عبد القادر كتــرة
يبدو أن بعض الجماعات بالجزائر التحقت بنوادي المثليين حيث يتم ترويج العديد من المنتجات الحاملة لأطياف قوس قزح التي ترمز لعلم وشعار فئة المثلية الجنسية في العالم، منها أحذية وقمصان لشبان وشابات وعلب أدوية وألعاب أطفال وقصص وصور وغيرها دون الحديث عن الخواتم والسلاسل والمجوهرات التي يعشقها هؤلاء ويحملونها لإظهار ميولاتهم الجنسية الشاذة.
لكن الأخطر في ما يقع في الجزائر التي هي بلد عربي مسلم محافظ على تقاليده وعاداته رغم قرون من الاستعمار العثماني والفرنسي، هو نجاح مجموعات من التجار استيراد وإدخال وترويج كميات من مصاحف القرآن الكريم بألوان أطياف قوس قزح التي ترمز لعلم وشعار فئة المثلية الجنسية في العالم.
تمكنت عناصر الشرطة بأمن دائرة تاورة، في ولاية سوق أهراس بالجزائر، أكثر من 20 مصحفا للقرآن الكريم، غير مطابقة للمعايير المحددة للمصاحف الصحيحة، كانت معروضة للبيع داخل إحدى المكتبات. كما أنها تحمل شعار فئة المثلية الجنسية، المتمثلة في أطياف قوس قزح.
والمصاحف المحجوزة، حسب ما نشرته جريدة النظام العسكري الجزائري، غير مطابقة لنسخ المصحف الشريف المعتمد من طرف اللجنة الخاصة بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف الجزائرية، وذلك لاحتواء صفحاتها على نفس التدرج في الألوان الخاص بعلم المثليين والشواذ جنسيا في العالم. وكما هو معلوم يتخذ المثليون ألوان قوس قزح شعارا لهم.
المصاحف المحجوزة مستوردة من الخارج، ومطبوعة في لبنان، حسب نفس المصدر، ولا زالت مصالح الأمن تواصل تحرياتها وتحقيقاتها في طريقة دخولها إلى الجزائر ووصولها إلى المكتبات لتعرض للبيع، قبل أن تثير حفيظة رواد المكتبات الذين قاموا بالإبلاغ عن وجودها، بعدما اعتبروا ذلك ضربا صارخا لقيم ومبادئ الشعب الجزائري ومقدساته الدينية.
وأكد بعض أصحاب المكتبات، أنهم اقتنوا تلك الطبعات من نسخ المصحف الشريف، من عند تجار الجملة المتخصصين في بيع الأدوات المكتبية واللوازم المدرسية، دون أن تلفت انتباههم موجة تدرج ألوان الطيف الخاصة بعلم المثليين، التي اعتقدوا بأنها عادية وقد تفتح شهية التلاميذ والطلبة لقراءة المصحف بألوانه الفاتحة والجذابة.
كما تعجُّ أسواق الجزائر بمجموعة من المُنتجات الحاملة لألوان قوس قزح منها قمصان وأحذية رياضية، وأغطية وهواتف نقالة وجوارب وحتى علب مكملات غذائية وعلى أدوات مدرسية وكتب تعليمية، وألعاب موجهة لفئة الطفولة… وكثير من الجزائريين يجهلون معنى هذا الشعار، فيستعملون هذه الأغراض، وهم يجهلون أنهم يساهمون بذلك في الترويج ودعم المثلية الجنسية.
وأثارت ألعاب وسلع، ألوانها تشبه قوس قزح، جدلا ضمن بعض الأوساط وعبر مواقع التواصل الاجتماعي في دول عربية، بعد أن ربط مستخدمون بين هذه الألوان وعلم المثلية الجنسية، الذي يسمى أيضا “علم الرينبو” أو “علم قوس قزح“.
وأثار انتشار لعبة “بوب-إت” (Pop It) الشهيرة، التي تتلون بعض التنويعات في تصاميمها بألوان قوس قزح، جدلا في كل من السعودية والعراق ودول عربية أخرى.
والجميع شاهد مؤخرا، حملة الدعم الكروية لفئة الشواذ، من خلال ارتداء أقمصة رياضية موسومة بألوان قوس قزح داخل الملاعب الأوروبية، بحيث رفض كثير من اللاعبين المسلمين ارتداءها.
وتسعى المنظمة العالمية لـ “الشواذ “، لجلب مساندين ومؤيدين لها من مختلف دول العالم، في ظل وجود قوانين غربية تدعمها، وهو ما جعلها تظهر للعلن مؤخرا مطالبة بحقوق أكثر، خاصة بالدول الإسلامية.
ولم تجد غير شعارها “قوس قزح” لتصدره إلى داخل الدول الإسلامية، بمساعدة من شركات عالمية وصهيونية بالخصوص. ولذا وجب الحذر من اقتناء مثل هذه المنتجات المستوردة من الخارج.
ويعتقد الرافضون لوجود هذه الألوان على السلع أن في نشرها تشجيع على نشر المثلية الجنسية في بلدانهم، وبالتالي يعتبرونها “خطرا” يتهدد الأطفال والشباب. ويصف آخرون انتشار هذه الألوان بـ”دس السم في العسل” بتعويد الأطفال على رؤيتها والإعجاب بها حتى لا ينفروا بالتالي من المثلية الجنسية.
للتذكير، صُمم علم قوس قزح عام 1978 بيد الفنان الأمريكي “جيلبرت بيكر” المثلي الجنسية وبإيعاز من السياسي الأمريكي “هارفي ملك” الذي كان مثليا أيضا، وتمّ رفعه للمرة الأولى في مسيرة سان فرانسيسكو الشهيرة في 25 يونيو 1978.
حمل علم قوس قزح الأصلي، الذي صممه بيكر، ثمانية ألوان هي: الوردي والأحمر والبرتقالي والأصفر والأخضر والأزرق الفيروزي والنيلي والبنفسجي. ويرمز كل منها إلى جانب أو شعور معين مرتبط بالمثلية.
ومع زيادة الطلب على العلم وإنتاج كميات كبيرة منه، ولشح في وجود اللون الوردي، تم التخلي عنه وعن الفيروزي ثم عٌوض اللون النيلي بالأزرق العادي وكانت النتيجة هي العلم المستخدم اليوم.