وجدة: عشرات السائقين والمستخدمين بشركة بيوي للأشغال في وقفة احتجاجية صاخبة لهذه الأسباب (فيديو وصور)

عبد القادر بوراص

يا مسؤول يا مسؤولهاذ الشي ماشي معقول’‘، ”ما نشرب ما نبيع حشيشباغي رزقي باش نعيش”، ”يا مسؤول بالي باليعطيني رزقي نمشي فحالي”…، كانت هذه شعارات وأخرى كثيرة صدحت بها عاليا حناجر عشرات العمال الشرفاء بوجوههم المشرقة رغم ما ارتسم عليها من علامات القهر والعذاب، وعيون متفائلة تحلم بغد أفضل، وقبضات أيديهم القوية تلوح في السماء متحدية أعباء الحياة اليومية وتهفو نحو نصر قريب، في وقفة احتجاجية دعت إلى تنظيمها نقابة سائقي ومهنيي شركة بيوي للأشغال، المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، صباح اليوم الخميس 27 ماي 2021، بمدخل الطريق المؤدية إلى مستودع الشركة المذكورة بدوار السناينة، التابع ترابيا لجماعة إسلي بإقليم وجدة ـ أنجاد، تنديدا بـ ”التعسفات والمضايقات والاتهامات الباطلة من بعض مسيري الشركة”، وعدم فتح أبواب الحوار الجاد والمسؤول، وعدم الاستجابة لمطالبهم المشروعة.

مكان الوقفة الاحتجاجية الاستراتيجي المطل على مدارة مرجان أثار فضول أصحاب السيارات العابرة من هناك فتوقفوا لمتابعة ما يجري، مع تعبير بعضهم علانية أو بقلوبهم عن تضامنهم مع هؤلاء العمال المغلوب على أمرهم، خاصة أن الكثير منهم ينحدرون من مناطق صحراوية نائية كالرشيدية وتنغير، والذين فضلوا العيش بكرامة بعد أن ظلوا لفترة طويلة يئنون تحت وطأة الذل والهوان من خلال هضم حقوقهم البسيطة المشروعة.. حقوق متواضعة جهروا بها دون توقف من خلال شعاراتهم القوية التي اخترقت هدوء منطقة السناينة القروية ليصل صداها إلى أسواق مرجان وما جاورها، ولخصوها في ضرورة تسجيلهم بصندوق الضمان الاجتماعي وفقا للأجرة التي يتقضاها كل مستخدم وحسب عدد سنوات اشتغاله بالشركة، وتطبيق الحد الأدنى للأجور، ونبذ كل أساليب التعسف والتضييق عليهم، وغيرها من الحقوق المشروعة التي تقرها مدونة الشغل.

هذا ودخل المحتجون في إضراب عن العمل لمدة 48 ساعة قابلة للتمديد، ابتداء من صباح اليوم الخميس، مع تلقيهم كل الدعم والتضامن من قياديين نقابيين جهويا ووطنيا، فضلا عن تعبير أكثر من مكتب نقابي بقطاع مهنيي النقل عن نيته في الانخراط حضوريا لمساندة المستخدمين المتضررين.

وفي كلمة ألقاها الناشط النقابي عبد الرحيم حنتارة، أمين المال الوطني للنقابة الوطنية لمهنيي الشاحنات والكاتب الإقليمي لمهنيي النقل بإقليم تاوريرت (الاتحاد العام للشغالين بالمغرب)، أكد على أن خوض مستخدمي شركة بيوي للأعمال لإضراب إنذاري مصحوب بوقفة احتجاجية اليوم الخميس جاء بعد أن سدت جميع أبواب الحوار الجاد والمسؤول، والاستمرار في عمليات التعسف المهين للعمال ومضايقاتهم، بل بلغ الأمر إلى توجيه اتهامات باطلة بالسرقة الوصوفة لبعضهم، منهم مستخدم أصم وأبكم، وهو الأمر الذي لا شك أنه سيؤجج الوضع ويقوي عزيمة العمال من خلال خوض كل الأشكال النضالية المشروعة إلى حين تحقيق مطالبهم المتواضعة للغاية.

وأشعر الناشط النقابي الوطني العمال المحتجين بدعم وتضامن قياديي النقابة الوطنية لشاحنات النقل لهم، فضلا عن مختلف مكاتب الفروع المحلية والإقليمية، نافيا في الوقت ذاته، بشكل قاطع، أن يكون لهذا الإضراب والوقفة الاحتجاجية أي دوافع سياسية أو انتخابية كما يزعم الذين وقفوا حجرة عثرة لتحقيق ملف العمال المطلبي، والذي دون الاستجابة للمطالب المشروعة التي تضمنها لا تتوقف الأشكال النضالية للمستخدمين المتضررين.

وكانت لحظة جد مؤثرة حين قدم المستخدم الأبكم الأصم، المكلف بالتلحيم في الشركة، وهو ينحدر من منطقة الرشيدية، (قدم) شهادته بلغة الإشارة، قبل أن تنهمر الدموع مدرارا من عينيه لإحساسه بالظلم، ولم يتمالك الكثير من الحاضرين أنفسهم فأجهشوا بدورهم بالبكاء.

وقد حكى المستخدم الأبكم الأصم بشكل مؤثر جدا كيف تم اتهامه ظلما بالسرقة الموصوفة بعد أن تم اقتحام ”براكته” ووضع بعض أدوات العمل داخلها، قبل أن يتم استدعاء عناصر الدرك الملكي التي عاينت ما سمي بـ ”المسروق” وحجزه، وتحرير محضر للمعني بالأمر، إلا أن القضاء النزيه قد أنصفه.

وستجدون أسفله جوانب من الوقفة الاحتجاجية بالفيديو والصور.

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الناخب الوطني وحيد حاليلوزيتش يكشف عن لائحة المنتخب الوطني استعدادا لمبارتيه ضد منتخبي غانا وبوركينافاسو

تعزية في وفاة المرحوم الحاج محمد الغول، زوج أخت الأستاذ خليل غول وابن عمه، الكاتب الإقليمي لمنظمة التضامن الجامعي المغربي وجدة أنجاد