عبد القادر كتــرة
تداولت عدة حسابات وصفحات جزائرية بشبكة التواصل الاجتماعي صورا لعمليات بحث ليلية يقوم بها أفراد الحماية المدنية بمنطقة الدشمية نواحي سور الغزلان بالبويرة، تشير إلى أنها تتعلق بالبحث عن ركاب مروحية نقل عسكرية، ناجين من حادث تحطمها لكن الأخبار المتداولة تؤكد تحطما مُروِعا للمروحية نتج عنه دمار شامل لتجهيزاتها، وسط حديث عن وفاة كل من كان على متنها.
وتروج أخبار من عين المكان أن المروحية التي لم يكشف إلى الآن عن طرازها، كانت تُقِلُّ قادة من الجيش الجزائري برُتَب جنرالات وعُقَداء، ولا يعرف إذا كان بين الركاب ناجون.
ورغم تداول الخبر وانتشاره كالنار في الهشيم إلى أن الجيش لم يعلن عنه ولم ينعَ الضحايا، عبر موقعه وصفحاته ومجلته ولا تزال العديد من التفاصيل طي الكتمان وسط حديث عن عملية استهداف للمروحية بجسم متفجر عن بعد، حسب موقع إلكتروني دعائي ل”بوليساريو” نقلا عن نشطاء جزائريين الذين رجحوا فرضية التصفية الجسدية للقادة العسكريين بسبب الصراعات الداخلية والخلافات الأخيرة التي خرجت إلى العلن، بين قائد الجيش “سعيد شنقريحة” وقائد القوات البرية، الجنرال “عثماني عمار”، الذي يتهم “شنقريحة” بتخريب الجيش وإضعافه وقيادة البلاد نحو المجهول.
وأوضح نفس المصدر أنه “حسب تسريبات تنسب لعناصر من داخل الجيش الجزائري، يروج لها نشطاء جزائريون تفيد بأن الجنرال “عثماني عمار”، يعد زعيم الجناح الغربي (الجيش الجزائري منقسم إلى جناح شرقي بقيادة “شنقريحة” وجناح غربي بقيادة “عمار”)، يخوض صراع تكسير عظام ضد قائد الجيش، الذي سبق له أن أحال الجنرال “عمار” على التقاعد، لكن هذا الرجل لم يمتثل لقرار قائد الجيش الموقع بقصر المرادية، وأبدى مقاومة وتعنت غير طبيعيين داخل الجيش وهدد بتحريك الفيالق إلى قصر المرادية.”
وتقول التسريبات أن الجنرال “عمار” له أنصار من كل الرتب وتحت إمرته عتاد ثقيل يفزع كبير الجيش الجزائري، وأنه خطط عدة مرات للإطاحة بـ “شنقريحة”، مستفيدا من تراجع سمعة هذا الأخير وغضب كبار القادة على قراراته.
وكان آخر حادث للطائرات الجزائرية والتي أعلنت عنه وزارة الدفاع الجزائرية، الإثنين 28 مارس 2022، تحطم مقاتلة عسكرية من طراز “ميغ 29” بولاية وهران غربي البلاد، نجم عنه وفاة طيار ونجاة ثان، جاء ذلك في بيان للوزارة.
البيان أشار إلى الحادث وقع عقب مهمة تدريبية مبرمجة، بسبب خلل تقني بعد إقلاعها مباشرة من القاعدة الجوية بوسفر (ولاية وهران) بالناحية العسكرية الثانية، ورغم تَمكُّن الطيارين من القفز، خلف الحادث استشهاد الرائد الطيار “بن مبخوت الطاهرّ متأثرا بجروحه بالمستشفى العسكري الجامعي بوهران.
وهذا حادث مأساوي ضمن سلسلة من الحوادث الخطيرة التي خلفت المئات من الضحايا المدنيين والعسكريين، منها ما بقيت أسبابه وظروفه غامضة في ظلّ حكم النظام العسكري الجزائري الذي تعرف جنرالات أجنحته خلافات وصراعات ومواجهات خطيرة دموية تنتهي معظمها بالاعتقالات والسجن والتعذيب والقتل والاغتيالات بهدف تحصين المواقع والحفاظ على المصالح…
الطيران العسكري الجزائري حطّم جميع الأرقام القياسية في حوادث سقوط طائرات النقل والطائرات الحربية والمقاتلات والمروحيات بدون حرب، خلفت مئات الضحايا وفقدان عشرات الطيارين، لأسباب متعددة تنسب إلى الأعطاب التقنية أو الأحوال الجوية أو أخطاء الطيارين كما بقي عدد منها حكم الغيب والغموض.
ورغم الإنفاق العسكري العالي والصفقات الكبيرة التي تخصصها الدولة الجزائرية من أجل تحديث أسطولها الجوي الحربي، لم تتوقف سلسلة حوادث الطائرات والمروحيات العسكرية في الجزائر خلال السنوات الأخيرة، بداية من 2007 عرف سلاح الجو الجزائري 20 حادثة لطائرات حربية سواء في الخارج أو في الجزائر نتج عنه خسارة 21 طائرة ( حادثتان لتصادم طائرتين).
وسجلت الجزائر أخطر الكوارث الجوية خلال العقود الأخيرة، كانت على الإطلاق الحادث المأساوي الذي سجل الأربعاء 11 ابريل 2018 وراح ضحيته 257 شخص من بينهم 10 من طاقم طائرة “اليوشين 76″كانت متوجهة نحو تندوف وبشار.
وفقد الطيران العسكري الجزائري الذي يتسلح من السوق الروسية، في الفترة الممتدة بين 2007 و2017 ، 6 مقاتلات ميغ29، و مقاتلة ميغ25، و مقاتلة سو-24، و 2 طائرتا تدريب ل-39، و طائرة تدريب زلين، وطائرة كازا 2 C-130، وطائرة مي2، و 2 حوامة مي 24، و 2 حوامة مي 171، وحوامة مرلين، و حوامة سنجاب مقاتلة ميغ29، وطائرة اليوشين التي خلف سقوطها مقتل أكثر من 200 جندي، ومقاتلة سوخوي-30 ارتطمت بالجبل.
وعزا المحققون العسكريون أسباب وقوع الحوادث إلى ( 74 % منها نهارا و 26 % أثناء طلعات ليلية) إلى أخطاء بشرية، و 5% بسبب أحوال الطقس، و 35% بسبب أعطال فنية.