عبد القادر كتــرة
في خرجة غريبة وعجيبة تنمّ عن شعور بالحسد والغيرة والحقد والغل والمرض النفسي، أطلق النظام العسكري الجزائري كلابه وقنوات صرفه الصحي، للتشكيك في أعداد المصلين الهائلة والضخمة بعدد من المساجد العظمى بمختلف الدول الإسلامية، وعلى رأسها مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء، والمسجد الأقصى في القدس الشرقيّة، وراحت تطعن في الصور المنشورة حول حجّ هؤلاء المصلين بعشرات الآلاف…
وعنونت جريدة “الشروق” الناطقة باسم جنرالات ثكنة بن عكنون مقالا عبارة عن تساؤل: “ما حقيقة هذه الصورة عن صلاة التراويح في المغرب؟”.
وبعد أن غاظتها صور ضيوف الرحمان بالمسجد في شهر رمضان نقلت على مضض: “تداولت صفحات وحسابات مغربيّة على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً مرفقة بأخبار عن استئناف صلاة التراويح في المغرب في رمضان الحالي بعد غياب بسبب إجراءات مكافحة انتشار كورونا في العامين الماضيين.”
وجاء في المنشورات المتداولة في اليومين الماضيين “عودة صلاة التراويح إلى المساجد المغربية، مرفقة بصورتين يظهر في كلّ منهما آلاف من المصلّين في باحات مسجد، مع بدء شهر رمضان لهذا العام وعودة صلاة التراويح بعد عامين من الاضطراب والقيود بسبب انتشار فيروس كورونا.
ثم أقحمت جريدة النظام العسكري الجزائري الشيوعي، دون معنى ولا منطق، خبرا عن جمهورية مصر العربية بقولها :”وفي هذا السياق، أعلنت السلطات في مصر – حيث بدأ شهر رمضان السبت – إقامة صلاة التراويح هذا العام “بنفس ضوابط” العام الماضي، وهي استخدام سجّادة خاصّة، ووضع كمّامة، وعدم استخدام أماكن الوضوء العامّة، وفي المغرب، الذي بدأ فيه رمضان الأحد، نقلت وسائل إعلام محليّة عن مصادر في وزارة الأوقاف إقامة صلاة التراويح لهذا العام “في ظلّ تحسّن الحالة الوبائيّة”.
وخصلت المزبلة الإعلامية إلى نتيجة “مبهرة ورائعة” بعد البحث والتمحيص وقالت: ” لكن الصورتين الظاهرتين في المنشورات قديمتان. فقد أرشد التفتيش عنهما على محرّكات البحث أنهما منشورتان على الموقع الإلكتروني لوكالة “رويترز” عام 2013. وجاء في الشرح المرافق للصورتين أنهما تُظهران إحياء ليلة القدر في مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء في الخامس من غشت من العام 2013″.
لم تكتف بالطعن في عدد المصلين الذين يؤمون مسجد الحسن الثاني بالدارالبيضاء لأداء صلاة التراويح، بل غاظها رقم 90 ألف مصلي لأول صلاة تراويح بالمسجد الأقصى، وراحت تُشكِّك في العدد، قائلة : “نشرت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً قيل إنها تُظهر عشرات الآلاف من المصلّين في المسجد الأقصى في شهر رمضان لهذا العام. صحيح أن جموعاً من المسلمين قصدت المسجد الأقصى لإقامة الصلاة اعتباراً من الليلة الأولى لشهر رمضان، لكن هذه الصور التي تظهر فيها حشود كبيرة من المصلّين ملتقطة في الحقيقة في العام الماضي أثناء إحياء ليلة القدر”.
ولم يهنأ بال مزبلة الإعلام الجزائرية وخلفها النظام العسكري الجزائري إلا بعد أن تأكدت من أن “التفتيش عنها باستخدام محرّكات البحث، أظهر أنها منشورة العام الماضي في مواقع إخباريّة على أنها تُظهر عشرات آلاف المسلمين يقيمون الصلاة في باحات المسجد الأقصى في ليلة القدر من شهر رمضان من العام الماضي”.
سلوك هذا النظام العسكري الشيوعي البائد وأحديته من أشباه الصحافيين في قنوات الرصف الصحي، لا يمكن تصنيفه إلا في خانة السلوكات والتصرفات المرضية، حيث يتساءل المرء كيف لهذا النظام أن يتجاهل طوابير مواطنيه على الحليب والزيت والدقيق …، يهتم بهذه المواضيع ويتعب للتشكيك فيها وتكذيبها وإنكارها، وهل له فائدة في ذلك أو ربح أو علاقة بنظامه الديني؟…فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، واللهم اجعل كيدهم في نحرهم وتدبيرهم في تدميرهم…
الجواب الوحيد لهذا التكالب الصحفي لمزابل النظام الجزائري تجسده الغيرة والحسد والحقد والعجز والفشل الذي يطارده مقابل النجاح والتميز والتطور والنمو لجاره الغربي.
كان الجزائريون ينتظرون فتح “جامع بوتفليقة” أو جامع الجزائر ومرافقه للمصلين خلال شهر رمضان لكن فشل النظام في ذلك، وعجز عن الوفاء بوعده، لأن “ما كان لله دام واتصل وما كان لغير الله انقطع وانفصل”، ومشروع هذا الجامع تمّ ليس لله ولكن لمنافسة صرح مسجد الحسن الثاني بالدارالبيضاء بالمملكة المغربية الشريفة وتجاوزه، ونبع من جنون “العظمة” الذي كان ينخر الرئيس المخلوع الراحل عبدالعزيز بوتفليقة، وكلّف خزينة الدولة أكثر من 8 ملايير دولار نصفها ذهب جيوب الجنرالات والمسؤولين أيام كان الرئيس الحالي عبدالمجيد تبون وزير السكن والعمران والمدينة ومكلفا بمتابعة المشروع.
قال عميد جامع الجزائر الشيخ مأمون القاسمي إن الاستعداد لفتح جامع الجزائر يجري على قدم وساق من خلال تحضير النصوص الخاصة بعمل مرافقه، مشيرا إلى أن رئيس الجمهورية سيحدد تاريخ الإعلان عن افتتاحه.
وأكد الشيخ القاسمي، الاثنين 4 أبريل 2022، قائلا:” ولي الأمر سيحدد موعد افتتاح جامع الجزائر وسيكون ذلك بعد الانتهاء رسميا من وضع النصوص التنظيمية الخاصة بمرافق الجامع من قاعة الصلاة إلى المكتبة والمدرسة الإسلامية”.