وتساءلت رئيسة لجنة الخارجية في برلمان دولة البيرو أمام وسائل الإعلام الدولية باستغراب، وقالت: “كيف أمكن للرئيس البيروفي “بيدرو كاستيلو” الاعتراف بمجموعة من الرحل يعمرون أربعين خيمة نصبت فوق التراب الجزائري… !؟؟””.

هذا التساؤل من امرأة تعتبر من أحد مهندسي  الدبلوماسية البيروفية، تزامن مع تسريب المعارضة في دولة البيرو لوثيقة شديدة الخطورة، وهي عبارة عن مراسلة من وزارة الخارجية البيروفية تعرض فيها صفقة مقايضة على الحكومة المغربية، وتقول أن الرئيس اليساري الجديد، “بيدرو كاستيلو ” مستعد لأن يسحب اعترافه ب”الجمهورية الصحراوية” الوهمية إذا ما توصل بـ 150.000 طن من الأسمدة الفلاحية المجانية، وهو ما يعادل قيمته 120 مليون دولار أمريكي حسب السعر التصديري الذي يصل إلى 800 دولار للطن الواحد.

واعترف موقع إلكتروني دعائية للبوليساريو بأن “ما تقوم به المعارضة في ليما لعله أمر طبيعي وصحي لدولة تراهن على العمل الديمقراطي، وتبتكر سياسيا لتنافس الديمقراطية الأمريكية المجاورة لها، لكن ما يوجعنا كرأي عام صحراوي ليس التوصيف المقيت الذي تلفظت به رئيسة لجنة الخارجية في البرلمان البيروفي، بل المتاجرة الدنيئة لهذا الرئيس بقضيتنا ومقايضتها بشحنة من الأسمدة مهما بلغ حجمها، وكأننا تحولنا إلى مجرد أسهم دبلوماسية تباع وتشترى لابتزاز المغرب، الذي رفض الصفقة وتجاهلها حتى إعلاميا، فيما المهين أكثر لنا هو تذكرنا ترويج القيادة للاعتراف البيروفي على أنه فتح دبلوماسي، وأنه عملية اختراق ضخمة وعمل بطولي مشترك بين قيادتنا والحليف الجزائري …، فيما الحقيقة أنها مجرد انتقام من رفض الرباط للصفقة وعمل ابتزازي من يساري بيروفي بدون أخلاق ولا مبادئ سياسية، وهذا التصرف يمنحنا صورة قاتمة عن  ساسة المعسكر الشرقي وعن العقيدة اليسارية التي يدين بها  كذلك قادتنا”.

وزاد قائلا :”هذه المقايضة الرخيصة جدا من الرجل الأول في دولة البيرو والذي لا نتشرف باعترافه  ولا بادعائه مساندته قضيتنا مع العلم أن البيرو ليس لها ما تقدمه أو تأخره في ملف قضيتنا…”.

من جهة أخرى، قالت رئيسة العلاقات الخارجية بالبرلمان البيروفي “ماريا ديل كارمين ألبا”:”لا أعرف لماذا اعترف الرئيس بيدرو كاستيلو بمجموعة من الرحل لديهم 40 خيمة داخل التراب الجزائري؟”، وأضافت “البوليساريو لا تعترف بها جميع الدول العربية ما عدا واحدة” في إشارة إلى الجزائر.

وتابعت ماريا ديل كارمين ألبا “في وقت من الأوقات، أخذ رئيس البرلمان السابق الكلمة وانتقد -بشكل واضح- تصريحات بيدرو كاستيلو الأخيرة حول الصحراء “.

وطالبت “ماريا ديل كارمين ألبا” في بيان، من وزير الخارجية “سيزار لاندا” إلى تقديم شرح مفصل لحيثيات القرار المتخد، وقد أرسلت له استدعاء للمثول بالبرلمان والإجابة عن الأسئلة ذات الصلة” واضافت “وزارة الخارجية ليست منبرا لتوجهات الرئيس، بل هي التي تعطي الخطوط العريضة لـ سياسة البيرو الخارجية”.

وأشارت كارمن إلى أنه “لا يمكن أن تكون لدينا علاقات مع البوليساريو، لقد كان لدينا ثلاثة تغييرات جوهرية في وزارة الخارجية خلال عام واحد”.

ومن جهتها نقلت صحيفة “infobae” المحلية، عن رئيسة العلاقات الخارجية بالربلمان البيروفي، حسب ما نقلته وسائل الإعلام الدولية: “عدم ارتياحها لخطاب رئيس البلاد بيدرو كاستيو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، والذي عبّر فيه عن دعم بلاده لجبهة البوليساريو على حساب المغرب صاحب الحق في الصحراء”.

وسبق لوزير خارجية البيرو السابق “ميغيل رودريغيز ماكاي” أن قدم استقالته بسبب قرار الرئيس البيروفي منتقدا مزاجية الرئيس “بيدرو كاستييو” المتقلبة بخصوص قضية الصحراء المغربية.

واستهجن وزير الخارجية البيروفي السابق، ميغيل رودريغيز ماكاي، مزاجية الرئيس بيدرو كاستييو بشأن سحب اعتراف البيرو ب”الجمهورية الصحراوية” الوهمية، مضيفا أن رئيس الدولة قد فهم جيدا أن الكيان المزعوم لا وجود له على مستوى القانون الدولي.

وقال الرئيس السابق للدبلوماسية البيروفية، في حوار مع صحيفة “إنفوباي” الرقمية تم نشره الاثنين19 شتنبر 2022، إن “سحب الاعتراف بالجمهورية الصحراوية كان قرار بيدرو كاستييو”.

وكسر ميغيل رودريغيز ماكاي الصمت الذي لازمه منذ استقالته من منصبه، بسبب الخلافات مع رئيس الدولة حول توجه دبلوماسية بلاده بشأن الجمهورية الوهمية، و مواضيع أخرى.

واستحضر ماكاي، خلال هذا الحوار، لأول مرة السياق الذي جاء فيه، يوم 18 غشت الماضي ، قرار سحب اعتراف البيرو بالجمهورية الوهمية، قبل أن تعيد هذه الدولة النظر في قرارها بعد حوالي عشرين يوم ا لتقدم بذلك صورة سيئة عن دبلوماسيتها التي كانت تحظى بالاحترام ذات زمن مضى.

يذكر أن وزارة الخارجية البيروفية، قد قالت في بيان سابق: إنّ “حكومة جمهورية البيرو قررت سحب اعترافها بجبهة البوليساريو، وقطع كلّ العلاقات بينها وبين هذا الكيان”.

والمعارضة في البيرو  قد كشفت عن وثيقة تبرز السبب الحقيقي لتغير موقف الحكومة البيروفية من سيادة المغرب على الصحراء، وإعادة الاعتراف بجبهة البوليساريو بعدما أعلنت سلفا دعم الرباط في مقترحها الخاص بالحكم الذاتي.

وكشفت الوثيقة بأن رئيس البيرو الجديد، “بيدرو كاستيو” طلب كمية من الفوسفاط مجانا من المغرب، مقابل مقايضته بعدم الاعتراف بجبهة البوليساريو، وهو ما لم يستجب له المغرب.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هيومان رايتس ووتش ومنظمة العفو تطالبان بالإفراج عن  معتقل سياسي مسيحي من القبائل

عمة الإعلامي فكري ولد علي في ذمة الله