عبد العزيز داودي
تتوالى الهزائم التي تتلقاها نقابة “البيجيدي” في جميع القطاعات والوحدات الإنتاجية، الخاصة منها والعامة، فبعد الانتكاسة المدوية في قطاع التعليم، حيث فقدت الجامعة الوطنية لموظفي التعليم، التابعة للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، صفة التمثيلية، وبالتالي صفة التفاوض مع الحكومة حول ملفات نساء ورجال التعليم، لأنها لم تحصل إلا على 27 مقعدا من أصل 498 المخصصة، وبذلك لم تتجاوز نسبة 6 % التي يقرها تشريع الشغل لتحديد النقابات الأكثر تمثيلية.
وتنضاف هذه الهزيمة إلى أخرى مرتبطة بقطاع الجماعات المحلية، إذ رغم أن حزب العدالة والتنمية يترأس العديد من المجالس المحلية والقروية والجهوية، إلا أن نقابته لم تحصل إلا على نسبة 02,85 من مجموع المناديب المخصصة لموظفي الجماعات المحلية.
ويمكن القول أن دغدغة المشاعر بالخطاب الديني لم يصمد أمام الواقع المرير الذي يئن تحت وطأتها المأجورون وعموم الطبقة العاملة، وحتى الطبقة المتوسطة تضررت كثيرا بالسياسات المتعاقبة لحكومتي العدالة والتنمية، ليس فقط فيما يتعلق بإصلاح صندوق التقاعد ونظام المعاشات، وبتحرير أسعار المحروقات، ولكن أيضا بازدواجية الخطاب وتحيينه انطلاقا من تحمل المسؤولية الحكومية من عدمها.
وقد كانت أمينة ماء العينين صريحة حينما أقرت بهزيمة نقابة الإسلاميين، وطالبت بمراجعة الأوراق، وبعد الخلط بين النقابي والحزبي.
والأكيد أن هذه النتائج تحمل في طياتها معالم المشهد السياسي المقبل، ومؤشرا دالا على أن حزب العدالة والتنمية سيفقد العديد من مواقعه المحلية والجهوية والتشريعية، بل ربما لن يكون مشاركا في الحكومة القادمة على اعتبار أنه من كان هو المشكل نفسه لن يكون جزءا من الحل.
يبقى فقط على المواطنين والمواطنات المشاركة بكثافة في هذه الانتخابات، لأن الخطاب العدمي لم يعد يجدي نفعا، بل عكس ذلك لا يساهم إلا في تأييد الوضع القائم، وقد يعيد نفس الوجوه والأشخاص إلى واجهة المشهد السياسي…