الطيب الشكري
يوم عن آخر يتضح مدى الحقد الذي يحمله النظام الجزائري للمغرب ووحدته الترابية، هذا النظام الذي جاء ضد إرادة الشعب الجزائري وقواه الحية، وخاصة الشباب الجزائري الذي يخرج كل أسبوع في احتاجات شعبية بكافة أرجاء الجزائر، للمطالبة بتنحي العصابة الحاكمة في قصر المرادية، لازال هذا النظام المفلس يلعب لعبته القذرة في معاكسة حق المغرب في صحراءه، حيث لا يدع هذا النظام فرصة تمر دون إقحام قضيتنا الوطنية فيها، والتي كان آخرها الخرجات الإعلامية للرئيس الجزائري، والتي تحمل بين طياتها حقدا وعداء لم نشهد له مثيل خلال ما مضى من السنوات، بالرغم من أنه لم يخرج عن الدائرة المغلقة لكل الرؤساء الذين تعاقبوا على حكم الجزائر تحت عنوان عريض، العداء التام لكل ما هو مغربي.
فبعد “الجفاف” الدبلوماسي الذي تعيشه الجزائر منذ أزيد من سنة ونصف، وهي فترة تولي تبون رئاسة الدولة، وامتناع عدد من رؤساء الدول عن زيارة الجزائر حتى بأدنى تمثيلية، لم يجد الرئيس المٌنصًب من العسكر من سبيل لفك الحصار الدبلوماسي المضروب على بلده وعليه شخصيا سوى لجوئه إلى الصحافة الدولية، بعد أن استنفد الطابور الخامس من الجوقة الإعلامية الجزائرية مهمته، وفشل فشلا ذريعا في مواجهة المد الإعلامي الوطني الذي وقف سدا منيعا في مواجهة الكتيبة الإعلامية الجزائرية بكامل توصيفاتها، سوى طلب ود القنوات والجرائد الدولية لتمرير خطابه البائد، وتكرير نفس الأسطوانة التي لم تعد تُطْرب أحد حتى من أحرار الجزائر، فما بالك بمن هم بعيدين كل البعد عن قضية حسمت بشكل كبير من المغرب بعد ملحمة الكركارات التي أنهت ما تبقى من حلم الجزائر في فتح منفذ لها على الأطلسي، وأنا أتابع خرجت التبون على قناة الجزيرة وجدت نفسي أمام خطاب لرئيس اتخذ من الكذب وتزوير الحقائق شعارا له، بدلا من شعار الجزائر الجديدة التي حملها برنامجه الانتخابي، والتي لم يلامسها المواطن الجزائري حتى اللحظة، رئيس يجهل التاريخ ويجهل حتى عدد الدول الإفريقية، يطلق الكلمات في كل الإتجاه حتى خِلْت نفسي أنني أمام حكواتي في إحدى الفضاءات الجزائرية ينتظر إنتهاء عرضه الفكاهي ليجود عليه من يتابعونه بدنانير لشراء كأس نبيذ، المثير في هذه الخرجة الإعلامية المحسوبة والمخطط لها مسبقا أن الرئيس الجزائري قال كل شيء إلا أن يقول لشعبه الحقيقة المرة التي تعيشها الجزائر لقتصاديا واجتماعيا وحتى ديبلوماسيا، فمنذ تنصبيه إلى الآن لم يقم السيد تبون إلا باستقبال دمية العسكر ابراهيم غالي في مناسبتين، فيما كانت خرجاته الإعلامية مثيرة للشفقة من رئيس لا يحسن سوى إطلاق سيل من الوعود الكاذبة والتصريحات المعادية للمغرب ووحدته الترابية، من أجل صرف الرأي العام الجزائري عن المشاكل الحقيقية التي يعيشها، والتي لم تعد خافية على أحد.
الجميل في هذه السمفونية العدائية التي يجسدها تبون وولي نعمته شنقريحة رئيس الأركان، أن تصريحتهما تبقى مجرد صيحة في واد، ومجرد فرقعات إعلامية ليس إلا، فولا يقابلها رد رسمي من المغرب، حولتهما إلى اراجوزات جلبت عليهما سخرية العالم أجمع، حيث تحولت خرجات التبون إلى مادة دسمة لكبريات الصحف العالمية والعربية التي تناولت تفاهاته بشكل كاريكاتوري أساء لتاريخ الجزائر ورجالاتها.