عبد القادر كتــرة
تحولت الجزائر إلى سوق ضخم للاتجار في المخدرات القوية (السموم البيضاء) وعشرات آلاف الأقراص المهلوسة، في إفريقيا، وجسور لعبور قناطر الكوكايين والهيروين إلى بلدان المغرب العربي وأوروبا وأسيا، وأصبحت تضاهي بعض بلدان أميركيا اللاتينية أبطالها مافيات من مسؤولين جزائريين كبار .
أعلنت الصحافة البرازيلية، بأن الشرطة البرازيلية قامت بحجز حوالي 481 كيلوغرام من مادة الكوكايين التي كانت في طريقها نحو الجزائر، قد يكون أصحاب هذه الشحنة جماعة من جنرالات ثكنة بن عكنون ومسؤولين كبار في قصر المرادية بالعاصمة الجزائرية.
وسبق للسلطات الأمنية الجزائرية أن حجزت أطنان من الكوكايين، أخرها كان عثور صيادين، فجر يوم الأحد 27 يونيو 2021، في عرض ساحل مدينة أرزيو شرق وهران بغرب الجزائر، على كمية ضخمة من المخدرات الصلبة (كوكايين) تطفو على سطح المياه. وهي الكمية التي قدرت بأربعة قناطير و90 كيلوغراما من الكوكايين، يجهل مصدرها وكذا وجهتها.
وتعد هذه ثالث أكبر كمية من الكوكايين يتم حجزها بالجزائر بعد أن تم، في نهاية ماي 2018 على مستوى ميناء وهران، إحباط محاولة لإدخال 701 من كيلوغرامات الكوكايين إلى البلاد، ضبطت بحاوية في سواحل مدينة وهران على بعد أربعمئة كلم غرب العاصمة الجزائر، وحجز أزيد من 300 كيلوغرام و712 غرام من الكوكايين، يناير 2019، على أيدي الجيش الجزائري قرب ميناء سكيكدة، شرق الجزائر العاصمة.
وتمكنت مصالح أمن ولاية الجزائر، 16 يوليوز 2021، من وضع حد لشبكة إجرامية تتاجر في الهروين، ونجحت في إيقاف سبعة أشخاص وحجز كميبة هامة من الهيروين وحوالي سبعة ملايير سنتيم جزائري وهواتف نقالة وسيارات ووسائل وأغراض أخرى تستعمل في هذه الأنشطة الممنوعة.
وسبق أن حجزت عناصر فرقة مكافحة الاتجار غير الشرعي للمخدرات والمؤثرات العقلية بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية لأمن ولاية وهران غرب الجزائر، يوم 8 فبراير 2021، في عملية نوعية، 4.250 كيلوغرامات من الكوكايين الخام “كراك” في وقت فككت فيه شبكة إجرامية منظمة تتكون من 8 أشخاص مسبوقين قضائيا أعمارهم ما بين 22 و52 سنة، تنشط داخل وخارج الوطن مختصة في التهريب الدولي للمخدرات الصلبة الاستيراد والنقل وكذا التخزين والمساس بالاقتصاد الوطني .
وأسفرت العملية عن حجز مبلغ مالي قدره 3.8 ملايير سنتيم من عائدات الترويج، 13 مركبة سياحية من مختلف الأنواع ودراجتين ناريتين من الحجم الكبير فضلا عن شاحنة بدون مقطورة و 10 هواتف نقالة مع العلم أن القيمة المالية للمخدرات الصلبة المحجوزة فاقت 10ملايير سنتيم، وتم تحرير إجراء قضائي ضد الموقوفين سيحالون بموجبه أمام العدالة.
وتمكنت عناصر من الجيش الوطني الشعبي الجزائري، حسب ما أوردته مصادر رسمية عبر بياناتها، من توقيف 21 تاجر مخدرات ، وحجز كميات ضخمة من الكيف المعالج تُقدر بـ10 قناطير و65 كيلوغرام و16.044 كيلوغرام من مادة الكوكايين و183377 قرص مهلوس ، في عدد من العمليات التي تمت خلال الفترة الممتدة من 14 إلى 20 أكتوبر 2020، بتندوف .
كما أوقفت عناصر الجيش الجزائري بالتنسيق مع مصالح الدرك الوطني وحراس الحدود وحراس السواحل 13 تجار مخدرات، وحجزت 429 كيلوغرام من الكيف المعالج و3064 قرص مهلوس خلال عمليات متفرقة بكل من مستغانم وتلمسان ووهران وعين تموشنت وبجاية وبسكرة وإن أمناس وبشار وباتنة.
وسبق لمصالح أمن ولاية الجزائر، حسب نفس المصادر، أن نجحت في تفكيك عصابة إجرامية تتكون من تسعة أشخاص مشتبه فيهم من بينهم خمس رعايا أفارقة مع حجز 428 غرام من الهروين و 90 غراما من الكوكايين ومبلغ مالي قدره 817.500 دينار جزائري حسبما أكده يوم الأربعاء 19 غشت 2020، بيان لخلية الاتصال والعلاقات العامة لذات الهيئة الأمنية الجزائرية.
وجاء في البيان أنه في إطار محاربة الاتجار غير الشرعي بالمخدرات، تمكنت المقاطعة الوسطى للشرطة القضائية من وضع حد لنشاط جماعة إجرامية تتكون من تسعة أفراد، من بينهم خمس رعايا أفارقة، عن قضية الاستيراد والتجارة بالمخدرات من نوع هروين وكوكايين، النقل والتوزيع والمشاركة بطريقة غير مشروعة في إطار جماعة إجرامية منظمة.
