عبد القادر كتــرة
“المغرب هو الأصل والباقي تقليد أو سرقة وسطو”، إذ أصبح الزليج المغربي الأصيل، نتاج فني وإبداع الصناع المغاربة لأكثر من 14 قرنا، نجما عالميا بعد أن غزا هذا الفن المعماري المغربي من الهندسة والزخرفة والزليج والجبس وغير ذلك، العمارات العالمية والقصور والمساجد والمؤسسات والبيوت، في جميع بقاع العالم، بل أصبحت رسوماته منبع إلهام ولوحات فنية على السيارات والملابس والأحدية والقبعات، إضافة إلى الأواني والنافورات والأرضية.
لوحات بديعة ورائعة مصنوعة من الزليج المغربي الرائع بألوان زاهية ومتناسقة تسُرُّ الناظرين وتُمتع العين، ولا شكَّ أن كبار المسؤولين من رؤساء وملوك وأمراء ومسؤولين في العالم، اختاروا الفن المعماري المغربي لقصورهم وبيوتهم، بل تمّ تخصيص جناح كامل في متنزه إبكوت الترفيهي في عالم والت ديزني في أورلاندو، فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية.
اجتمع ثلة من النرويجيين في منطقة “إنيباك” بضواحي العاصمة النرويجية (أوسلو)، لتأسيس نواة لتسويق صناعة الزليج المغربي أحد الأوجه المضيئة في التطلع إلى ألوان جميلة بزخارف ذات سياق جمالي رائع، واختاروا العاصمة لتشكل نقطة بداية نحو الانفتاح على أسواق اسكندنافية، على مستوى البناء والتصاميم الهندسية في المنازل.
اقتبس أصحاب المشروع فكرة تسويق الزليج المغربي من شركة أقامها الزوج الأمريكي “كايتلين وصامويل دوو – ساندي” في مدينة مراكش سنة 2007، حيث يتم تصنيع المنتجات الزخرفية بأيد مغربية محترفة، وفقا للطراز المغربي الأصيل وتسويقها في العديد من بلدان العالم.
النرويج يمكنها أن تحتضن مثل هذا المشروع الاقتصادي ذو البعد الجمالي
فكان إحداث فرع لهذه الوحدة الصناعية عبر جعل منطقة “إنيباك” بضواحي أوسلو مكانا مناسبا لإعداد التصاميم التي يحبذها النرويجيون وجعل الصناع المغاربة بمراكش يشرفون على إنتاج الطلبات المتزايدة لكي يتم ضمان جودة المنتوج وروعته الفنية.
النرويجيون أكدوا على أن الزليج المصنوع من الأسمنت جزء من هوية التراث والصناعة التقليدية المغربية، معبرة عن افتخارها بفريق العمل الأساسي من الحرفيين المغاربة الذين لديهم خبرة سنوات عدة من العمل في هذا الميدان.
واعتبر أن الزليج المغربي، المتميز بأصالته وعراقته، يحظى باهتمام كبير لدى النرويجيين، مما أدى إلى فتح فرع للوحدة في أوسلو، مضيفا أنه سيتم بالنرويج العمل على إعداد نماذج عصرية تتوافق مع الذوق العام لسكان البلاد.
وأشاروا إلى أن الوحدة التي تأسست سنة 2007 في مراكش تسوق منتوجها للزليج المغربي في العديد من البلدان، باعتباره يلقى ترحيبا هاما ويزداد الإقبال عليه يوما بعد آخر.
ويلاحظ الزائر للوحدة التسويقية أن أغلب التصاميم المختارة من قبل سكان النرويج تميل إلى استعمال الزخرفات والأشكال البسيطة المتوافقة مع الرؤية الجمالية للنرويجيين الشغوفين بالألوان الهادئة مثل الأبيض والأزرق والبنفسجي.
كما أنه يتم عادة اختيار زليج تستعمل فيه الزخرفة الهندسية، وهي جزء من الصناعة المغربية الأصيلة للزليج التي تضم أيضا أنواعا أخرى مثل “الزخرفة النباتية” و”التوريق” و”الزخرفة الخطية”.
ويأتي هذا الاختيار الجمالي نظرا للشغف الكبير للنرويجيين بالتراث المغربي الأصيل في مجال التزيين المنزلي والبناء التقليدي الذي يستعمل فسيفساء رائعة الجمال من حيث الألوان المختارة بعناية والزخارف المتنوعة والدالة على الأصالة الثقافية لفن الزليج المغربي.
ما يستمد هذا الشغف بالطراز التقليدي المغربي للزليج أفقه من التراث الضارب في التاريخ، وخاصة التصاميم المشهورة في الأندلس والمناطق الجنوبية للمغرب التي تتميز بلمسات مغربية تتجدد مع التطور المجتمعي.
مصممة المجوهرات المغربية غيثة شرايبي تستوحي تصميماتها من “الزليج المغربي”
المصممة غيثة شرايبي الشغوفة بمجال المجوهرات، أبدعت في تصميم قطع غاية في الأناقة، فأطلقت علامة خاصة بها تحمل اسم “التاج للمجوهرات” التي منحت مجال تصميم المجوهرات نفساً جديداً.
