أحمد الرمضاني
وصف مصطفى الهكوري الفاعل الرياضي بديار المهجر حصيلة المشاركة المغربية في الألعاب الأولمبية، التي احتضنتها فرنسا هذا الصيف، ب ” الهزيلة”، بالنظر إلى ” الإمكانيات المادية والبشرية واللوجيستيكية، التي بات يتوفر عليها المغرب، والتي كان من المفروض أن يرتفع معها الحصاد العام من الميداليات، لا أن يتراجع المردود الذي كان إلى وقت قريب أفضل من الدورة الأخيرة للأولمبياد رغم أن إمكانيات الأمس ليست هي إمكانيات اليوم.”
ودعا حارس المرمى السابق بوجدة القائمين على تدبير الشأن الرياضي الوطني، في كل التخصصات والفروع، إلى العمل على استقطاب المواهب والكفاءات الرياضية من مغاربة العالم، وخصوصا المستقرة منها في أوروبا، التي تتواجد بها جالية مهمة لتمثيل بلدهم الأم، في مختلف الملتقيات الدولية، وألا يقتصر ذلك على لعبة كرة القدم، التي استفادت فيها منتخباتنا الوطنية باختلاف فئاتها العمرية، من خدمات نجوم أبناء الجالية، التي تجاور كبار أندية القارة العجوز، وقطفنا ثمار ذلك في مونديال قطر وأولمبياد باريس…”.
ويرى الهكوري أن إقناع الجيل الجديد لحمل ألوان مختلف المنتخبات الوطنية، يمر عبر ربط قنوات التواصل مع أولياء أمورهم، بحكم ارتباطهم الوجداني مع مسقط رأسهم، كأولوية، وتمهيدا للتواصل المباشر مع المعنيين بالأمر ، حيث يسهل التجاوب معهم و توظيف لغة الحوار المناسبة لإقناعهم بالعرض ..” مضيفا : ” يجب استدعاء تلك الكفاءات للدخول في تربصات إعدادية داخل أرض الوطن، وإشراكهم في دوريات وطنية ودولية، وتشجيعهم بحوافز مالية، على أسس الثقة المتبادلة، والصراحة والصدق في التعامل والمعاملة، و غرس حب موطن الآباء والأجداد في نفوسهم “.
وفي موضوع آخر ، عبر الهكوري عن أسفه على الوضع المقلق الذي يعيشه فريق المولودية الوجدية لكرة القدم، وعزا ذلك على حد قوله، إلى السياسة التي نهجتها المكاتب المسيرة المتعاقبة خلال السنين الأخيرة، على تدبير شؤون الفريق، والتي تستعجل تحقيق النتائج، مع الاعتماد على جلب اللاعب الجاهز، مقابل صرف مبالغ كبيرة، أرهقت خزينة الفريق، بدل التخطيط على المديين المتوسط والبعيد، وفق برامج واقعية، تتماشى مع الإمكانيات المتاحة، والتركيز على التكوين داخل الفريق، والاعتماد على المنتوج المحلي، كما كان في السابق، باستقطاب المواهب الكروية من قبل العيون التقنية المنقبة، من دوريات الأحياء التي تنشط في المدينة الألفية، على مدار السنة، من قبيل: الملعب البلدي، والمصلى، والروك، ولازاري، وسيدي يحي، وفيلاج الطوبة، والمحلة… وغيرها، والتي كانت تشكل روافد مهمة، تنهل منها أندية وجدة باختلاف أقسامها، وخصوصا الثلاثي: المولودية و ” ليزمو”، و النهضة”.
يذكر أن مصطفى الهكوري من مواليد مدينة وجدة سنة 1962، كان ينشط ضمن دوريات مدينة وجدة أواخر سبعينيات و مطلع ثمانينيات القرن الماضي، ضمن عدد من دوريات مدينة وجدة، التي تنظمها و تشرف عليها مندوبية الشبيبة والرياضة، إذ كان كان يشغل مركز حارس مرمى بفريق حي المقسم، وكان مرشحا لحمل قميص إحدى أندية وجدة، لكنه فضل بعد حصوله على شهادة البكالوريا، السفر إلى باريز في منتصف الثمانينيات، لكن ظروف الإقامة بالعاصمة الفرنسية، لم تسعفه لتلبية عرض إحدى فرق الأقسام الدنيا هناك، قصد الإنضمام إلى صفوفها، قبل أن ينتقل في وقت لاحق إلى ضواحي مدينة تولوز ب ( Montauban)، وهناك عمل بشكل تطوعي مدربا لحراس مرمى مدرسة( Loubejac).