عبد القادر كتــرة
بمجرد ما تمّ الإعلان عن تأجيل النسخة ال12 لكأس الاتحاد الإفريقي لكرة اليد، والتي كان من المقرر تنظيمها في مدينتي العيون وكلميم بالأقاليم الجنوبية المغربية من 13 إلى 23 يناير المقبل، سارعت مزابل الإعلام وقنوات الصرف الصحي الجزائرية إلى إطلاق الزغاريد، والدعايات الكاذبة، وترويج نصر وهمي، على أن قرار التأجيل جاء نتيجة انسحاب الجزائر من المنافسة، بحكم إقامتها في الصحراء المغربية.
بل زادت في افترائها وكذبها بتأويل بلاغ الكونفدرالية الإفريقية لكرة اليد بأن الأمر يتعلق بانسحاب “القوة البطاطسية الضاربة” والتي لم يشر إليها البلاغ، لا من قريب ولا من بعيد، ولم يذكرها ولم يُعرها أي اهتمام، ولا حتى إشارة، مع العلم أن كلّ المنتخبات كانت مهيئة ومستعدة للمشاركة حتى المنتخب التونسي الذي حاول النظام العسكري الجزائري الكُرغُلي الضغط عليه للانسحاب، بل عمّ الفرح والاطمئنان والسكينة بمجرد إعلان انسحاب منتحب الكراغلة من المنافسة (وليت تنسحب منتخباته من جميع التظاهرات حتى يعمَّ السلم والأمن والاستقرار ).
من جهة أخرى، لم تذكر الكونفدرالية الإفريقية لكرة اليد عبارة “إلغاء” البطولة بل تحدثت عن تأجيلها إلى ما بعد يناير 2022 أي بعد التاريخ الذي كان محددا سابقا، بعد إلغاء نتائج قرعة المنتخبات المشاركة، التي أجريت، الأربعاء 08 دجنبر 2021 في خطوة مفاجئة، وحتى تتمكن من النظر في الطعون التي قدمت لها من طرف بعض الاتحاديات التي رفضت القرعة بطريقة ” فيديو التناظر عن بعد”، في جلسة استثنائية يوم 28 دجنبر الحالي، والتي طالبت بتنظيمها حضوريا.
من جهة ثانية، لم توجه الكونفدرالية الإفريقية لكرة اليد البلاغ/الإخبار إلا للاتحاديات المعنية بالمشاركة دون غيرها وهو ما يعني أن منتخب الكراغلة الجزائري غير معني بالأمر وتمّ قبول انسحابه رسميا وينتظر العقوبات التي ستكون ثقيلة ومهينة، مع الإشارة إلى أن انسحاب الجزائر يتمثل كذلك في عدم جاهزية المنتحب الجزائري وتملكه الخوف من الإهانة والإذلال أمام منتخبات مهيئة ومتمرسة، في الوقت الذي توقف هو عن البطولة منذ أكثر من سنتين.
وكانت القرعة الملغاة قد أسفرت عن مجموعة أولى مكونة من مصر والكونغو الديمقراطية والغابون والكاميرون، بينما الثانية تضم المغرب وأنغولا ونيجيريا وكينيا، في الثالثة تونس والسنغال وغينيا والرأس الأخضر.
أسباب رئيسية أخرى وراء هذا التأجيل، لها ارتباط كبير بمتحور “أوميكرون” لفيروس جائحة كورونا المستجد “كوفيد 19″، وما قرره المغرب من إغلاق مجاله الجوي، وتعليق المغرب للرحلات الجوية، في ظل ما تداول قبل لحظات عن عزم المغرب تمديد تعليق الرحلات الجوية إلى موعد غير معلوم.
ويحول تعليق الرحلات الجوية، في تواجد المنتخبات المشاركة في البطولة القارية، الملزمة بالتوفر على طائرات خاصة، تسهل قدومها إلى المغرب، وهي العملية التي تبقى صعبة المنال على عدد من الاتحادات الإفريقية، في صنف رياضي يبقى أقل شعبية في القارة السمراء.
وإن دلّ هذا فإنما يدلّ على أن قرارات المملكة المغربية الشريفة تضع حياة وصحة الشعب المغربي فوق كل اعتبار لأنها غالية ونفيسة، خلافا لما يقوم به النظام الجزائري العسكري “بوكو كلام” الذي لا يعير لشعبه أي قيمة ووضعه في أرخص المستويات، بل أرخص من كيلو بطاطا، وأرخص من مرتزقة بوليساريو وأدنى من مستوى الفاسقة الانفصالية النصابة “سلطانة خيا” التي يغدق عليها من أموال الشعب الجزائري الجائع بدون حساب.
وللتذكير، سبق للمغرب أن رفض استضافة منافسات كأس الأمم الإفريقية 2015 وذلك بسبب مخاوف من فيروس الإيبولا القاتل الذي تسبب في وفاة قرابة خمسة آلاف شخص في غرب افريقيا.
كما يجب تذكير خصوم الوحدة الترابية ، أن سكان مدينة العيون، قدموا درسا كبيرا لهؤلاء، خلال احتضان المدينة لفعاليات بطولة أفريقيا لكرة القدم داخل القاعة، في الفترة الممتدة ما بين 28 يناير و7 فبراير الماضي، والتي انتهت بتتويج المنتخب المغربي بطلا للقارة، مع التأكيد على أن المدينتين الصحراويتين المغربيتين ستستضيفان الكأس الإفريقية لكرة اليد خلال فبراير أو مارس 2022 ولو أدى ذلك إلى انفجار مرارات جنرالات ثكنة بن عكنون وبيادقهم بقصر المرادية.
مدينة العيون، تجنّدت لإنجاح نهائيات كأس أفريقيا، وقامت بتعبئة كبيرة من طرف كل مكوناتها، مسؤولين وساكنة، وأعطوا درسا لن ينساه خصوم الوحدة الترابية، وفي مقدمتهم الجارة الشرقية، التي رغم محاولاتها وكيدها، لن تستطيع النيل من إصرار ذا قيمة، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.