بقلم: ذ. عبد القادر مسعودي
تابع الجميع ويتابع ما يجري من أجل رسم الصورة النهائية للمجلس البلدي بتاوري ت، وهي متابعة محمودة وجميلة، لأنها تضع الجميع تحت مجهر الرأي العام، لكن غير الجميل هو الحرب النفسية التي تقودها أطراف معينة ومصطفة، وبروز عبارات حسمت ولم تحسم بعد…
لكن لنقف برهة ونتساءل عن وعي الاهتمام بالشأن المحلي المفاجئ، مع استثناء طبعا بعض الأصوات الغيورة التي نادت وتنادي بالقطع مع الماضي بسلبياته، استحضارا لما تحقق وما لم يتحقق. أصوات طرحت أسئلة، وقدمت اقتراحات، وقادت حملات، ويحسب لها انخراطها في عملية التغيير المطلوبة.
لكن للأسف فالتغيير له عمر زمني مقبول، وانخراط كبير، ورغبة حقيقية، وإرادة واضحة، وقاموس ينهل من تجارب معينة. فهل فعلا حاولنا أن نشتغل على هذا الورش الكبير؟ هل رسمنا دربا واضحا للوصول بالفكرة إلى بيت القصيد؟ هل قدمنا مرافعة يسمع لها كل مهتم بالشان العام؟ هل قيمنا التجارب جميعها من خلال الاطلاع على نتائج تدبيرها؟.
ربما كانت هناك محاولات، لكن للأسف كانت قليلة ولم تُلتقط إشاراتها. وما يجري الآن في كواليس اللعبة ما هو إلا جواب على غيابنا المطلق عن ركب التعبئة لخلق البديل المنتظر، فأرقام التصويت تعكس فتورا غريبا، أنتج ما أنتج. والعاجز كما يقال لا يُطلب منه مستحيلا لأنه ذهب إلى المعركة عاجزا وتحت الصفر، ورحمة القاسم الانتخابي كان لها مفعولا رحيما بضعفه، أدخلته في لعبة لم يخبر عالمها، منعرجاتها عصية عليه. فلغة التحالفات صعبة ولها أبجديات نقشت في كواليس لا داعي لذكر مفاتيحها. وما الارتدادات الإعلامية إلا جزء من لعبة كاملة، لها ميسي ورونالدو ومحترفين… أما الهواة عليهم انتظار إشارة مهندس الخريطة الكروية وسط اهتمام، لكنه اهتمام رائع، أتمنى أن يُستغل في الاتجاه الصحيح لتحقيق شروط انتقال سلس محوره البقاء للأصلح، على أرضية واضحة قادرة على تحقيق الإجماع المطلوب للإبحار سويا في المستقبل.
إنها مجرد هلوسة مسائية.. وتحياتي للجميع.