تتميز تصاميم غيثة شرايبي باختيارها أحجاراً نفيسة نادرة لصنع المجوهرات وهي تشتغل على مواضيع مختلفة، مثل تشكيلة Gold Pearls التي تحتفي باللؤلؤ بالأسلوب الباروكي، حيث تم تصميمها من خلال الذهب الوردي والأبيض بإضافة خليط من الزبرجد والزمرد والياقوت، وتعتبر تشكيلة “الزليج” المغربي بمثابة اعتراف بالتراث المغربي العريق، إذ صممت غيثة شرايبي مجموعة متكاملة بزخارف الزليج المغربي، استعملت فيها الذهب الأصفر المرصع بالماس، وتتوزع بين تشكيلات عصرية خفيفة، وأخرى بتصاميم كبيرة تصلح للمناسبات الخاصة.
تسوق علامة “التاج للمجوهرات” حليها عبر البيع الخاص، وعبر موقعها على الأنترنت سعياً منها لضمان أسعار معقولة وتجديد متواصل لتشكيلاتها، وتتم عمليات البيع الخاصة كل ثلاثة أشهر بالمدن الرئيسية بالمغرب وفي مدينة دبي.
سلطان عمان يستقبل ضيوفه في قصره البديع بالمعماري المغربي
سلطان عمان، هيثم بن طارق وهو جالس على كرسي في قصره، يستقبل ضيوفه وزواره من كبار المسؤولين في قصره البديع والرائع على الطراز الهندسة المعمارية المغربية ب”الزليج المغربي الأصيل” والذي لفت الأنظار، نظرا لزخرفته واحترافيته التي لن تجدها في أي دولة عربية أخرى، وهو ما بوء المغرب الصدارة في الصناعة التقليدية بما فيها الزليج المغربي الذي أخذ العالمية، منذ وقت طويل.
الزليج المغربي عرف منذ القدم بأصالته ودقة تصميمه، وهذا ينم عن جودة الصنعة والصانع التقليدي المغربي الذي أبدع منذ عقود في تجديد شكل الزواقة التقليدية وعصرنتها، وألوان أكثر من رائعة، إذ أصبح التوافد على فن الزليج ملحوظا في الأونة الأخيرة نظرا لحب كل ما هو تقليدي و جميل في الصناعة التقليدية المغربية.
رئيس الغابون يستقبل أميرا سعوديا بلباس تقليدي في قصره على الطراز المغربي
استقبل الرئيس الغابوني “علي بانغو” وفدا دبوماسيا سعوديا يتقدمه وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله في القصر الجمهوري المشيد والمزين على الطراز المغربي بالعاصمة ليبروفيل.
وظهر بانغو في استقبال الوزير السعودي الذي يزور الغابون لأول مرة وهو يرتدي لباسا تقليديا مغربيا، والمميز في الصور المنشورة في الصفحة الرسمية للرئيس الغابوني هو كون مكان الاستقبال الفخم مزين بالكامل بقطع الزليج المغربي الشهير.
الفن المعماري المغربي بعالم “والت ديزني” في أورلاندو بالولايات المتحدة
جناح المغرب هو جزء من معرض العالم في متنزه إبكوت الترفيهي في عالم والت ديزني في أورلاندو، فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية.
الجناح المغربي هو نسخة طبق الأصل عن المدينة القديمة في مراكش مع مئذنة، لكنه يشمل أيضا استقبالات الدار البيضاء والرباط وفاس. وبصرف النظر عن الواقعية الكبيرة بسبب الاهتمام بالتفاصيل من ديزني، يحتوي الجناح على عناصر قليلة إلى جانب المتاجر والمطاعم. قامت ديزني بجلب فنانين مغاربة أرسلهم الراحل الملك الحسن الثاني ملك المملكة المغربية الشريفة لنقش وتركيب زخارف الجناح، وافتتح الجناح في 7 سبتمبر 1984.
يدور الجناح حول ساحة بها مئذنة ونسخة طبق الأصل من نافورة النجارين التي تقع على حافة البحيرة ثم شارع ضيق يسمى المدينة يؤدي من البحيرة إلى مطعم مراكش الموجود في الجزء الخلفي من الجناح. نسخة طبق الأصل من الباب باب بوجلود بفاس يفصل المكان عن مئذنة المدينة وعلى طول الشارع ترتب عدة أكشاك صغيرة. تعكس المآذن معمار شالة في الرباط ومسجد الكتبية في مراكش.
قصر فخم وسط صحراء كاليفورنيا الأمريكية وفق الطراز المغربي
خصص برنامج “Secret lives of the Super Rich “، الذي يعرض على قناة CNBC الأمريكية، حلقة له لقصر فخم، وسط صحراء كاليفورنيا الأمريكية، تم تصميمه وفق هندسة معمارية أصيلة على الطراز المغربي.
على بعد 30 دقيقة من لوس أنجلس، يقع المنزل النادر، الذي يميزه النمط المعماري المغربي، والمؤثث بمنتوجات الصناعة التقليدية المغربية، بالزليج والخزف المغربي والزرابي المغربية.
ويقدر ثمن المنزل المشيد على مساحة كبيرة، بـ 25 مليون دولار، وتعود ملكيته إلى سيدة رفضت الإفصاح عن هويتها حسب مقدم البرنامج، ويضم المنزل الذي سهر على تشييده صناع تقليديون مغاربة، قطعا أثرية “نفيسة” كما أن عددا من محتوياته صنعت بمراكش في المغرب ثم نقلت إلى أمريكا.