منيرالدايري
عادات و طقوس في طور الانقراض، عبر مختلف مناطق المغرب، لم يعد العيد موعدا للالتقاء والتزاور والتسامح، وتبادل الأطباق و الصحون، ولم تعد الناس تلتقي للم الشمل العائلي وصلة الرحم، بل حتى أنه ظهرت للسطح ظواهر شاذة عن مجتمعنا المغربي، كالاحتفال بالعيد في دور العجزة و المسنين…
يختلف منسوب الاحتفال، ويضعف كلما انتقلنا من المناطق القروية نحو مراكز حضرية، كاد تختفي بها مظاهر العيد، سوى بعض المشاهد التي عادت استثناء، بعد أن كانت ماركة مسجلة تعبر عن كرم المغاربة وتلاحمهم وترابطهم الأسري والاجتماعي.
عيد بأية حال عدت يا عيد…هل نحن أمام طفرة غير حميدة، سنفقد معها لوحات جميلة لطالما طبعت احتفالاتنا بالأعياد، فاسحين المجال لاحتفالات افتراضية غزت هواتفنا وعقولنا وقلوبنا ومختزلة المسافات بين بيوتن، وبيت الأهل والجيران، مغيبة حتى صور الصغار وهم يعرضون ملابس العيد و أفراحه و أهازيجه و ألعابه فاسحين المجال لغزو الألعاب الالكترونية التي شرعت في تدمير العقول والقلوب.
عيد بأية حال عدت يا عيد … الوقت أصبح متأخرا عن صحوة مجتمع بأكمله ، و إقناعه أننا نفقد شيئا فشيئا موروثا ثمينا وأمانات تركها الأجداد لبعضنا البعض، حبنا المتبادل، انصهارنا، الجورة، العائلة، الكرم، وصحون لانبادل فيها الحلويات فيما بيننا، بقدر ما نبادل فيها رسائل الحب.
المسؤولية ملقاة علينا كمجتمع وعلى الجهات الوصية على الثقافة والاتصال ولتعليم والأسرة والتضامن ومختلف وسائل الاعلام، إضافة إلى جمعيات المجتمع المدني، من أجل الانخراط سويا في إنتاج حملات توعية و تغذية البرامج التعليمية بوصلات وإعلانات ودروس، تهدف إثارة الحس المجتمعي والتضامني و الأسري لدى ناشئتنا واعتباره موروثا وطنيا وماركة مغربية مسجلة لا ينبغي التفريط بها، في انتظار ذلك، عيد مبارك سعيد، وكل المغاربة، وكل المسلمين، وكل العالم بألف خير…