قاسم حدواتي
قام يوم الثلاثاء 24 يناير الجاري، عامل إقليم فجيج محمد ضرهم، رفقة النائب البرلماني حميد الشاية، رئيس المجلس الإقليمي لفجيج الحسين السعداوي، المدير العام لوكالة تنمية مناطق الواحات وشجر الأرݣان، وعدة فعاليات بزيارة لجماعة بوعنان، حيت تم عرض حصيلة منجزات الوكالة الوطنية لتنمية الواحات و شجر الأرݣان و شركائها بهاته الجماعة، والتي ناهزت 22,51 مليون درهم ساهمت فيها الوكالة ب 13,14 مليون درهم، و ذلك من أجل تمويل 27 مشروع، في مجالات التشغيل، الصحة، التعليم، الماء الصالح للشرب، الفلاحة، و الكهرباء …
كما تم تقديم حصيلة برنامج إدماج الشباب في النسيج الاقتصادي للمجال الواحي، وذلك في إطار دعم المبادرات المحلية بواحات إقليم فجيج و الخاصة بتعاونيات الخدمات الفلاحية و المقاولين الذاتيين، حيت شمل 354 مستفيد منهم 136 امرأة، مكنت من إحداث 157 فرصة عمل بغلاف مالي 2.155.860 درهم من خلال 15 مشروع في مجالات الخدمات الفلاحية، التسويق الإلكتروني، صيانة وحدات تثمين الثمور، السياحة الواحية و الإشهار…، وذلك في إطار مشروع دعم المجموعات ذات النفع الإقتصادي الممول من طرف التعاون البلجيكي.
وفي حدود الساعة الثالثة زوالا من نفس اليوم، عقد ٱجتماع تشاوري حول إعداد استراتيجية تنمية مناطق الواحات وشجر الأرݣان برسم الفترة 2022–2030، بمقر عمالة فجيج، من أجل تدارس الخطوط العريضة والمحاور الرئيسية للتوجهات الإستراتيجية للوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، برسم الفترة المذكورة، و التي توجد في طور الإعداد والدراسة، بمشاركة مختلف الأطراف المعنية.
وفي الكلمة الإفتتاحية، أبرز عامل الإقليم، إلى أهمية بلورة هذه الإستراتيجية الرامية إلى تنمية مناطق الواحات، مثمنا المجهودات التي تقوم بها الوكالةعلى صعيد إقليم فجيج، كما دعا إلى ضرورة إعطاء أهمية خاصة للواحات، لاسيما بإقليم فجيج باعتبارها تراثا إنسانيا بالدرجة الأولى، وتشكل عاملا للحفاظ على البيئة.
و أكد كذلك على السبل المتاحة للتعاون من أجل تنزيل الرؤية المولوية السامية لتحقيق تنمية شاملة ومندمجة لمجالات تدخل الوكالة بإقليم فجيج أخذا بعين الاعتبار توجيهات النموذج التنموي الجديد، والتصميم الجهوي لإعداد التراب للجهة، وبرنامج التنمية الجهوية الذي يوجد في مراحل متقدمة من الإنجاز مؤكدا أن هذا اللقاء هو فرصة لإغناء هذه الاستراتيجية، داعيا إلى تضافر الجهود للنهوض بالمنظومة الواحاية.
من جانبها، أكدت أسماء بركيطة، نائبة كاتب مجلس جهة الشرق، أن هذا اللقاء هو فرصة لتدارس الخطوط العريضة للتوجهات الاستراتيجية للوكالة (ANDZOA) للفترة 2022-2030، وأبرزت أن هذه الاستراتيجية يتعين أن تستهدف تحقيق التنمية البشرية بهذه المناطق وتثمين الموارد الاقتصادية والطبيعية والثقافية وإحداث مشاريع إيكولوجية وتنموية تدمج الساكنة المحلية في محيطها الاقتصادي والبيئي والثقافي لاسيما وأن هذا الوسط يشكل محمية فريدة للتنوع البيولوجي وحاجزا حقيقيا ضد زحف التصحر.
وفي كلمة رئيس المجلس الإقليمي، أشار الى أهمية تدارك رهانات وتحديات تنمية مناطق الواحات للحد من التفاوتات، يبقى ضرورة ملحة من خلال اعتماد الالتقائية واندماجية السياسات العمومية والبرامج القطاعية بهذه المناطق.
من جهته، وفي مستهل مداخلته، قدم حافيدي لمحة عن وكالة (ANDZOA) من حيث مجالات تدخلها (واحات، شجر الأركان) والسياق العام لإحداثها ومنهجية عملها، وكذا أهدافها المتمثلة أساسا في إعادة تأهيل هذه المناطق الإيكولوجية ، وذلك عبر وضع برامج واستراتيجيات بمعية الشركاء، كما استعرض أهم المنجزات المحققة على صعيد هذه المناطق في إطار استراتيجية 2012- 2022، مبرزا تحسن المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية والجهود الجبارة المبذولة من أجل تنمية إقليم فجيج وباقي مناطق تدخل الوكالة.
واستعرض المدير العام مختلف المشاريع التي همت عددا من المجالات (التمدرس، المسالك طرقية، الماء الصالح للشرب ..)، مؤكدا أنه تم تحقيق الأهداف المسطرة على مستوى جميع القطاعات بالإضافة الى المقاربة المبتكرة محليا في مجال دعم ريادة الاعمال والتشغيل الذاتي لفائدة شباب إقليم فجيج، مؤكدا أن هذا اللقاء التشاوري هو مناسبة للإنصات إلى مقترحات مختلف المتدخلين وطرح مشاريع وبرامج من أجل المساهمة الفعالة في إعداد الاستراتيجية الجديدة للوكالة (2022-2030) تستجيب لتوجيهات صاحب الجلالة محمد السادس نصره الله وايده في افق 2030.
وتميز هذا اللقاء كذلك بإلقاء عرض من طرف ممثل مكتب الدراسات، استعرض فيه مهام الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، مستندا على الأرقام والمؤشرات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية الرئيسية (الصحة، التعليم، الاقتصاد، البنيات التحتية، الموارد المائية..) في المناطق التابعة لنفوذ الوكالة مع التركيز على إقليم فجيج، كما توقف عند الأهداف المتوخاة من الاستراتيجية الجديدة وأولوياتها ومحاور تدخلها لاسيما على مستوى الإقليم.
من جانبهم، ثمن عدد من المتدخلين، خلال هذا اللقاء، مجهودات الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، داعين إلى التركيز على طرح مشاريع مرتبطة بالواحات وتوفير شروط الاستقرار داخل هذه المناطق كالماء والكهرباء والتعليم والصحة، وكذا المشاريع المقاولاتية والمرتبطة بالاقتصاد الاجتماعي والتضامني، مبرزين ما يزخر به إقليم فجيج من واحات، وزخم من المؤهلات الطبيعية، و التي وجب استغلالها والتعريف بها من خلال التشجيع على استعمال الرقمنة وإحداث بنك للمشاريع في مجال الواحات وشجر الأركان.
إلى ذلك، يندرج هذا اللقاء في إطار المشاورات التي أطلقتها الوكالة مع مختلف الفاعلين و المتدخلين على صعيد الأقاليم والجهات التابعة لمناطق نفوذها الترابي، والذي يشمل أقاليم فجيج، ميدلت، الرشيدية، تنغير، زاكورة، ورززات، ݣلميم، أسا الزاك، سيدي إفني، كلميم واد نون، طاطا، تيزنيت، شتوكة آيت باها، إنزكان آيت ملول، أكادير، إد اوتنان، تارودانت، الصويرة،