عبد القادر بوراص
كان مقر جمعية التطوع والتنمية لرعاية أيتام وأطفال في وضعية صعبة بوجدة، صباح يوم الأحد 30 ماي 2021، قبلة لعشرات الأيتام واليتيمات، للمشاركة في نشاط صحي توعوي تربوي وترفيهي نظمته المنظمة المغربية لأصدقاء مرضى السكري للتوعية والتدبير وجمعية التطوع، التنمية والرعاية، بشراكة مع جمعية ”شباب أجي نطوعوا”، تحت شعار: ”الوطن هو الأب الحاني والأم الرؤوم و السند الحقيقي”.
النشاط الذي انطلق بترديد النشيد الوطني جماعيا تم في احترام تام للتدابير الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا، وعرف عملا دؤوبا من بدايته وحتى نهايته، حيث قدم الدكتور عبد الحميد بيطاري، باحث في علم التغذية بكلية العلوم بوجدة، وحاصل على دبلوم الدراسات العليا في الأعشاب الطبية، إرشادات بأسلوب بسيط قريب من إفهام الأطفال لأساسيات التغذية السليمة، مع توضيح البرنامج اليومي الذي ينبغي تطبيقه للمحافظة على صحة الجسم وسلامة العقل.
ولم يمنع يوم الأحد الذي يعتبر متنفسا للأطر الصحية من أسبوع شاق من العمل المتواصل، حيث لبى الطبيبان الشابان نجيب موسى وفاطمة الزهراء البصراوي نداء الواجب الإنساني، وأقبلا بهمة ونشاط على فحص الأطفال اليتامى، كل في مجال اختصاصه، وهمت العملية الطب العام والنفسي والعيون.
وفي جو احتفالي تغمره فرحة بلا حدود، نشطه البهلوان بطريقة تهريجه المضحكة جعلت الأطفال يتفاعلون معه بشكل كبير، قام فريق شبه طبي متمرس بأخذ عينات من الدم للكشف عن السكري وتعليم الأطفال في نفس الوقت كيفية أخذ عينات من الدم بطريقة علمية صحية، قبل توجيههم نحو المكان المخصص للنظافة بهدف غسل الأيدي والوجه وتنظيف الأسنان، مع العمل على توعيتهم، نظريا وعمليا، بالسلوكات الصحيحة لنظافة الجسم والملابس والمكان وكيفية الوقاية من الفيروسات بشكل عام.
وكان للكبار نصيب من هذا النشاط الصحي، حيث استفاد عدد من النشطاء الجمعويين ذوي الاهتمام بشأن الطفولة، بدورة تكوينية حول كيفية التعامل مع الطفل اليتيم في وضعية صعبة بهدف ضمان استقراره النفسي، فضلا عن حملة تحسيسية حول الكشف عن أعراض الإصابة بمقاومة الأنسولين وكيفية الوقاية من مرض السكري.
النشاط الناجح بامتياز الذي ينضاف إلى مجموعة من الأنشطة الصحية والثقافية والتربوية الهادفة والراقية التي ترصع سجل المنظمة المغربية لأصدقاء مرضى السكري للتوعية والتدبير، يروم تعزيز وتحسين الصحة الجسدية والنفسية للطفل لما لهما من ترابط قوي وتبادلي، اكتساب سلوكات صحيحة وقرارات صائبة للحفاظ على سلامة الجسد والعقل والنفس، التخفيف من وطأة الظروف القاسية المحيطة بهذه الفئة، الخروج بملف صحي يشمل معلومات عن الحالة الجسدية والنفسية لكل طفل تمكن المشرفين من مساعدته ومواكبته، تمكين المشرفين مستقبلا مهارات للتعامل مع الطفل اليتيم في وضعية صعبة بهدف ضمان استقراره النفسي، إنتاج طفل سوي صاحب بنية جسدية ونفسية وعقلية سليمة رغم ظروف عيشه، وإعداد مواطن صالح ومنتج.