عبد القادر بوراص
كان المركب التعاوني التربوي ابن خلدون، وسط مدينة وجدة، بعد عصر اليوم السبت 11 نونبر 2022، قبلة لعشرات نساء ورجال التعليم، فضلا عن عدد من الأطر الإدارية والنشطاء الجمعويين والنقابيين، لحضور حفل تكريم مجموعة من مراسلي منظمة التضامن الجامعي المغربي بمختلف مدن الجهة الشرقية، إلى جانب عدد من الأطر الإدارية والتربوية وبعض الفعاليات الجمعوية والنقابية، وهو حفل دأب عليه المكتب الإقليمي للتضامن الجامعي المغربي كل سنة، وأصبح تقليدا وقناعة راسخة لديه، إيمانا منه بالتقدير الذي يجب أن تحظى به أسرة التعليم عموما، ومناضلوها على مختلف الواجهات، كما جاء في الكلمة الافتتاحية التي قدمها الكاتب الاقليمي للمنظمة الأستاذ خليل غول، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن هذا التقليد كان قد توقف قسرا منذ سنة 2020 إلى يومنا هذا بسبب الوباء اللعين “كورونا”، والانعكاسات السلبية التي خلفها في جل الدول والمجتمعات، وأصبحت كل الأنشطة الاجتماعية قاب قوسين أو أدنى من المنع، مضيفا أن قساوة الوباء وجهت سهامها مباشرة إلى المكتب الإقليمي الذي فقد عضوين بارزين.
وأكد ذ. خليل غول في ذات الكلمة على أن التضامن الجامعي أخذ على نفسه مهمة الدفاع عن أسرة التعليم ومؤازتها، وزرع الوعي بوظيفتها من خلال حقوقها وواجباتها، وترسيخ قيم التضامن في أفق ترسيخ قيمه الأساسية المتمثلة في التضامن، التشارك، الاحترام، الديموقراطية، الاستقلالية، الحياد والعقلانية، معتبرا ذلك خارطة الطريق التي رسمها التضامن الجامعي المغربي لنفسه في انسجام تام مع مبدئه الأساس: “من أجل شرف المهنة وكرامة أسرة التعليم”.
وأثنى ذات المتحدث على أعضاء مكتبه الإقليمي لما يبذلونه من جهود وما يسدونه من خدمات يومية، في اتصالات مستمرة مع المؤسسات والمراسلين والمنخرطين، إما في توسيع الانخراط أو المؤازرة القضائية والاستماع إلى ما يتعرضون إليه من تجاوزات، أو من خلال الرد على الاستشارات القانونية وتوجيههم التوجيه القانوني الأفضل، أو في تدخلات الصلح بين الأطراف المتنازعة، أو بدعم بعضهم في الحالات التي تتطلب ذلك، في تنسيق تام مع المكتب الوطني.
وختم رئيس المكتب الإقليمي للتضامن الجامعي المغربي كلمته بدعوة الشباب المتحمس إلى أخذ المشعل قريبا، والعمل على تكريس هاته القيم التضامنية التي يتقاسمها الجميع خدمة للشغيلة التعليمية التي ينبغي أن تحظى بالتقدير والكرامة والشرف.
الحفل الذي نشط فقراته بمهارة عالية الأستاذ حسن العرابي تخللته أغاني ملتزمة برع الفنان عبد الغني الدخيسي في أدائها بآلة البانجو وعرف كيف يدغدغ مشاعر الحضور الذين رددوا معه بصوت حماسي بعض مقاطع الأغاني التي يحفظونها من قبيل “مرفوع القامة أمشي”…
وتناوب على منصة التكريم تباعا المحتفى بهم في هذا الحفل البهيج، حيث تسلموا بكل فخر واعتزاز ميداليات منظمة التضامن الجامعي المغربي، بالإضافة إلى هدايا رمزية وشواهد تقديرية توثق لهذا الحدث الجميل والالتفاتة النبيلة.
جدير بالذكر أن التضامن الجامعي المغربي منظمة تطوعية مستقلة أنشئت سنة 1934، وتعمل من أجل الدفاع عن كرامة أعضاء الأسرة التعليمية ومؤازتهم قضائيا في حالة الطعن أو المس بشرفهم أو متابعتهم بسبب أخطار المهنة، أو عند المساس بحقوقهم الإدارية المشروعة، مع تقديم الاستشارة القانونية المرتبطة بالمهنة، وتنمية الوعي القانوني والإداري لهيئة التعليم.
وقد عالجت المنظمة على مستوى المحاكم العادية العديد من القضايا ذات الطابع المعنوي، التعرض للشتم أو التهديد أو الإهانة أو الوشاية الكاذبة… أما على مستوى المحاكم الإدارية فإنها تواجه القرارات الإدارية المتسمة بالشطط في استعمال السلطة، الحرمان من الترقية، التنقيل التعسفي، الطعن في نقط الإدارة والتفتيش، العزل والتوقيف، القرارات الإدارية المعيبة، الإعفاء من المهام والاقتطاعات من الأجرة.
كما يقدم التضامن الجامعي المغربي لمنخرطيه كل المعلومات والتوجيهات القانونية لمعالجة مشاكلهم المهنية، مع وضع رهن إشارتهم المستجدات القانونية المتعلقة بالمهنة من ظهائر، مراسيم قوانين، مناشير ومذكرات وزارية.