وسبق أن تم حجز أزيد من 300 كيلوغرام و712 غرام من الكوكايين، يناير 2019، على أيدي الجيش الجزائري قرب ميناء سكيكدة، شرق الجزائر العاصمة.
وأوضحت الإذاعة الجزائرية أن عناصر حرس السواحل اكتشفوا كمية ضخمة من الكوكايين، قدرت بثلاثة قناطر و712 غراما، معبأة داخل حقائب للظهر لفظتها أمواج البحر قرب الميناء نفسه ، وذلك على إثر دورية قرب المنطقة الصناعية لسكيكدة.
وتعد هذه ثاني أكبر كمية من الكوكايين يتم حجزها بالجزائر في أقل من سبعة أشهر بعد أن تم، في نهاية ماي 2018 على مستوى ميناء وهران، إحباط محاولة لإدخال 701 من كيلوغرامات الكوكايين إلى البلاد، ضبطن بحاوية في سواحل مدينة وهران على بعد أربعمئة كلم غرب العاصمة الجزائر.
العملية حسب البيان “انطلقت بفضل استغلال معلومات حول وجود كمية كبيرة من الكوكايين مخبأة داخل حاوية على متن السفينة المُحملة بلحوم حمراء مجمدة، حيث تم توجيه وحدات عائمة لحرس السواحل قصد تأمين مسرح العملية، وبعد التأكد من وجود الحاوية، أُعطيت التعليمات اللازمة بضرورة إدخال السفينة لميناء وهران تحت حراسة مشددة وإجراءات أمنية دقيقة، وبناء
على إخبارية وكيل الجمهورية، تم إخضاعها للمسح والتفتيش الدقيق، مما أسفر عن كشف وضبط كمية ضخمة من مادة الكوكايين تُقدر بسبعة قناطير وواحد كيلوغرام كانت موزعة على (603) صفيحة مخبأة وسط السلع”.
وقد سببت الواقعة صدمة بين أوساط الجزائريين، وأثارت تساؤلات محيرة بشأن الجهة التي تقف وراء العملية غير المسبوقة في تاريخ البلاد، مما يشير برأي البعض إلى أن العملية تقف وراءها رؤوس كبيرة وليس مجرد صغار المهربين.
وبعد إعلان وزارة الدفاع عنها تسببت الحادثة في سقوط شخصيات نافذة، منها قضاة وأبناء شخصيات سياسية كبيرة، أبرزها نجل الوزير الأول الأسبق عبد المجيد تبون.
وبعد الحديث عن تجاوزات وخروق شابت عملية التحقيق الابتدائي في قضية الكوكايين صدر قرار مفاجئ بإقالة المدير العام للأمن اللواء عبد الغاني الهامل.
هذه الخطوة زادت الملف تعقيدا وغموضا، وطرحت تساؤلات عميقة بشأن وجود صراع بين أقطاب النظام، وعبرت بعض الأطراف عن تخوفها من استغلال القضية لتصفية الحسابات في إطار ترتيبات خاصة برئاسيات 2019.
اعتبرت صحيفة “إنديبندنت” البريطانية، أن الجزائر أصبحت “مركزا ناشئا” لعبور مخدر الكوكايين الموجه إلى المملكة المتحدة، بعد تسجيل “موجات” غير مسبوقة من المخدرات التي تعبر هذه الدولة، إضافة إلى حجز كميات كبيرة بالجزائر في السنوات الأخيرة.
وحسب تقرير الإنديبندنت، فإن عملية ضبط نصف طن من الكوكايين في مياه مدينة وهران الساحلية أواخر الشهر الماضي، كشفت الأهمية المتزايدة للجزائر كنقطة عبور في شمال إفريقيا لمهربي المخدرات الذين يهدفون الوصول إلى الأسواق الأوروبية وحتى الأسواق في الشرق الأوسط.
وأضاف ذات التقرير، أن هذه الشحنة تُعتبر هي ثاني أكبر شحنة يتم ضبطها في الجزائر، بعد الشحنة الأكبر في تاريخ البلاد، والتي تم ضبطها في ماي 2018، والتي بلغت أكثر من 700 كيلوغرام من الكوكايين كانت على متن سفينة شحن تحمل لحوما مجمدة من البرازيل.
وكانت شحنة 2018، وفق الإنديبندنت، قد تسببت في فضيحة على الصعيد الوطني في الجزائر، حيث كشفت عن تورط العديد من الشخصيات والمسؤولين، كرئيس جهاز الأمن السابق عبد الغاني هامل، ورجال أعمال ومسؤولين في مختلف القطاعات، ولازالت القضية معروضة على المحاكم إلى اليوم.
وأشار تقرير الصحيفة البريطانية المذكورة، أن تهريب الكوكايين إلى أوروبا والمملكة المتحدة بالخصوص، أصبح يمر عبر الجزائر كنقطة عبور “ناشئة”، في إشارة إلى أن مهربي الكوكايين من أمريكا اللاتينية بدأوا يعتمدون على التراب الجزائري كمعبر جديد بعد تضييق الخناق في المعابر الأخرى.
وكانت تقارير أمريكية كشفت في وقت سابق، أن منتجو ومهربو الكوكايين من أمريكا اللاتينية، بدأوا يعتمدون على طرق وأسواق جديدة، بدل الاعتماد فقط على السوق الأمريكي والمعابر المؤدية إليها، حيث وجهت شبكات الكوكايين أنظارها إلى أوروبا كثاني أكثر مستوردي الكوكايين في العالم بعد الولايات المتحدة الأمريكية.