عبدالقادر كتــرة
في خرجة غريبة وخبيثة لما يسمى ب”المبعوث الخاص المكلف بالعداء للمغرب والسبّ والشتم” ممثل النظام العسكري الجزائري المارق “عمار بلاني” هاجم بكلّ خسة وخبث وقذارة النظام المغربي، وكال من السبّ والشتم بالصفات القبيحة المارقة التي يتميز به نظامه وأخرج من قاموسه ما ينضح به جوفه ونفسيته وما يتصف به مصداقا للمثل/الحكمة التي يقول ” كل إناء بما فيه ينضَح “، ويرد المثل أكثر ما يرد للحديث عن إنسان سلبي، فالإنسان كالإناء إذا امتلأ بالغَيرة والحقد وتصيًد السلبيات فلا يمكن إلا أن يفيض بالسلبية- مهما حاولنا أن نحول دون ذلك.
وما صرح به حذاء جنرالات ثكنة بن عكنون ينطبق تماما عليه وعلى حكامه المارقين والنابع من نفسيته وأعماقها ومكنونه الذي باح به وأفصح عنه انطلاقا من دونيته وعجزه وفشله وانتكاساته وصدماته من نجاحات الدبلوماسية المغربية التي لم يقدر على مجاراتها نظام الجزائر الأحمق، مصداقا لمقولات مؤسس علم الاجتماع العلامة (عبد الرحمن إبن خلدون ) في مقدمته الشهيرة : “المغلوب مولع أبدًا بتقليد الغالب، في شعاره وزيه ونحلته وسائر أحواله و عوائده، والسبب أن النفس تعتقد الكمال فيمن غلبها.” و”الشعوب المقهورة تسوء أخلاقها، و كلما طال تهميش إنسانها يصبح كالبهيمة، لا يهمه سوى اللقمة والغريزة” وعِندما تَنهار الأَوطان يَكثر المُنَجِمون والمُتَسَوّلون والمُنَافِقُون والمُدَّعون والقَوَّالون والمُتَصَعلِكون، وضَارِبوا المَندَل وقَارئوا الكَف والطَالع، والمُتَسَيسون والمَداحُون والإِنتِهَازيون، فَيَختَلطُ ما لا يُختَلط، ويَختَلطَ الصِدق بِالكَذب والجِهاد بِالقَتل، ويَسود الرُعب ويَلوذَ النَاسُ بِالطَوائف، ويَعلو صَوت البَاطل ويَخفُت صَوت الحَق، وتَشح الأَحلام ويَموت الأَمل، وتَزداد غُربة العَاقل، ويُصبِحَ الانتماء إِلى القَبيلَةِ أَشَد إِلصَاقاً وإِلى الأَوطان ضَرباً مِن ضَروبِ الهَذَيَان.”
ولِفَهْم ما يدور في خُلْد حداء جنرالات ثكنة بن عكنون ومِرْحَاض جمجمته المملوءة بالفضلات البشرية (البول والبراز)، وسأعمد على استبدال “النظام المغربي” في تصريحه لوكالة الأنباء الجزائرية وتعويضه ب”النظام العسكري الجزائري”، وهي طريقة سيكولوجية لتشريح نفسية هذا النظام وأزلامه وأحديته من “الشياتة” وخدام المزابل الإعلامية الرسمية الجزائرية وقنوات صرفها الصحي التي لم تعد ذات مصداقية بل تحولت إلى نكت وسخرية ومثيرة للضحك…
“أوضح بلاني، الأربعاء، في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، أن كل الأساليب الدنيئة التي يلجأ إليها النظام العسكري الجزائري “دون حياء أو خجل” في “الحرب القذرة” التي يشنها على دول الجوار(المغرب وتونس وليبيا ومصر وموريتانيا وإسبانيا وفرنسا…)، على غرار التجسس المؤكد من خلال البرمجية الصهيونية “بيغاسوس” واستعمال الهجرة المكثفة كوسيلة ضغط على إسبانيا (في يوم واحد وصل إلى ألميريا، حسب تصريحات السلطات الإسبانية، بداية هذا الأسبوع، 15 قاربا من “الحراكة” المهاجرين السريين الجزائريين على متنها حوالي 250 رجالا ونساء وأطفالا) والتهديدات والدعم السياسي والمالي واللوجستي للجماعات الارهابية تعتبر كلها وسائل “غير أخلاقية”( مرتزقة بوليساريو ومرتزقة “فاغنر” الروسية والجماعات الإسلامية في منطقة الساحل والصحراء على تنوع مشاربها درّبها العسكر الجزائري وترأسها ممثلوه من الإرهابي الجزائري مختار بلمختار وعدنان أبو وليد الصحراوي وأبو البراء الأنصاري الصحراوي وقاتلي حزب الله الإيراني الإرهابي…).
وذكر بلاني بالتضييقات الاعلامية والقضائية التي تقف وراءها مكاتب ظلامية على علاقة بمصالح الاستخبارات الجزائرية (340 ناشط حراكي وحقوقي وإعلامي في السجون الجزائرية منهم من مات تحت التعذيب، وقضاة ومحامون ورياضيون يعتقلون ويحاكمون ويسجنون ومعارضون يُطاردون في الداخل والخارج منهم من نجا من عمليات اغتيال وآخرون تمّ تسليمهم من طرف بعض الدول حكم عليهم بالإعدام).
