حذار من عدم ممارسة حقك في‮ ‬الاختيار والتقييم والعقاب

عبدالحق الريحاني

أيام قليلة وستشهد البلاد انتخابات تشريعية وجماعية وجهوية،‮ ‬في‮ ‬ظروف صحية استثنائية،‮ ‬ستكون حاسمة في‮ ‬مسار‮ ‬البناء التنموي‮ ‬والاقتصادي‮ ‬والاجتماعي،‮ ‬للخمس سنوات القادمة،‮ ‬ما‮ ‬يتطلب منا كمواطنات ومواطنين تحمل المسؤولية الكاملة في‮ ‬ممارسة اختياراتنا عبر التصويت خلال‮ ‬يوم الاقتراع في‮ ‬هذه الاستحقاقات الوطنية،‮ ‬كحق وطني‮ ‬يكفله لك القانون والدستور‮.‬

إنها لحظة المحاسبة والعقاب،‮ ‬والتقييم للفاعلين في‮ ‬الديمقراطية المحلية والتدبير المحلي‮ ‬وممارسة الشأن العام والتدبير الحكومي،‮ ‬فبتصويتك‮ ‬يوم الاقتراع‮ ‬8‮ ‬شتنبر القادم،‮ ‬ستمارس حقك في‮ ‬المواطنة من أجل تقييم عمل هؤلاء الفاعلين السياسيين والمنتخبين،‮ ‬فمن كان منتخبا نموذجيا وقام بواجباته التمثيلية،‮ ‬لابد من رفع القبعة له وتزكية أعماله،‮ ‬ومن تقاعس وتهاون وتخلى عن مسؤولياته المنتخبة لابد من نيل عقابه وذلك بشهر ورقة الرحيل في‮ ‬وجهه،‮ عبر عدم منحه الثقة مجددا باعتباره لا‮ ‬يستحق ذلك‮.‬

وهنا التقييم والعقاب وعدم التصويت لا‮ ‬يهم الأفراد لوحدهم بل‮ ‬يهم هيئات سياسية كانت مسؤولة عن تجارب جماعية وتمثيلية في‮ ‬مؤسسات منتخبة،‮ ‬لذلك‮ ‬يجب أن نمارس حقنا في‮ ‬التصويت لأنه هو الوسيلة الوحيدة في‮ ‬الوقوف أمام كل المتلاعبين بالإرادة الشعبية والذين لايحبون الخير والتقدم لهذا الوطن العزيز‮.‬

إن مسؤولية الشباب المغربي‮ ‬كبيرة في‮ ‬هذا الإطار،‮ ‬تنطلق أولا من ممارسة حقه في‮ ‬التصويت على الشخص أو اللائحة أو الهيئة السياسية الأفضل والقريبة من همومه وقضاياه وتطلعاته وطموحاته وحاجياته،‮ ‬فشباب اليوم لا‮ ‬يمكن أن تنطلي‮ ‬عليه الحيل السياسية والألاعيب الماكرة التي‮ ‬يختلقها بعض محترفي‮ ‬الانتخابات الذين ألفوا الكراسي‮ ‬النيابية الوثيرة من أجل قضاء مصالحهم الشخصية والعائلية،‮ ‬والتغاضي‮ ‬عن مسؤولياتهم التمثيلية خلال مدة انتخابهم‮.‬

إن الشباب المحب للوضوح والرافض للغموض بطبعه،‮ ‬والطامح للعيش حياة كريمة،‮ ‬ينعم فيها بحقوقه كاملة ويمارس حرياته بما‮ ‬يتماشى والابتكار والإبداع،‮ ‬لتحقيق مستقبله المشرق،‮ ‬هو الصخرة التي‮ ‬ستتكسر عليها مؤامرات الكائنات الانتخابية التي‮ ‬تحاول منذ مدة رهن مستقبل البلاد لخمس سنوات من أجل قضاء مآربها الذاتية ومصالح لوبياتها الضيقة‮.‬

إن البلاد وروح العصر والتحولات المحلية والجهوية والإقليمية المتسارعة،‮ ‬لم تعد تسمح بأن‮ ‬يبقى أي‮ ‬أحد،‮ ‬سواء أكان فردا أو مؤسسة،‮ ‬في‮ ‬الهامش أو‮ ‬غافلا عن مستقبله أو مسؤولياته،‮ ‬فإما أن تكون أو لا تكون،‮ ‬فالطبيعة لا تحب الفراغ‮.‬

فلم‮ ‬يعد مقبولا أو مستساغا،‮ ‬أن الأغلبية الصامتة تنتقد وتعبر عن امتعاضها مما‮ ‬يجري‮ ‬لكن في‮ ‬الهواء،‮ ‬دون أن تتحمل مسؤولياتها في‮ ‬الوقت المناسب،‮ ‬واليوم المناسب،‮ ‬لقد آن الأوان من أجل ترجمة هذا النقد والامتعاض إلى فعل وممارسة‮ ‬يوم الاقتراع عبر التعبير عن الإرادة الحقيقية في‮ ‬التصويت‮.‬

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ماك ورشاد: ماذا نعرف عن هاتين الحركتين ولماذا صنفتهما الحكومة الجزائرية ضمن قائمة الإرهاب؟

وفاة لاعب كرة قدم أفغاني بعد سقوطه من طائرة في كابول