“مومسات الجزائر”… لوحة الرسام الإسباني “بيكاسو” الأشهر والأغلى في العالم

عبد القادر كترة

حققت لوحة الرسام الإسباني “بابلو بيكاسو” والتي بيعت سنة 2015 بمزاد نظمته صالة “مزادات كريستيز” في مدينة نيويورك، بـ 179.4 مليون دولار، الأشهر والأغلى، تحمل عنوان “مومسات الجزائر” وتؤرخ لمهنة البغاء التي انتشرت في أحياء المدن ومداشر القرى الجزائرية، وكانت سلطات الاستعمار الفرنسي تنظمها وتقنن ممارستها، وأرخ لها هذا الرسام الإسباني بلوحته التي أصبحت قيمتها بملايين الدولارات، ويتهافت عليها جامعو التحف لعرضها في المزارات الدولية والتشهير بالمرأة الجزائرية تحت ذريعة الفن الجميل.
موقع إلكتروني دعائي لجبهة بوليساريو الانفصالية علّق على الحدث بسخرية قائلا في إحدى مقالاته : “المثير أن تكلفة اللوحة في متناول رجال الأعمال وكبار الضباط الجزائريين، والرقم بالنسبة لدولة كالجزائر مجرد “فكة” قد يتفضل بها “لعمامرة” على دبلوماسي إفريقي، نظير تصريح صحفي داعم للقضية الصحراوية أو للجزائر في صراعها مع المغرب”.
وزاد : “ولا أظن أن الجزائري الكريم وسليل الشهداء يفضل شراء راجمات تحمي كرامة وطنه ويتغافل عن شراء لوحة حفاظا على شرف نسائه من دعاية أوروبية مغرضة، وشراء اللوحة من طرف الجزائريين مهما كلفهم ثمنها هو عمل بطولي نبيل لحماية سمعة المرأة الجزائرية وأولوية تسبق رفع العلم الفلسطيني وشرائها أولى من شراء المواقف والولاءات…”.
واستطرد الموقع في مقاله : “والمخيف أن تكون الجزائر بمقدراتها وسمعتها وأسرارها وميزانيتها و أجهزتها السرية والعلنية…، ليست على دراية بوجود لوحة تشهر بالمرأة الجزائرية وتحمل عنوان “مومسات الجزائر” أو “نساء الجزائر” كما يفضل الإعلام العربي نعتها، وتعرض في الرواقات العالمية لضرب المجتمع الجزائري ونعت الجزائريين بصفات دنيئة.”
وأثارت لوحة” نساء الجزائر” للرسام الإسباني الشهير، بابلو بيكاسو، التي حطمت الرقم القياسي بمزادات الأعمال الفنية بنيويورك، حسب احد الإعلاميين الجزائريين، جدلا بالوسط الفني والثقافي في الجزائر، بين من اعتبر اللوحة “إهانة لنساء الجزائر” وبين من يدافع عنها بدعوى أنها “عمل فني”.
كما أثار الحدث غضب عدد من الجزائريين الذين غصّت، صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، بتعليقاتهم الساخرة عن اللوحة، واعتبروا اللوحة “إهانة” للمرأة الجزائرية، لأنها “تفضح عورتها”.
وكتب أحد الناشطين، على صفحته في موقع التواصل الإجتماعي “فيسبوك”، “هذه ليست ثقافة وهذا ليس فنا، إنها لوحة لا يفهم منها شيء”، وتابع ” إنها إهانة ورسم لا أخلاقي”، غير إن رئيسة القسم الثقافي بجريدة “الخبر” الجزائرية، قالت في تصريح لصحيفة “عربي21″، “لا اعتقد أن بيكاسو أراد إهانة المرأة الجزائرية، بقدر ما أراد أن يرد لها الاعتبار ويهين الاستعمار الفرنسي ويكشف دناءته”.
وتعد اللوحة واحدة من سلسلة مؤلفة من 15 عملا رسمها بيكاسو بين عامي 1954و 1955 مرموزة بالحروف من A إلى O من الأبجدية الإنجليزية.
وكان أغلى عمل فني من هذا النوع هو اللوح الثلاثي للفنان فرانسيس بيكون الذي بيع بـ 142.4 مليون دولار في كريستيز في شهر نونبر عام 2013.
وحطمت لوحة “نساء الجزائر”، للرسام الاسباني الشهير بابلو بيكاسو، علي الرقم القياسي لمزادات الاعمال الفنية، لتصبح الأغلى من نوعها علي الاطلاق، بيعت اللوحة بـ 179.4 مليون دولار، في مزاد نظمته صاله مزادات كريستيز ، في مدينة نيويورك.
وقالت “كريستيز”، بالمناسبة، إنها ستعرض “نساء الجزائر” للبيع بمبلغ 140 مليونا، “وستكون من اغلي الروائع الفنية في التاريخ إذا ما اشتراها أحد بالمزاد”، وفق تعبيرها عن اللوحة التي رسمها بيكاسو في 1955، وباعها بعد عام الي الزوجين “فيكتور” و”سالي غانتس” بمبلغ 212 الف دولار، ثم تم طرحها في اثناء بيع مقتنياتهما في 1997 بمزاد علني، دفع فيه احدهم 32 مليون دولار واقتناها، وبعد 18 سنه باعها بربح زاد 147 مليون دولار.
لكن عددا من المنافسين شاركوا في المزاد بالهاتف، ما أدى إلى أن قفز السعر الفائز الي 160 مليون دولار، وليصل سعرها النهائي الي 179 مليون و365 الف دولار، شاملة عمولة كريستيز، والتي تزيد قليلا عن 12 بالمئة.
واللوحة الزيتية التكعيبية الشهيرة رسمها بيكاسو في عام 1955، مستوحيا فكرتها من لوحة رسمها “يوجين ديلاكروا”، في 1834، يظهر فيها “مجموعه من بنات الهوي.”
أثرت رحلة قام بها “ديلاكروا” في 1832 إلى إسبانيا وشمال أفريقيا، في اختيار مواضيع لوحاته التي سجل فيها ملاحظاته ومشاهداته الشخصية في المغرب، بعد فتره قصيره من بدء استعمار فرنسا للجزائر التي شق طريقه فيها إلى مجتمعات النساء المغلقة وعالم الحريم الغامض، فاستمد منه بعد عامين مشهد 3 نساء راهن جالسات علي أرضية غرفه، ومعهن آمراه سوداء، فرسم “ظنه” في اللوحة بأنهن مومسات.
وأثرت لوحة “ديلاكروا” كثيرا في عدد كبير من الرسامين بعده، وأشهرهم بيكاسو، الذي جعل Les” femmes d’Alger” في لوحته التكعيبية مثيره لشهوه التأمل، ويُنظر إلى اللوحة على إنها تصوير نابض بالحياة لسيدات عاريات أو شبه عاريات.

 

 

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

“إمي زوار”: صندوق استثمار للتمكين الاقتصادي للنساء

وجدة: هل يُفكِّر المسؤولون في هَدْم قنطرة سكة قطار كانت تربطنا بالجزائر لتحرير الفضاء؟