وكذا “استعمال الهجرة المكثفة كوسيلة ضغط سياسي ومسارات الاتجار بالمخدرات على نطاق صناعي وكذا التهديدات غير المباشرة المرتبطة بإمكانية إعادة تنشيط الخلايا الإرهابية النائمة في بعض الدول الأوروبية والدعم السياسي والمالي واللوجستي لمرتزقة بوليساريو”، واصفا إياها بـ”وسائل غير أخلاقية تستخدمها سلطات هذا النظام العسكري المارق دون حياء أو خجل و بكل وقاحة في الحرب القذرة التي تشنها على دول الجوار”(تسليح وتحريض مرتزقة بوليساريو ضد الوحدة الترابية المغربية، تصريح الرئيس الجزائري تبون حول تونس ووصفها بكونها في مأزق وعليها العودة إلى طريق الديمقراطية، وتصريحه بعزم العسكري الجزائري التدخل في ليبيا واعتبار العاصمة طرابلس خطا أحمر، وتهديد موريتانيا بتحريض سكان شمالها كلما تقرب النظام الموريتاني من المغرب، وإشعال الفتنة في شمال مالي بتسليح الجماعات الإرهابية، ودعم إثيوبيا ضد مصر في قضية سدّ النهضة، والهجوم على إسبانيا بمجرد ما اتخذت قرار سياديا لصالح المغرب، والهجوم على فرنسا الأمر الذي رفض رئيسها زيارة الجزائر رغم توسل واستعطاف النظام العسكري الجزائري الذي أرهبه وأرعبه احتمال قيام فرنسا بإجراءات عقابية ضده وضد أسر جنرالاته… ).
ولدى تطرقه إلى العنف والتعذيب الذين يتعرض لهما المناضلون الجزائريون بشكل لا يطاق، على غرار الأطفال والمعاقين والفتيات وتعريضهم للانتهاك عرضهم واغتصابهم، والعنف الجسدي والجنسي الموثق الذي بسببه وجهت منظمات غير حكومية دولية أصابع الاتهام للمغرب، أوضح بلاني أن هذا البلد “يمارس سياسة الهروب إلى الأمام والإنكار ويتهم هذه المنظمات غير الحكومية بالانحياز الفاضح كما يعمل من خلال ممثلوه في نيويورك على توزيع وثيقة بالية تحوي مبررات يتم استعراضها بغباء يعتبر إهانة لذكاء أعضاء المجتمع الدولي”.
(وتنضاف إلى هذه المشاهد المؤثرة والمحزنة والمخزية لنظام العجزة، رفض مئات الطلبة الجزائريين العودة إلى ديارهم بالجزائر عقب اندلاع الحرب في أوروبا بعد اجتياح الجيش الروسي لأوكرانيا وفضلوا التيه في بلدان أوروبا والبحث عن ملجأ آخر مقتنعين بأنه سيكون أهون وأرحم من سجون ومعتقلات النظام العسكري الجزائري الذي يعتقل ويسجن الأطفال والشيوخ والمعاقين…، في بلد يحكمه العسكر ويفتقد منذ استقلاله إلى الديمقراطية والحرية والعدالة…)
وأردف يقول أن “هذا النظام العسكري بالغ في حماقته إلى حد رفضه التعاون مع منظمات حقوق الإنسان للتستر على أفعاله وجرائمه الخطيرة في مجال الانتهاكات الممنهجة لحقوق الإنسان بالجزائر ومنطقة القائل المحتلة.
وأضاف في ذات السياق قائلا “لقد فضحت التقارير الدولية الأخيرة محاولات النظام العسكري الجزائري البائسة للتغطية على مختلف أشكال القمع الأعمى الذي يطال المناضلين الحراكيين والمعارضين الجزائريين الأبرياء”.
وتطرق المسؤول أيضا الى “عامل آخر يميز السلوك المشين لهذا النظام العسكري وهو النزعة الممنهجة لتزييف وتغيير طبيعة وسياق التصريحات المنسوبة الى مسؤولين سياسيين أجانب بخصوص قضية الصحراء المغربية عن سوء نية مثلما كان عليه الحال في “سوق تندوف” (وهي التصريحات التي تتبعها دائما بيانات الدول لتكذيبها وتفنيدها وإذلال محرريها ومسؤوليها…إذ سبق أن كذبت ذلك كل من روسيا وأميركا وألمانيا وإسبانيا وفرنسا وتركيا وغيرها…إذ يعمد وزير خارجيتها وممثله إلى تحرير بيانات أحادية الجانب ونشرها قبل تكذيبها من الجانب الآخر …)
وتابع بلاني أن “ممثلي هذه الدول (تركيا، إيطاليا، رومانيا، هولندا والمانيا) أصروا على تقديم توضيحات رسمية بشأن فحوى البرقيات الكاذبة التي نشرتها وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية التي استعادت دورها الطبيعي كحاضنة كبيرة للإعلام الكاذب”.
وقال أيضا أنه “علاوة على النهب الممنهج لتراثنا التاريخي والثقافي الغني فإن هذا التدليس والتلاعب المتعمد والمخطط له موجه في إطار تقسيم للمهام بمشاركة عدد كبير من المخابر الإعلامية التي تدفع لها الحكومة الجزائرية بسخاء (ملايير الدولارات منذ 47 سنة إلى اليوم) من أجل تشويه صورة المغرب ومحاولة الإضرار بعملها على المستوى الدولي كما هو الحال بخصوص الحملة المسعورة التي تهدف المغرب”.
وأشاد بلاني بالمناسبة بـ”ردة الفعل الوطنية للمغاربة عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتي “تبرز مرة أخرى أن المغرب وشعبها يقفون بالمرصاد لكل المؤامرات المعادية التي يقودها العسكري الجزائري المارق ضد الوحدة الترابية للملكة المغربية الشريفة”….