قال محمد هوار، المنسق الإقليمي لحزب التجمع الوطتي للأحرار، خلال أشغال الملتقى الإقليمي للمنتخبين المنعقد بتنسيقية وجدة أنكاد، أن الحديث عن المنتخب وأدواره المتعددة في التنمية المحلية، وابتكار الحلول يدفعنا إلى اعتباره القلب النابض لجهاز الجماعة الذي يرتكز عليه تدبير الشأن العام المحلي، لذلك فإن المنتخب لا يقتصر دوره على الترشح و الفوز بالمناصب، وإنما يتعدى ذلك إلى تقلد المسؤولية وخدمة الصالح العام، لتحريك عملية التنمية و الرقي بالجماعة المحلية إلى مصاف الازدهار والنماء.
وأضاف، أن الاختصاص الممنوح للجماعات الترابية كفيل بتحقيق هذه التنمية، وترسيخ الديمقراطية المحلية، على اعتبار أن المنتخب المحلي له القدرة على ضمان تحقيق الاتصال الأفقي والعمودي، فهو بذلك يعتبر المحرك الرئيسي والعمود الفقري للتنمية الترابية غير آن القيام بذلك يتطلب منه التوفر على مؤهلات وإمكانيات تساعده على ضمان تسريع عملية التنمية ، تحقيقا للمردودية المطلوبة والفعالية والنجاعة.
واعتبر المتحدث، أن التكوين التقني الصرف للمنتخب لا يعطي النتائج المرجوة ما لم يرافقه تكوين موازي يهم الجانب السياسي، فالمنتخب هو قبل كل شيء شخصية سياسية قبل أن يكون رجلا تقنيا، وهاته الصفة لا يتعلمها الفرد بقدر ما يكتسبها بشكل تلقائي من خلال انخراطه الحقيقي في الحزب السياسي ومنظماته الموازية وتدرجه في هياكله، فالحزب بهذا المعنى مدرسة حقيقية لفتح النقاش والحوار وتبادل الآراء وتعميق المعرفة بين مختلف مكونات الحزب السياسي والذي من دون شك يضم عدة أطراف تنتمي إلى مجالات مختلفة من عالم الاقتصاد ،المال ،الفلاحة ،التجارة والخدمات. فهذا التنوع في منظومة الحزب سوف ينعكس على طريقة وتنوع البرامج للمكونين ، وبالتالي الرفع من كفاءتهم وحنكتهم والتعاطي مع مشاكل المواطن بحكمة وتبصرة، ومن هذه الرؤيا جاء اختيار شعار هذا الملتقى “المنتخب بين منطق السياسة ومنطق التدبير” فالعلاقة بين الحزب ومنتخبيه تتصدر واجهة العمل الجماعي ، ذلك أن طبيعة العمل الجماعي ، وما تقتضيه من مبادرات يومية ومعالجات لسبل مطالب السكان المتنامية تجعل من الضروري اعتبار هامش المبادرة والتحرك بالنسبة للمنتخب دون الرجوع المستمر للأجهزة الحزبية في كل صغيرة وكبيرة فيما يطرحه التعامل اليومي، ذلك أن المنتخب الجماعي يتحرك ضمن التزام سياسي وأخلاقي عام بحكم انتمائه للحزب الذي يمثله وهذا ما يفرض عليه الاستمرار في لعب أدوار فعالة على مستوى الإشعاع الحزبي السياسي أمام المواطنين ، وذلك من خلال الوظيفة النضالية التي يمكن أن يضطلع بها ، عبر مساهمته في تنظيم السكان وفتح حوارات معهم عبر اللقاءات والاتصال المباشر.
وأبرز محمد هوار، خلال هذا الملتقى المنظم تحت شعار:”المنتخب بين منطق السياسة ومنطق التدبير”، أن الجهد الذي بدل على مستوى حزب التجمع الوطني للأحرار خلال السنوات الخمس الماضية، سواء على المستوى المحلي أو الجهوي أو الوطني، وما أفرزته انتخابات 8 شتنبر 2021 من نتائج أثلجت صدور كل التجمعيين، يدعو للحفاظ على زخم الحزب التواصلي، والعمل على ابتكار مبادرات للقرب والتواصل الدائم مع المواطنات والمواطنين وتفرض علينا التعبئة القصوى للوفاء بالتعهدات وتنفيذ الالتزامات، وعدم تغييب الخدمات الأساسية التي يعتمد عليها المواطنون والمواطنات، تعزيزاً للثقة التي حظي بها الحزب لديهم، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا بالعمل الجاد من طرف كل المنتخبين الذين اكتسبوا ثقة الناخبين، وثقة الحزب الذي اختارهم لهذه المهمات، فالمنتخب مدعو لخلق جسر الحكامة والتخليق، ورهان الكفاءة والتطوير، وكذا رهان الابتكار في تمويل الجماعات الترابية، فهي عناوين كبرى لمواصفات عمل المنتخب الذي ينشده حزب التجمع الوطني للأحرار، ولهذه الغاية بالذات تم التفكير في هذه المنتديات الجهوية للمنتخبين برئاسة السيد الرئيس شخصيا.
كما اعتبر المتسق الإقليمي للحزب، ان النتائج التي حصل عليها الحزب خلال الاستحقاقات السابقة لم تأت من فراغ، ولم تكن وليدة الصدفة وإنما جاءت ثمرة لجهد كبير وعمل مؤسس رصين، من أجل كسب ثقة المواطن.
وختم بالقول، أن مجهودات المنتخبين ونظافة أيديهم والقرب من مشاكل المواطنين تبقى المفتاح الحقيقي الذي نفتح به قلوب المغاربة، وهو السبيل لتحقيق نتائج انتخابية في الاستحقاقات المقبلة.
يذكر، أن هذا الملتقى يأتي لتقاسم مع منتخبي هذا الإقليم التجارب والأفكار لتجويد أداء المنتخب التجمعي، استعدادا للملتقى الجهوي المزمع انعقاده الأسبوع المقبل بالناظور برئاسة رئيس الحزب السيد عزيز أخنوش.