شكلت ظاهرة تزويج القاصرات، والعنف القائم على النوع الاجتماعي، محور مائدة مستديرة تشاورية حول موضوع: “آليات الحماية، الوقاية، التكفل، والولوج إلى العدالة”، نظمتها مؤخرا جمعيتا أصدقاء تافوغات، وملتقى المرأة بالريف، ” بمشاركة نائب وكيل رئيس الخلية المحلية للنساء والأطفال ضحايا العنف بابتدائية وجدة، وثلة من الفاعلين الجمعويين، والأطر الإدارية والصحية.
وقد افتتح هذا اللقاء بكلمة ممثلة جمعية أصدقاء تافوغات، شددت من خلالها على أهمية النقاش التفاعلي كمنصة لتعزيز الجهود المشتركة بين مختلف الفاعلين، مؤكد على ضرورة التفكير الجماعي، والعمل المشترك لإيجاد حلول عملية ومستدامة لمواجهة ظاهرة العنف المبني على النوع الاجتماعي، وعلى ضرورة أهمية إشراك جميع الأطراف، من جمعيات ومؤسسات رسمية وخبراء في تحقيق هذا الهدف.
وفي مداخلة محورية، قدم نائب وكيل الملك الأستاذ خالد خراجي، رئيس الخلية القضائية المحلية للتكفل بالنساء والأطفال ضحايا العنف، عرضا شاملا عن أدوار الآليات القضائية في حماية الناجيات من العنف، استعرض من خلالها أبرز مواد قانون 103.13 المتعلق بمحاربة العنف ضد النساء، مع التركيز على الإشكاليات العملية في تطبيقه.
وكشف خراجي عن أرقام صادمة، مشيرا إلى أن أكثر من 7000 محضر قضائي تم تحريره في مراكز الخلية الموزعة على أقاليم جهة الشرق، مما يعكس الارتفاع الكبير في حالات العنف المسجلة.
وأوضح ذات المسؤول القضائي، أن الحلول التقليدية المعتمدة على المقاربة القانونية أثبتت محدوديتها، داعيا إلى مقاربة حقوقية شاملة تُعالج الأسباب الجذرية للعنف، خاصة فيما يتعلق بظاهرة تزويج القاصرات التي تستمر في تهديد مستقبل الفتيات في المناطق النائية.
اللقاء التشاوي تطرق أيضا لقراءة معمقة في دراسات ميدانية موثقة، أشرفت عليها جمعية عين غزال 2000 بوجدة، قدمت بيانات دقيقة، كشفت عن صورة قاتمة لوضعية النساء في جهة الشرق.
وأوضحت الدراسة، أن التحديات الاقتصادية والاجتماعية تساعد في تفاقم هذه الظاهرة، التي كشفت عن ثغرات كبيرة في الإطار التشريعي الحالي الذي يعجز عن توفير الحماية الكافية للنساء.
إلى جانب ذلك، سلطت هاته الدراسة أيضا، الضوء على معاناة النساء في المناطق النائية، حيث تزويج القاصرات لا يزال ممارسة شائعة، مما يفرض تحديات إضافية أمام الجمعيات والجهات المعنية بمكافحة مثل هذه الظواهر.
إلى ذلك، خلص اللقاء، إلى مجموعة من التوصيات الهامة التي تهدف إلى مواجهة العنف ضد النساء بشكل شامل وفعال من أبرزها، العمل على تحديث القوانين المرتبطة بحماية النساء، بما يواكب التحولات الاقتصادية والاجتماعية، وإطلاق حملات توعية، مع التركيز على توعية المجتمع بمخاطر تزويج القاصرات، فضلا عن تسليط الضوء على آثاره السلبية.
