عبد العزيز داودي
اضطرت السلطات الجزائرية اللجوء إلى ترشيد استهلاك المياه الصالحة للشرب بجل الولايات، بما في ذلك الجزائر العاصمة. وهكذا تعيش بلاد “الخاوا” على وقع أزمة مائية غير مسبوقة، بل لم تكن متوقعة، أو على الأقل لم يكترث لها نظام العسكر بالجزائر، لتتحول إلى كابوس يقض مضجع الجزائريات والجزائريين خصوصا في فصل الصيف الذي يكثر فيه الطلب على الماء الصالح للشرب.
وهكذا، ففي ولايات معينة أقدمت السلطات فيها على تمكين المواطنين من ساعتين فقط لاستخدام صنابير المياه، وفي ولايات أخرى، ومنها العاصمة، التزود بالمياه يكون مرة كل يومين.
ويعزى ذلك طبعا إلى شح الموارد المائية في السدود ونفاد الاحتياطي في أعماق الأرض، حتى أضحى يستحيل على الجزائريين غسل سياراتهم تحت طائلة الغرامات، مع العلم أن مشكل ندرة المياه ليس بوليد اللحظة، بل له جذوره وأسبابه البنيوية، وحذر منه العديد من الخبراء وناشطي البيئة، ومع ذلك، تعامل نظام العسكر الذي سعى دائما إلى تعزيز ترسانته العسكرية عبر شراء الأسلحة من الشرق والغرب لإظهار تفوقه الدون كيشوطي، عوض الاهتمام بالماء والغذاء لتوفير الحد الأدنى من العيش لملايين الجزائريين.
وبعد أن وصلت الأزمة حدودها القصوى، وعد وزير الماء في الوقت بدل الضائع بإقدام الجزائر مستقبلا على تحلية مياه البحر واستغلال
المياه العادمة لغرض استهلاكها، مع ما يتطلب ذلك من وقت طويل قد يضاعف من أزمات الجزائريين/ات في حقهم المشروع من استعمال مياه صالحة للشرب.
هذا وقد رفع المحتجون شعارات قوية في جمعة الغضب، هددوا فيها بعجز النظام الجزائري عن توفير مياه الشرب للمواطنين/ات وتقاعسه في توفير الأمن الغذائي…