أحمد الرمضاني
انتخب الزياني المدني رئيسا للمولودية الوجدية لكرة القدم، وذلك في أعقاب الجمع العام غير العادي للفريق، المنعقد مغرب يوم الخميس 7 مارس الجاري، بقاعة الاجتماعات التابعة لفضاء العصب الشرقية بمدينة وجدة.
وطغى مرة أخرى الجدل القانوني على أشغال هذا الجمع، تماما كما كان الشأن بالنسبة لانتخابات 22 دجنبر الماضي، التي كانت قد أفرزت حينها نور الدين زندافو رئيسا للمولودية، قبل أن تلغي العصبة الاحترافية هذه الانتخابات بداعي عدم قانونيتها.
بل وأكثر من ذلك كان الجمع في بعض اللحظات مهددا بالنسف، حينما دخل مرشح الرئاسة في ملاسنات مع المنخرط محمد بختي، كادت تنتقل إلى عراك، لو لا تدخل بعض الحضور لتهدئة الأوضاع وفك النزاع، حين اعتبر الأول ( الزياني) تدخل الثاني ( بختي) إهانة في حقه، ما جعله يفقد أعصابه وينعت الأخير ب ” وصف قدحي” ، الشيء الذي دفع بالمتدخل المستهدف بذلك الوصف الانسحاب من الجمع رفقة بعض المنخرطين، ممن يحسبون على مكتب الرئيس السابق نور الدين زندافو، تنديدا واستنكارا لما حدث.
وتمحورت مداخلات كل من محمد بختي ومحمد بلهاشمي الذين كانا ضمن لائحة المكتب السابق الملغى، حول عدم شرعية هذا الجمع، مبررين ذلك بالقول إن الجمع غير العادي ( الاستثنائي) لا يحق له انتخاب مكتب مديري ( طبقا للفصل 23 /4)، وطالبا بتطبيق القانون بحذافيره، وتساءل المتدخلان عن الشيء الذي تغير بين انتخابات جمعة 22/ 2023/12 ونظيرتها ليوم الخميس 2024/03/07، في عتاب مبطن للذين عارضوا تطوع زندافو لقيادة سفينة المولودية، بدعوى كونه قادم بدون موارد مادية تخفف عن الفريق وطأة الخصاص المالي، وترفع عنه منع الانتدابات، بينما بحسبهما يتقاسم المرشح الجديد ونظيره المرشح السابق الوضعية ذاتها، كما عابا على معارضي زندافو في السابق بدعوى خرق القانون، عدم الالتزام به اليوم في انتخاب المكتب الجديد… واقترح محمد بلهاشمي من جهته، على المرشح الجديد الزياني المدني، نفس مقترح معارضي انتخاب زندافو سابقا، حينما مالوا إلى خيار تولي الأخير رئاسة لجنة مؤقتة تدبر شؤون الفريق حتى نهاية الموسم الرياضي الجاري، على أن يتقلد منصب الرئاسة…
ووجه بلهاشمي عتابا حادا للعصبة الاحترافية على مسمع كاتبها العام الذي حضر أشغال هذا الجمع، إلى جانب ممثل السلطة المحلية باشا وجدة، حين انتقد إقدامها على إلغاء انتخابات الجمع السابق، بناء على ما وصف بتقارير توصلت بها، في حين يضيف المتحدث أن الطعن كان يجب أن يكون من قبل المنخرطين، وأن الجمع السابق لم يسجل اعتراض أحد على انتخاب زندافو مع تسجيل 8 أصوات لفائدة الأخير، وأن الطعن ليس من اختصاصها – يقصد العصبة الاحترافية- بل من اختصاص القضاء الإداري، كما اتهمها بالكيل بمكيالين، حين قبلت، يضيف بلهاشمي- ترشيح رئيس الرجاء البيضاوي، رغم ” كونه لم يكن حينها منخرطا في فريق النسور الخضر”، بينما طعنت في الوضعية المماثلة لمرشح المولودية مفسرا موقفها ذلك بتعبيره: “حلال عليهم حرام علينا” وزاد بالتأكيد على أنه عازم على الطعن لدى المحاكم في عدم شرعية هذا الجمع.
