من شأن الدخول الجديد لطائرات العربية للطيران إلى مطاري وجدة-أنكاد والناظور-العروي أن يعطي زخما جديدا للربط الجوي بجهة الشرق. فمن خلال خمس رحلات سفر ستنظمها الشركة بشكل أسبوعي، موزعة على الخطين الجديدين، فإن هذه العملية تعد بالدفع بمستوى المبادلات الاقتصادية والسياحية وتعزيزها بين الجهة وعاصمة المملكة.
لقد خطت جهة الشرق من خلال هذه الخطوة الجديدة خطوة كبيرة في تعزيز الرحلات الجوية، إذ تم خلق هذه الخطوط بفضل مجهودات مجلس جهة الشرق الذي سهر على دعم الشركة لتأمين هذه الخطوط، ثم أيضا بفضل التعبئة المنسقة للسلطات وباقي المتدخلين على الصعيد الجهوي. وسترى هذه المبادرة النور قريبا بعد أن تم مؤخرا توقيع اتفاقية مبتكرة مع العربية للطيران بهدف تأمين رحلات منتظمة بين مطارات وجدة والناظور، ومطار العاصمة الرباط.
ويأتي هذا التقدم الاستراتيجي ضمن رؤية شاملة يحملها بشكل مشترك الفاعلون والمتدخلون على المستوى الجهوي مع المؤسسات والجهات المعنية على المستوى الوطني. يتعلق الأمر برؤية تروم تحقيق هدفين اثنين: من ناحية، تهدف إلى تنشيط الحركة الجوية، سواء للمسافرين أو البضائع، وتحفيزها بشكل أكبر، ومن ناحية أخرى، تسعى إلى جعل جهة الشرق وجهة سياحية مفضلة لدى عدد كبير من السياح وقطبا تنمويا متعدد القطاعات.
وبحسب مصدر مسؤول، سيتم توفير هذه الرحلات الجوية الجديدة عبر طائرات تتسع لـ 174 مسافرا، بثمن ترويجي يقدر بـ 350 درهما. يوفر خط وجدة-الرباط ثلاث رحلات أسبوعية، تتكيف حسب المواسم. ومن المقرر أن يتم جدولة رحلات الشتاء أيام الثلاثاء والخميس والأحد، ابتداء من 27 أكتوبر إلى غاية 28 مارس، وتتم انطلاقة الرحلات الثلاث بشكل متناوب، أي 3 رحلات من مطار وجدة-أنكاد و3 رحلات بالمقابل من مطار الرباط-سلا. وسيحافظ موسم الصيف، الممتد من 28 مارس إلى 27 أكتوبر، على هذا المعدل بست رحلات أسبوعية، مع تعديل طفيف في أيامها، حيث ستكون أيام الأربعاء والخميس والأحد. أما الخط الذي يربط الناظور-الرباط، فسيحظى بالخدمة المستمرة بشكل مستقر على مدار السنة بأكملها برحلتين أسبوعيتين، وذلك يومي الأربعاء والأحد.
وستمكن هذه الاتفاقية الجديدة على العموم من بلوغ ما يقرب من 520 رحلة جوية في المسارين معا، مما يدل على وجود رغبة كبيرة في الانسجام مع التقدم الذي يتحقق على الصعيد الوطني بنسبة 2/2، مما يضمن لجهة الشرق الاستفادة بدورها بشكل كامل من فرص النمو والتنمية المتاحة التي تستفيد منها كافة جهات المملكة.
وسيتم الشروع في تنزيل هذه المبادرة وانطلاق الرحلات الجديدة فور المصادقة عليها خلال أشغال الدورة العادية لشهر أكتوبر لمجلس الجهة. ويندرج هذا البرنامج في إطار برنامج واسع من المبادرات المهيكلة الرامية إلى الدفع بجهة الشرق نحو الأمام وتحقيق زخم تنموي يساهم في التنمية الشاملة للمغرب، في انسجام تام مع التوجيهات الملكية السامية.
تجدر الإشارة في هذا السياق، إلى أن البنية التحتية للمطارات جهة الشرق، والتي تتوفر على ثلاث مطارات بما فيها مطاران دوليان، بدأت تدريجيا في فرض نفسها كرافعة أساسية لجذب الزوار وتعزيز التنمية الاقتصادية للجهة. فوفقا للأرقام الأخيرة الصادرة عن مديرية الدراسات والتوقعات المالية بوزارة الاقتصاد والمالية، سجلت الأشهر السبعة الأولى من سنة 2024 زيادة مهمة في حركة المسافرين بمطاري الناظور (+3,9%) ووجدة (+10,5%)، وذلك مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. وهو مؤشر مقنع على الإشعاع والدور المحوري المتزايد التي أصبحت تحظى به وتكتسيه هذه البنية التحتية الاستراتيجية.