بقلم :مصطفى شنوف
أصبحنا لا نتساءل عن مسلسلات رمضان من ناحية الجديد، لأننا اعتدنا نفس الوجوه ونفس النمطية في الأداء..و ربما نفس المواضيع بتصرف.. نشاهد برامج في نفس توقيت رمضان السابق والسابق والسابق..وكأن الإبداع مقترن بهذا الشهر ،وليتنا وجدنا الإبداع، ربما الجديد كان هو غياب الكاميرا الخفية..لأنها لم تعد خفية من ناحية ومن ناحية أخرى اقترنت بالفنانين الذين استهلكوا فقط مع التحفظ على كلمة فنانين..
يمكنك أن تعرف أن المسلسل لا أهمية له عندما تغيب ولاتحس انك لاتبالي بالحلقة التي مرت.. وربما عندما تعود وتشعر ان هناك جديد،بل تشاهد لأنك اعتدت الجلوس أمام طاولة الافطار بأنواع الطعام و مسلسل.. لا نشك في تقنيات التصوير..لكن نشك اننا نشاهد نجوما يسطعون في رمضان فقط و يضحكوننا بطريقة الستينات.. اما المواضيع التي لا تاخد صبغة كوميدية فهي اقرب إلى الخيال العلمي..والممثلين تحس انهم يمثلون بطريقة سوريالية تشكيلية..
الا تلاحظون امين الناجي دوما بوقفته المستقيمة و صوته المدبدب بين الشك واليقين.. وبوطازوت دوما تظهر قوية حتى في ضعفها وكل نجوميتها مقرونة بالبداوة او الخشونة.. اما فركوس فلا تعرفه أنه يمثل او يروي حكايات الازلية.. اما الأدوار الثانية التي يتقاسمها اغلب الممثلين ،لا يمكنك أن تفرق بين أعمالهم سوى تغير سنة الإنتاج..
حتى باسو الذي لاقى استحسانا انا كمختص اراه أكثر رداءة.. انظرو إلى حركاته الخفيفة مع الحوار اليست كراكيز متحركة..و طريقة متكررة لكل اعماله. و كوميديا سوداء غبية،إذ ليس هناك من يحكم في البلد بأكمله من مكتبه..
هذه القراءة تجعلني ادق ناقوس الإبداع..فالتلفزة في طريقها للموت السريع..وللأسف الفنان من يقتلها ..او المنتج..
قد يسألني البعض عن الامور الإيجابية.. فعلا هناك الإيجابية.. لكنها لا تظهر في التلفزة .. فنانين شباب قمة الروعة و التوهج لا ياخدون فرصهم.. فنانين موزعين على المناطق لا يشعر بهم المنتج لانه لا يؤمن بالجهوية واللامركزية ..
المهم.. ليس لي شغف بما يعرض، و أرى ان الكثير يشاطرني الراي…