وردا على قول رئيس لجنة تصريف الأمور الجارية داخل المولودية احميدة زريوح، بأن المرحلة الحرجة الاستثنائية التي يمر بها الفريق، التي تضعه في وضعية ” الكاو” على حد وصفه، تفرض انتخاب رئيس ومكتب جديدين، كي يتمكن الفريق من التوصل بالمنحة الجامعية المحدد في 6 ملايين درهم ( 600 مليون سنتيم)، تدخل محمد بلهاشمي معقبا بالقول، بأن منحة الجامعة هي حق مشروع للفريق سواء أكان الأخير يسير من قبل مكتب منتخب، أو من طرف لجنة مؤقتة، وهو ما زكاه زميله بختي واصفا مبرر صرف منحة الجامعة ب ” التضليل”.
من الجهة المقابلة، الموالية للمرشح الجديد لمنصب الرئاسة الزياني المدني، عاد الحسن مرزاق للحديث عن الجمع السابق، حيث قال بشأنه إنه شابته خروقات قانونية، وأنه وزملاءه الذين عارضوا ترشيح زندافو، نبهوا إلى كون الأخير غير منخرط في الفريق، ما يحول بحسبهم، دون تقدمه للرئاسة، قبل أن يعود بعد انسحاب ” الغاضبين والمحتجين” ويصف موقفهم من الجهاز الوصي على تدبير الشأن الكروي الوطني عصبة وجامعة ب “الإهانة والتهديد”، وتابع بالقول إنه مع تطبيق القانون، وإن المتضرر له الحق في الطعن، وعاب على ” أنصار زندافو” أنهم هم من خرقوا القانون في انتخابات 22 دجنبر الماضي، فكيف بهم ينصبون أنفسهم اليوم مدافعين عن الحق والشرعية، يتساءل مرزاق.
وقبل اللجوء إلى عملية التصويت السري لانتخاب مكتب مديري جديد، وهي النقطة الوحيدة المدرجة ضمن جدول أعمال هذا الجمع، الذي سجل حضور 21 منخرطا من أصل 31، كشف مسير الجمع احميدة زريوح أن اللجنة المؤقتة التي يرأسها توصلت يوم 28 فبراير الأخير، بلائحة وحيدة على رأسها الزياني المدني، مصادق عليها، وتضم فضلا عن وكيل اللائحة المذكور، 9 أسماء، وهي كالتالي: توفيق كمال، كمال حناش، محمد قايدي، رشيد بنعامر، رحال الكناني، محمد الكناني، محمد عبد الرحيم كبير، عبد الرحيم الرحماني، و الحسن مرزاق، وهي اللائحة التي صوت عليها ثلاثا المنخرطين الحاضرين بالإجماع وعددهم 13.
هذا ووصف الرئيس الجديد لمولودية وجدة لكرة القدم، والذي انتزع رقم 12 في تاريخ سندباد الشرق، من الرئيس السابق الملغى انتخابه نور الدين زندافو، – وصف- توليه منصب رئاسة الفريق الوجدي، في تصريح خص به عددا من المنابر الاعلامية التي غطت أشغال الجمع غير العادي، ب ” تكليف ومسؤولية كبيرة” ، معبرا عن استعداده للتعاون مع الجميع خدمة لمصالح المولودية، مضيفا أنه سطر رفقة باقي فريق عمله، مشروعا ضمن أولوياته العاجلة، العمل على إنقاذ الفريق من النزول إلى القسم الثاني، واعدا بأنه سيعقد ندوة صحفية في الأيام القليلة المقبلة، لتسليط الضوء على باقي برنامجه وأهدافه المسطرة على المديين المتوسط والبعيد، هذا دون أن يفوت الفرصة لتقديم اعتذاره عن ما صدر منه بخصوص خلافه مع المنخرط محمد بختي.