الطيب الشكري
عاش العالم خلال السنتين الماضيتين كابوسا تمثل في فيروس “كورونا” الذي أخذ في طريقه ملايين الأرواح، وحوَّل حياة الأسر إلى جحيم، وخلف وراءه تداعيات لازالت آثارها السلبية بادية حتى يومنا هذا، في مقابل هذا لازال العالم العربي يعيش على وقع استمرار “كورونا” الجزائر، التي تقف حجر عثرة في وجه التلاحم العربي والإسلامي بسبب استمرار دعمها لكيان خلقته لضرب وحدة المغرب الترابية، وتعمل منذ نصف قرن على أجندة واحدة هي زعزعة استقرار المملكة المغربية.
فالجزائر بموقفها المعادي لكل ما هو مغربي، واستمرارها في إيواء مرتزقة على أراضيها، وتوفير الدعم المالي والسياسي لهم، وضعت نفسها خارج الإجماع العربي الذي يدعم المغرب في وحدته الترابية بكل الوسائل المشروعة، وأصبحت بمواقفها هاته فيروسا ينخر الجسم العربي لا يقل خطورة عن فيروس “كورونا” الذي تجاوز العالم بعض من تداعياته بسبب الإجراءات الاحترازية التي تم اتخادها، وفشلت كل مساعي التقارب والعودة إلى جادة الصواب في احتواء “كورونا” الجزائر، التي تواصل حملتها المسمومة على المغرب، والتي كان آخرها تعليق الجزائر لمعاهدة الصداقة بينها وبين إسبانيا، على خلفية دعم الأخيرة لمشروع الحكم الذاتي، وحق المغرب على كامل أراضيه، فشفاء الدولة الجزائرية ميؤوس منه، لكن انتحارها سياسيا وإقتصاديا بدعمها لكيان مصطنع أضحى وشيكا وبوادره لم تعد خافية على أحد، فيكفي الرجوع إلى الأوضاع الإجتماعية والإقتصادية والسياسية التي تعيشها الجزائر لنقف على حجم الخسارة التي تتكبدها الجارة الشرقية التي تغرد خارج سرب الإجماع العربي لكافة الدول العربية الشقيقة، مواقف عدائية متواصلة ومسترسلة بشكل فاضح، تثبت أن الجزائر هي الطرف الأساسي في النزاع المفتعل حول ملف الصحراء المغربية، وأن إصرارها على تدويل القضية لما يقارب نصف قرن ويزيد كان هدفه الأول والأخير اضعاف المغرب، وشل قدراته، لكنها ورغم كل ما حدث وسيحدث وقد يحدث مستقبلا، وسيكون على حساب المواطن الجزائري المغلوب على أمره، فالفشل حليفها، ولن تتمكن من الوصول إلى أهدافها، بل ستزداد خيبة أمل عراب قصر المرادية، ومن يدور في فلكه، وتتسع عزلته بسبب القرارات العشوائية التي يتخذها في لحظة حمق غير محسوبة العواقب.
فحتى وإن أراد العالم العربي حقن النظام الجزائري بجرعات من العروبة، وحسن الحوار، والتخلي عن أسلوب العداء، واستهداف دولة عربية لها مكانتها المتميزة عربيا وعالميا، فلن يشفى نظام الكابرانات إلا باستئصال هذا الورم الخبيث الذي تحمله الجزائر الرسمية، وتهيء له كل سبل العيش رغم أنها تعرف الخسارة التي تتكبدها جراء حضانتها لجسم دخيل على أمتنا العربية والإسلامية أصبحت نهايته وشيكة وأيامه معدودة وحينها ستعرف الجزائر حجم الضرر الذي خلفته سياساتها العدائية اتجاه المملكة المغربية التي ظلت وفية لأسلوب التجاهل وعدم الرد على خرجات القيادة الجزائرية المتتالية.