العنف الفني في البرامج الرمضانية

الطيب الشكري

لست من الذين تستهويهم البرامج التلفزية التي تُعرض بمناسبة هذا الشهر الفضيل، لأن غالبيتها يفتقد لمُقومات العرض الفني، سواء من خلال المحتوى، أو طريقة التقديم واختيار الضيوف الذي لا أعرف على أي أساس يتم. لكن وفي لحظة فراغ قلت لا بأس من الإطلاع على محتوى فيديو كان قد أرسله لي أحد الأصدقاء على تطبيق الواتساب منذ سويعات، فكانت صدمتي كبيرة وأنا أتابع فصولا من عنف لفظي وكلام نابي يتم حجبه بطريقة تقنية، تتطور بعدها الأمور إلى عنف جسدي تعرض له مقدم البرنامج والذي لم يكن سوى الصحفي مراد العشابي  في مواجهة العديد من ضيوفه، وتسائلت كيف يسمح تلفزيون ما ببث مشاهد من عنف حي  في وقت تتعالى فيه الدعوات إلى محاربة العنف بكل أشكاله، ومهما كان مصدره، والتصدي له؟ وهل انتقلنا إلى ممارسة العنف الفني عبر استهداف مقدمي مثل هذه البرامج؟.

أعتقد أننا اليوم أمام حالة شاذة لم نألفها من قبل تسائل واقعنا الفني الذي يحتاج إلى أكثر من وقفة، لأننا أصبحنا في مواجهة برامج تافهة بعيدة كل البعد عن كل ما هو فني إبداعي  بعد أن وصلنا إلى هذا المستوى من البرامج.
ككل رمضان، ترتفع أصوات الإدانة والاستنكار للمنتوج التلفزي الذي يقدم بمناسبة رمضان نفس الوجوه، بنفس الأسلوب وبتكلفة مالية كبيرة، كان من المفروض أن تنتج لنا برامج جديدة تلامس الواقع المعاش، في قالب فني وفكاهي ينال رضى المشاهد المغربي، لكن وللأسف الشديد لاشيء من هذا القبيل حصل، وأصبحنا أمام برامج تكرس نفس النهج بنفس الوجوه تقريبا الجديد فيها هذه السنة هو إرتفاع منسوب العنف اللفظي والجسدي الذي كان من نتائجه إدخال مقدم برنامج رمضاني إلى المستشفى بعد وصلة من الضرب تعرض لها من طرف أحد ضيوف برنامج “فاصل ونواصل” الذي لم يصمد أمام استفزازات مقدم البرنامج وجمهور البلاطو الذي كان دوره مستفز بشكل مبتذل ورديء زاد من من حدة غضب الضيف والسؤال هنا، ماذا استفاد المشاهد والمتتبع لمثل هذه السخافات؟.
أعتقد أنه حان الوقت لنعيد النظر في كل ما يقدم على قنواتنا لأنه من العيب أن نستمر في إنتاج نفس البرامج وبنفس الوجوه ونفس الأسلوب في غياب أي إبداع فني وكأن المغرب عقيم فنيا وابداعيا، كما أن غياب عدد كبير من الوجوه الفنية والنسائية على وجه التحديد والتي بصمت على مسيرة فنية جيدة تمتد لعقود من زمن فني لازال الحنين يجرنا إليها يطرح أكثر من علامة استفهام حول هذا الغياب الذي لم يعد مبررا بالمرة.

ملحوظة؛ الصورة عن موقع المغربي نت

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

نزلاء القسم الداخلي بمديرية المضيق الفنيدق يعيشون أجواء رمضان المبارك في ظروف مثالية

حزب حبهة القوى الديمقراطية يصدر بلاغا حول اجتماع مكتبه السياسي