أحمد الرمضاني
سيبقى يوم السبت 11 شتنبر 2021، منقوشا في ذاكرة حارس المرمى السابق عبد الحميد بقال، ومحفوظا في قلبه ووجدانه، و ذلك بمناسبة تكريمه من قبل زملائه السابقين في الميادين الرياضية، بمبادرة من جمعية قدماء لاعبي المولودية الوجدية لكرة القدم.
تكريم نشطت فعالياته بالملعب البلدي التابع لجماعة احفير، بإجراء مباريات استعراضية، جمعيات قدماء لاعبي الأندية التي سبق للمكرم أن دافع عن مرماها بكل إخلاص و تفان و جدارة، و هي اتحاد احفير و مولودية وجدة، و الاتحاد الرياضي الإسلامي الوجدي، فضلا عن مشاركة الجيران قدماء نهضة بركان.
هذا، واستهل الحفل التكريمي بولوج المحتفى به ملعب احفير، الفضاء الذي شهد بداياته الأولى في عالم الكرة المستديرة، بمقام العرسان، على أنغام الفلكلور الشعبي المحلي شيوخ لعلاوي.. و مستقبلا استقبال الابطال بالورود والتصفيقات والقبلات… وفي المنصة الشرفية كان الترحاب من أصحاب الديار، قدماء الاتحاد الرياضي الاحفيري، على لسان رئيس جمعية قدماء الفريق احميدة ملوك الذي رحب الضيوف، وأثنى على هذه المبادرة الطيبة، ووصف زميله السابق في الفريق خير سفير للكرة الاحفيرية…. قبل أن يتناول الكلمة ” كاتب المقال” لاستعراض المشوار الرياضي للمكرم، من البداية الى الاعتزال، و يختم بعده المداخلات جمال لويزي، لاعب المولودية ورئيس النجم الرياضي الوجدي الأسبق، متحدثا عن الجانبين الإنساني والاجتماعي في شخصية زميله المكرم.
وتسلم اللاعب السابق بقال عددا من الهدايا الرمزية و التذكارية المتنوعة، من طرف المنظمين والمشاركين و جهات متعددة ..
وخلال كل فقرات هذا الحفل البهيح، و الناجح على جميع المستويات، بدا عريسه وبطله متأثرا جدا، وانعكس ذلك جليا على تعابير ملامحه ومحياه، حتى أنه من شدة فرحه وسعادته بهذا اليوم المشهود، عجز عن التعبير ، إن لم نقل عجز عن الكلام أصلا.
وتبقى هدية صديقه الحميم معين يثرب، الذي كان بمعية اللاعبين السابقين جلال طير ومصطفى راضي من منظمي و منسقي فقرات و برنامج هذا الحفل، الأكثر وقعا على قلبه ، حين لم يتمالك نفسه، و أذرفت عيناه دموعا حارة و ساخنة، لما اكتشف أن الهدية ماهي إلا صورة كبيرة الحجم بإطار، يظهر فيها هو بجانب والدته الكريمة قيد حياتها، التي لم يمض على رحيلها زمن بعيد…
و على ذكر المرحومة والدته، و من البر بها وهي من الأحياء، أو في عداد الأموات على حد سواء، استفتح المحتفى به عبد الحميد بقال، حلوله بمسقط رأسه مدينة احفير ، بزيارة قبرها، و الترحم عليها برفقة ابنه البار محمد ياسين، قبل التوجه صوب حفل تكريمه، الذي برمج أياما قليلة بعد قراره الاضطراري اعتزال العمل السياسي الحزبي … ما اعتبره عبد الحميد بقال بشكل أكيد، إنصافا و ردا للاعتبار …
يذكر، أن عبد الحميد بقال من مواليد مدينة أحفير سنة 1965، كانت بدايته الرياضية بفريق الاتحاد الرياضي الاحفيري( USA), و الفضل يعود لاكتشافه للأب الروحي للفريق المحجوب لحمامي، أواخر عقد سبعبنيات القرن الماضي، وكان من التركيبة البشرية التي حجزت تذكرة الصعود إلى بطولة القسم الوطني الثاني، في السنوات الاولى من عقد الثمانينيات، و شكلت مباراة جمعت وداد فاس بفريقه الأم بالعاصمة العلمية للمملكة، نقطة تحول مهمة في مساره الكروي، حيث تألق فيها بشكل ملفت للغاية، ما آثار انتباه و اعجاب الواصف الرياضي الاذاعي الشهير امحمد العزاوي ، الذي ربط الاتصال برئيس المولودية الوجدية حينها، الراحل مصطفى بلهاشمي، ليقترح عليه الإسراع بالتعاقد مع حارس واعد يحمل ألوان فريق المدينة الجارة لعاصمة الشرق، وهو ما بادر به الرئيس التاريخي لسندباد الشرق، ليجاور بقال بالتالي فريق ” البيضة و الخضرة” لثلاثة مواسم متتالية، قبل أن يتنقل في موسم 88 / 89 للدفاع عن ألوان فريق (ليزمو/ USMO ) ويسجل اسمه في سجل الفريق بحروف من ذهب، حين ساهم في حجز هذا الفريق تذكرة الصعود إلى القسم الوطني الأول، لأول مرة في تاريخ ( البيضة و الكحلة)، في موسم 90/ 91.. قبل أن يعتزل في سن مبكرة جدا الميادين الرياضية بصفة نهائية، بعد مشوار قصير مع ليزمو بقسم الصفوة .. ليتفرغ لالتزاماته العائلية و المهنية، مخلفا وراءه رصيدا رياضيا متميزا، حاز خلاله رضا الأنصار والمسيرين و اللاعبين، واحترام وتقدير وحب الجميع.