الطيب الشكري
لم نكن نتصور أن تتحول مباراة نهائية في كرة القدم بين فريقين شقيقين إلى ما يشبه الحملة الشرسة التي تشنها بعض القنوات التلفزية المصرية التي افتقد مقدميها إلى اللياقة والحوار والنقد البناء، انتهت مقابلة الأهلي المصري والوداد المغربي بإحراز الأخير للكأس الإفريقية، وانتهت المباراة مع صفارة الحكم الجنوب إفريقي، لكن لم تنته بعد الحملة التي ابتدأت حتى قبل إجراء النهائي الإفريقي وتتواصل بشكل مستفز ليس للجماهير الودادية فحسب، وإنما لمعضم عشاق المستديرة بالعالم الذين تابعوا النهائي الإفريقي مع أن الجميع يعرف الحيثيات التي رافقت البطولة ككل وأولها مسألة تحديد الملعب الذي سيحتضن النهائي الإفريقي.
كنا نتمنى أن يقدم الإعلام المصري، وبخاصة التلفزي تحليلا فنيا وتقنيا لما جرى خلال التسعين دقيقة من عمر المباراة التي حسمها مبكرا الأحمر الودادي على أرضية المركب الرياضي محمد الخامس بكازابلانكا، بدلا من انزوائه في الدائرة الضيقة وإخراج كل قواميس الكذب والإفتراء وتقديم سيناريوهات غير حقيقية بالمرة فانبرت جل القنوات (مع بعض الاستثناءات) في حملة مسمومة اتجاه المغرب وتجاوزت التشكيك في قرارات الكاف لتصل إلى استهداف رئيس الجامعة السيد فوزي لقجع الذي صدح بالحقيقة التي ظلت مغيبة لسنوات، وبدلا من مناقشة تصريحات المسؤول المغربي ووضعها في سياقها العام وتجاوزها بما يخدم مصلحة الكرة الإفريقية عامة، عمدت بعض الفضاءيات المصرية إلى تنجيد أبواقها للنيل من رئيس الجامعة في مشهد كاريكاتوري يثير الغثيان، على الرغم من إحجام الإعلام المغربي عن الرد على ترهات إعلام بلاد الكنانة، وكذا لحفاوة الإستقبال الذي خصصه فريق الوداد البيضاوي ومعه الجماهير المغربية للأشقاء في مصر والذي كانت محط إشادة من بعض لاعبي المنتخب المصري السابق الذين تابعوا كل صغيرة وكبيرة تتعلق بالنهائي الإفريقي رغم تسجيلنا لبعض السلوكيات اللأخلاقية التي صدرت عن بعض أعضاء بعثة النادي الأهلي وخرجت عن دائرة الإحترام المفروض توفره في أي مسؤول رياضي مهما كان.
على الإعلام المصري أن يستوعب الدرس جيدا في القادم من الشهور، ويعي جيدا أن التدبير الرياضي السليم والجيد، وبخاصة الكروي له رجالاته داخل المحافل العربية والإفريقية والدولية، وأن أسلوب التباكي لن يجدي نفعا مهما بلغت قوته لأن الواقع أكبر قوة وصلابة وأن المغرب سيظل البلد الشقيق الذي يمد يده لكل اشقاءه العرب وأصدقائه الأفارقة من مختلف دول القارة متى طلبت هذه الدول مساعدتها في كل ما هو رياضي، وأولها تسهيل إجراء مقابلاتها ضمن تصفيات الكأس الإفريقية القادمة، فالمغرب يقول للجميع مرحبا بكم في بلدكم الثاني.