عبد القادر كتــرة
يعاني سكان منطقة القبائل تحت حكم النظام العسكري الجزائري الويلات والقمع والاعتقالات والتجويع والتفقير واتهامهم بالإرهاب والعقاب في أشد تمثلاته، حيث سجن القبائليون لمجرد رفعهم الشعار الأمازيغي، ورفضهم خوض الانتخابات والاستحقاقات والاستفتاءات، وخروجهم للتنديد بالقهر والتهميش والتظاهر، بل تجاوز سلوك وممارسات النظام العسكري الجزائري كلّ الحدود برفض توفير اللقاحات ضد وباء “كوفيد -19″، ومعاقبته القبائل بإشعال حرائق الغابات مهولة وجهنمية في صيف 2021 ، خلّف الخسائر في الأرواح والمدنيين والجنود والقتل المروع للراحل جمال بن إسماعيل.
ويعمل مواطني ومواطنات منطقة القبائل بلا كلل ، مثل سكان مناطق أخرى من البلاد ، لاستعادة طعم الحياة ، وتضميد الجراح الجسدية والنفسية التي عانوا منها نتيجة هذا الوباء وهذه الحرائق، لمحاولة مواجهة التحدي لإعادة إعمار المناطق المنكوبة بفضل زخم غير مسبوق من التضامن الوطني.
“تنسيقية قرى منطقة القبائل” أصدرت بيانا بعنوان “أوقفوا شيطنة منطقة القبائل”، ندّدت فيه بالمعاملة البوليسية والإعلامية لمواطني منطقة القبائل.
وقالت التنسيقية في بيانها إنّ “سكان منطقة القبائل يمرّون بأشد فترات من الألم، ناهيك عن سجن الناس لمجرد رفع الشعار الأمازيغي، وباء “كوفيد -19″ إلى جانب الصدمات التي خلفتها حرائق الغابات في صيف 2021، والخسائر في الأرواح والمدنيين والجنود والقتل المروع للراحل جمال بن إسماعيل، كلها مكونات التي تعقد حياة هؤلاء السكان يوميًا”.
وأكّدت التنسيقية، أنّ “في الوقت الذي تحولت فيه هذه المنطقة إلى رماد بسبب الحرائق وتوقع إعلانها منطقة منكوبة بخطة إنعاش مناسبة، نشهد للأسف في الأشهر الأخيرة أعمال اعتقال وترهيب وسجن سقطت دون تمييز على المثقفين والفنانين والشخصيات السياسية وحتى المواطنين العاديين في هذه المنطقة من البلاد “.
وأشارت ذات الجهة، إلى أنّ “الدافع المعلن لتبرير هذه الأعمال هو تفكيك شبكات حركة سياسية مصنفة على أنها “منظمة إرهابية” تطالب بشكل صريح بفصل منطقة القبائل عن باقي البلاد”، مضيفة: “وفي الآونة الأخيرة، قامت حملة إعلامية تعمل من قبل نفس التعبئة بتقديم مواطنين للرأي العام الوطني والدولي الموقوفين قبل محاكمتهم على أنهم “إرهابيون” ينشطون في الحركة الانفصالية المذكورة “.
ولفتت التنسيقية أنّ “هذه الحملة الإعلامية المتحيزة تطورت في النهاية إلى صورة نمطية وشيطنة ذهبت إلى حد تعامل وسائل الإعلام الحكومية الثقيلة الى وصف منطقة القبائل على أنها “منطقة إرهابية”.
في ذات السياق، شدّدت النسيقية على أنّ “عرش الاربعة ناث اراثين مسقط رأس مهندس حرب التحرير عبان رمضان، منذ اندلاع الحرائق هي في جو من الحرب مع التعزيزات الأمنية، خاصة مع الزج بالعشرات من الأشخاص في السجون، لكن هذه السلوكيات تظهر أن الهدف ليس هذه المنطقة بل هو أحد رموز (نوفمبر) 1954”.
وقالت تنسيقية قرى منطقة القبائل : “ما زلنا نجهل الدوافع الحقيقية وراء هذه المعاملة البوليسية والإعلامية لمواطني منطقة القبائل، هذا الوضع ولد شعور عميق بالقلق والظلم لدرجة أن هؤلاء المواطنين يشعرون بالتهديد في حريتهم وأن يكونوا هدفا للاعتقال من قبل مختلف الأجهزة الأمنية مثل “الإرهابيين” للاشتباه في ارتباطهم بهذه الحركة أو بمناضليها “.
وطالبت التنسيقية من السلطات العليا في البلاد بالإفراج الفوري عن المواطنين المحتجزين وإنهاء جميع الإجراءات القضائية بحقهم، إلى جانب وضع حد لأعمال التوقيف والإجراءات القانونية ضد المواطنين بسبب آرائهم السياسية التي لا تشكل أي تهديد حقيقي لوحدة الوطن أو مؤسسات الدولة أو مقومات الدستور.
كما دعت إلى “اتخاذ تدابير مناسبة لحماية المواطنين من أي حملة سياسية وإعلامية مشيطنة تصنفهم ظلماً على أنهم “إرهابيون”، واحترام المكاسب الثقافية والهوية الأمازيغية التي تعتبر الآن تراثًا مشتركًا لكل الشعب الجزائري “.