مصطفى لكثيري يدشن فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بعين بني مطهر

الطيب الشكري

تزامنا مع احتفالات الشعب المغربي، ومعه أسرة الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير بالذكرى 89 لمعارك جبل بادو الخالدة، والتي كانت منطقة تافيلالت مسرحا لها صيف سنة 1933، أشرف المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير على تدشين فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بمدينة عين بني مطهر رفقة عامل إقليم جرادة، والذي كان ثمرة تعاون بين المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، ولاية جهة الشرق، المجلس الإقليمي لجرادة والمجلس الجماعي لعين بني مطهر، وخلال هذا الحفل الذي حضره عدد من الفعاليات المجتمعية ومعهم أبناء بعض المقاومين من أبناء عين بني مطهر قدمت للمندوب السامي شروحات حول هذا الفضاء الذي سيعيد الاعتبار للذاكرة المحلية وينبش في عمقها ويعيدها إلى الواجهة المحلية والوطنية من خلال استقراء ذاكرة عين بني مطهر الغنية، ويحتوي هذا الفضاء الذي أقيم على مساحة 130 متر مربع بغلاف مالي إجمالي قدر ب 800 ألف درهم، على رواق لعرض الوثائق التاريخية والمخطوطات والصور والتحف والمعدات من قطع الأسلحة واللوازم والألبسة التي تم استعمالها خلال فترة الكفاح الوطني، خزانة للكتب وقاعة للسمعي البصري.

وفي كلمته بالمناسبة، اعتبر الدكتور مصطفى لكثيري أن افتتاح فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بعين بني مطهر ينبع من المكانة التاريخية التي تتبوأها المنطقة في خريطة الحركة الوطنية والمقاومة المسلحة ضد الإستعمار الفرنسي، ومن حجم التضحيات والبطولات والإنجازات والأعمال التي أسداها رجال ونساء قبائل المنطقة ضد الوجود الاستعماري، وهو أيضا عربون وفاء وإعتراف ببطولات نساء ورجال الحركة الوطنية وجيش التحرير بعين بني مطهر، والذي يستحضر من خلاله الجيل الصاعد الصور المشرقة للملاحم التي صنعها أبناء هذا الإقليم في سبيل عزة الوطن وحريته وإستقلاله، والعمل كذلك من أجل بلورة مجموعة من الأنشطة التربوية والتثقيفية والتواصلية مع الذاكرة التاريخية الوطنية والمحلية والتي تتوخى أساسا المحافظة على الموروث التاريخي وأمجاد الكفاح الوطني، لتستلهم منها الأجيال الجديدة والناشئة ما يقوي فيها الروح الوطنية وحب الوطن والاعتزاز بالإنتماء الوطني لمواصلة مسيرات الحاضر والمستقبل من أجل بناء وإعطاء صروح الوطن، وإنجاز المشروع المجتمعي الديمقراطي والحداثي والتنموي ببلادنا تماشيا مع التوجيهات الملكية السامية الداعية إلى صيانة وتثمين التراث اللامادي، باعتباره عماد وقوام التنمية الشاملة والمستدامة.


وأبرز المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير في معرض كلمته إلى أن المندوبية تعمل وتسعى بكل تفان وإخلاص لصيانة فصول الذاكرة التاريخية والمتقاسمة وتكريم رموز واعلام المقاومة وجيش التحرير، وكذا إبراز المعالم والمحطات النضالية المشرقة من تاريخنا الوطني التليد، والتعريف به لدى الناشئة والأجيال الجديدة، لتضل نبراسا مضيئا تهتدي به الأجيال وتشحذ هممها بقيم المواطنة الحقة للانخراط الجماعي والفاعل في بناء مغرب اليوم والغد والاستعداد الدائم والتعبئة المستمرة للدفاع عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية، مشيرا إلى أن مجهودات المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وبتعبئة من الفاعلين المحليين والهيآت المنتخبة من مجالس الجهات، مجالس العمالات والاقاليم والمجالس المحلية الترابية كشركاء مؤسساتيين، علاوة على وكالات التنمية الإقتصادية والإجتماعية للأقاليم الجنوبية وأقاليم الشمال والوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان وبرنامج التنمية المجالية المستدامة لواحات تافيلالت أثمر إنجاز شبكة فضاءات الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير، بلغت لحد الآن 103 وحدة فضاء مبثوثة في كل أرجاء الوطن.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

العروي: تحديد مكان دفن عظام بشرية داخل بقايا مسكن مهجور بمنطقة “بوخنوز” 

مجلس جامعة وجدة يصادق بإجماع على جميع النقط والرئيس يعتبر 2022 سنة التصنيفات والمراكز الأولى