عبد القادر بوراص
لاحظ العديد من زوار أروقة المعرض المنظم على هامش مهرجان الكرموس، في نسخته الرابعة، الذي نظمته جمعية غرماون لمنتجي التين أغبال، بشراكة مع جماعة أغبال والمجلس الإقليمي لبركان والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية والاستشارة الفلاحية والمجلس الجهوي للاستثمار الفلاحي لملوية، وبتعاون مع تعاونية غرماون الفلاحية، أيام 19 – 20 – 21 غشت الجاري، تحت شعار “كرموس أغبال رافعة فعلية للتنمية وخلق فرص الشغل بجماعة أغبال”، أن الفاكهة المحتفى بها (الكرموس) قليلة جدا، وحلت محلها بالمعرض مواد أخرى بعيدة كل البعد عنها، حيث اصطفت العسل بمختلف أصنافها إلى جانب الزيتون والزيوت والفلفل الحار، ومواد التجميل النسائية، والقفف وغيرها من منتوجات الصناعة التقليدية المحلية، مع رواق لفنان استعرض فيه تحفه الفنية أغلبها عبارة عن لوحات للتبوريدة والفروسية، راهن المنظمون من خلالها على تشجيع عملية تسويق المنتوجات المجالية.
وكان على المشرفين على هاته التظاهرة السنوية التي اتخذت من الكرموس شعار مهرجانها أن يستضيفوا فلاحين ومنتجين لهاته الفاكهة من أقاليم أخرى خارج الجهة الشرقية، والمعروفة بإنتاجها الوفير لهاته المادة وتنوع أصنافها، وعلى رأسها أقاليم تاونات ووزان والشاون، وذلك من أجل إغناء عرض الكرموس بمختلف أنواعها، طرية وجافة…
وما أثار انتباهي بهذا المعرض استعراض نوع من الكرموس دخيل على منطقتنا، أخبرني أحدهم أنه كرموس سعودي، تم جلب شتلة منه من السعودية وغرست بالمنطقة، إلا أن طعمها لا يرقى إلى “الشتوية” التي تشتهر بها جماعة أغبال، ومع ذلك فسعرها ينافس “الشتوية”، حيث حدد في 15 درهما للكيلوغرام، فيما بلغ ثمن الشتوية 20 درهما.
جدير بالذكر أن الكرموس بإقليم بركان تتعرض إلى عملية تلقيح بالزيت، بل بمواد أخرى قد تكون ذات أضرار خطيرة على صحة الإنسان وعلى الشجرة نفسها، إذ يعمد أصحاب حقول الكرموس إلى تلقيحها بالزيت للنضج قبل أوانها، مما يفرض على جمعيات حماية المستهلك ومكاتب حفظ الصحة أن يولوا هذا الموضوع الاهتمام المطلوب.