ووري الثرى بمقبرة سيدي يحيى ظهر يوم الخميس 11ماي جثمان الفقيد الأستاذ محمد حفيان، وسط موكب جنائزي مهيب حضره العديد من معارفه وأقاربهد والكثير من رواد المسرح وأبطال الفن السابع. وراكم الأستاذ محمد حفيان تجربة فريدة من نوعها في مسرح العمال الذي كان من رواده، إلى جانب الفقيد محمد مسكين ويحيى بودلال، بعد أن مهد طريقه عبر الشبيبة العاملة المغربية بوجدة، والتي كان إطارها الواعد إلى جانب نضاله ومساهمته في تأسيس الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي.
ويعتبر تقمصه لدور الحارس في مسرحية “عاشور” في نهاية السنينات من القرن الماضي بداية انطلاقته الفعلية، وبروزه على خشبة المسرح، ثم بعد ذلك أسندت له العديد من الأدوار في الدراما المغربية والأفلام والمسلسلات التاريخية واهمها مسلسل ادريس الاكبر الذي صورت بعض حلقاته في غابة سيدي امعافة بوجدة.
وبالرغم من التضحيات الجسام التي قدمها الفقيد، إلا ان مندوبية وزارة الثقافة لم تثمن مجهوداته، وظل لما يزيد عن ثلاث عقود يقاوم بإمكانياته البسيطة، وبفريق شاب وطموح، همه هو الرقي بالمسرح العمالي، ولم يجد من ملاذ لإفراز مواهب العديد من الشباب في المسرح سوى مقر الاتحاد المغربي للشغل بوجدة. مات إذن الأستاذ محمد حفيان في صمت، كما عاش في صمتد بعيدا عن الضجيج والبهرجة… أدى رسالة الفن السابع كما يجب أن تؤدىد ليبقى أفضل تكريم له هو الاهتمام بالمسرحد باعتباره مرآة المجتمع ونواته الفكرية والثقافية…
حم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته و”إنا لله وإنا إليه راجعون”.