عبد القادر بوراص
تخليدا لليوم العالمي للاجئ، نظمت جمعية كرم للتنمية والعمل الاجتماعي بوجدة، بتعاون مع مجموعة عمل الحماية في مجال الهجرة واللجوء بجهة الشرق، دوريا عربيا إفريقيا محليا في كرة القدم المصغرة لفائدة اللاجئين والمهاجرين، تحت شعار: “المغرب بلد الثوابت والانفتاح“، يوم الأحد 20 يونيو الجاري، الذي يتزامن واليوم العالمي للاجئ، وذلك بملعب القرب ”الأندلس” بمدينة وجدة.
التظاهرة الرياضية الأولى من نوعها بعد تخفيف عدد من القيود التي فرضت منذ 14 شهرا لمواجهة فيروس كورونا، وذلك في ظل التحسن المستمر في الوضعية الوبائية بالبلاد، وتزايد عدد المستفيدين من التطعيم، عرفت مشاركة أربع فرق رياضية، تمثل إثنتان منها دول إفريقيا جنوب الصحراء، وفريق سوري، بالإضافة إلى فريق جمعية كرم، الطرف المشرف على عملية التنظيم. واتسمت المباريات التي احتضنها ملعب الأندلس للقرب الذي افتتح أبوابه بهذه المناسبة بعد إعادة تهيئته وأصبح في حلة جديدة ومغرية، بالندية والمنافسة القوية، مع غلبة الروح الرياضية العالية، التي تجسدت بكل جلاء ووضوح من خلال تشبع كافة المشاركين بقيم المساواة والإخاء والتسامح والانفتاح.
وتوج الفريق الممثل لإفريقيا جنوب الصحراء بكأس هذا الدوري الرياضي الناجح بامتياز بعد انتصاره على الفريق المحلي لجمعية كرم، حيث تسلم اللاعبون في أجواء احتفالية رائعة أنستهم هموم الغربة وبعدهم عن ديارهم، كأس وميداليات التتويج، وسط عاصفة مدوية من التصفيقات وعبارات التشجيع، بالعربية والإنجليزية ولغات أجنبية أخرى، فضلا عن لهجات بلدان إفريقية وإن لم نكن نفهمها فإننا متأكدون جدا بأن أصحابها يعبرون من خلال ملامح وجوههم وابتساماتهم العريضة عن سعادتهم وفرحتهم.
وكان النشاط الرياضي مناسبة تم خلاله توقيع اتفاقية شراكة بين جمية كرم للتنمية والعمل الاجتماعي بوجدة والمديرية الجهوية للشباب والرياضة، تم بموجبها إسناد عملية الإشراف على تسيير ملعب القرب ”الأندلس” إلى الجمعية المذكورة، والتي يعود لها الفضل كله في إصلاح الملعب وإعادة هيكلته بعد أن ظل لسنوات عرضة للإهمال والضياع، وأصبح في حلة جميلة تغري باستقطاب المولعين بممارسة الرياضة، خاصة كرة القدم المصغرة.
وتطمح جمعية كرم إلى أن يصبح الملعب منبتا حقيقيا بالفئات الصغرى والشباب لإدماجهم رياضيا في المجتمع، والبحث عن الطاقات وصقل مواهبها وتهذيبها درءا لوقوعها في براثن الانحراف والإدمان والجريمة.
وفي تصريح للحدث الشرقي، ثمن الناشط الجمعوي المتميز عبد اللطيف مكروم مبادرة المديرية الجهوية للشباب والرياضة في وضعها الثقة في جمعيته كرم للتنمية للسهر على تسيير ملعب الأندلس للقرب، دون أن يفوته تقديم تحية شكر وتقدير بلا حدود لكل المتدخلين والمساهمين في إعادة تهيئة الملعب وإنجاح أول نشاط كروي على أرضيته، وفي مقدمتهم المدير الجهوي للشباب والرياضة نور الدين الرافعي، وهشام الصغير، وربيع بزغودي والطاقم الذي يشغل معه، مع تأكيده على أن الجمعية بكل مكوناتها ستعمل جاهدة للنهوض بقطاع الرياضة والشباب نحو الأفضل.