عبد القادر كتــرة
انهارت بشكل خطير معنويات نجوم المنتخب الوطني الجزائري لكرة القدم ويعيشون حالات نفسية مضطربة ويجدون صعوبة في تقبُّل واقع الإقصاء من مونديال قطر، بل يلقون صعوبة كبيرة ومؤثرة في استعادة لياقتهم البدنية وتركيزهم وحتى التأقلم والاندماج في فُرُقهم الأوروبية التي يلعبون لها.
من جهة أخرى، بلغت الإشاعات وفبركة الأخبار لدى الجماهير الرياضية الجزائرية وحتى عند أغلب المعلقين والمحلين الرياضيين وبعض المسؤولين الجزائريين، مستوى مرضي لا يمكن فهمه ولا استيعابه من طرف معشوقي كرة القدم في العالم، بل تحولت الجزائر إلى نكتة وسخرية ومثارا للضحك و”التقشاب” ولا زال الجزائريون يعيشون في عالم غريب من الأوهام والأحلام على وهم إعادة المباراة ضد الكاميرون أو التأهيل المباشر، كما أصبحوا يتحدثون عن لقاءاتهم ضد فرق المجموعة السابعة: البرازيل، صربيا، سويسرا عوض الكاميرون.
وينتظر الجزائريون يوم 21 أبريل الجاري اجتماع الاتحادية الدولية لكرة القدم “فيفا” بفارغ الصبر، قرارها بعد النظر في شكاية الاتحادية الجزائرية لكرة القدم “فاف”، متأكدين أنه سيكون لصالح المنتخب الجزائري وأنه لا محالة ستقصى الكاميرون، لكن ما يجهلونه أن “فيفا” ستنظر في تقارير الحكام والاتهامات التي أطلقت في حقّ الحكام والمسؤولين في الكاف و”فيفا” من طرف الجزائريين وستسلط عقوبات على الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، وستكون الصدمة أقوى والخيبة قاسية.
آخر من نشر جزائريون، فيديو ادعوا فيه أنه يُظهر حكّام الفيديو المساعدين (VAR) يعترضون على الهدف الذي سجّله المنتخب الكاميروني في مباراته ضدّ الجزائر في تصفيات مونديال 2022، وهو المقطع الذي شهده آلاف المشاركات والمشاهدات على مواقع التواصل ولا سيّما في الجزائر.
يظهر في هذا المقطع حكّام الفيديو المساعدين (VAR) يعيدون مشاهدة هدف سجلّه لاعب كرة قدم، وجاء في التعليق المرافق “حكّام VAR أخبروا (الحكم الغامبي) غاساما بالفعل أن هناك خطأ (..) لكن الحكم الغامبي فضّل ألا يعود إليهم”، وه الحكم الذي يتعبرونه الجزائريون المسؤول عن إقصائهم.
ويأتي انتشار هذا الفيديو بعد طلب الاتحاد الجزائري لكرة القدم (فاف)، في 31 مارس 2022، من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) فتح تحقيق بخصوص ما حدث في المباراة بين الجزائر والكاميرون قبل ذلك بيوم، وتقدّم بشكوى لدى “فيفا” ضد غاساما مطالباً بإعادة إجراء المباراة بسبب “الأخطاء”.
أظهر التفتيش عبر محركات البحث أنه منشور على حساب برنامج Late Foot Club المختصّ بالشؤون الرياضية ومواقع إخبارية عدّة بتاريخ 28 فبراير 2019، يظهر نقاشاً بين حكّام الفيديو المساعدين (VAR) في مباراة نيم ومرسيليا في الدوري الفرنسي التي أقيمت في أوت 2018.
وبتاريخ 4 أبريل 2022، تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يُزعم أنّه يكشف عن تلقّي الحكم الغامبي بكاري غاساما لرشوة، قبل مباراة الجزائر ضدّ الكاميرون.
غير أنّ فريق تدقيق المعلومات في وكالة “فرانس برس”، توصل إلى أنّ الفيديو في الحقيقة مقتطع من وثائقيّ تم بثه عام 2018، أنتجته “بي بي سي”، حول فساد التحكيم في إفريقيا.
ويوم 3 أبريل، تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي صورة ادعى ناشروها أنها لرئيس الاتحاد الكاميروني لكرة القدم صامويل إيتو وهو يقدّم رشوة للحكم الذي تولّى إدارة المباراة التي فاز فيها منتخب بلاده على الجزائر.
يظهر في الصورة لاعب كرة القدم السابق والرئيس الحالي للاتحاد الكاميروني لكرة القدم صامويل إيتو والحكم الغامبي بكاري غاساما، تتوسّطهما صورة يبدو أنّها ملتقطة من كاميرا مراقبة، وكُتب أسفل الصورة: “عاجل: يوجد دليل على أن إيتو والحكم غاساما يلتقيان في باريس ويكلفه بمبلغ مالي”، كما جاء في التعليق المرافق: “إذا تم تأكيد المعلومات، فالمنتخب الكاميروني غير مؤهل لكأس العالم والجزائر تتأهل إلى كأس العالم”.
الصورة المتداولة لا علاقة لها بكلّ ذلك، حيث أظهر التفتيش عبر محركات البحث أنها مقتطفة من فيديو نشرته مواقع فلسطينية عدّة لإشكال وقع قبل أشهر.
من جهة اللاعبين، كشف الدولي الجزائري ونجم نادي الريان القطري، ياسين براهيمي، عن الحالة النفسية للاعبي المنتخب الوطني بعد صدمة الإقصاء من كأس العالم 2022 أمام منتخب الكاميرون، مؤكدا بأنه شخصيا لم يصدق لحد الآن هذا الإقصاء ووجد صعوبة كبيرة في استيعاب هذا الأمر.
وكان المنتخب الوطني أقصي من التأهل إلى كأس العالم 2022 بعد خسارته إيابا بالبليدة، يوم 29 مارس الماضي، أمام الكاميرون بنتيجة (1ـ2) بعد الوقت الإضافي، رغم فوزه ذهابا في الكاميرون بنتيجة (0ـ1)، واستفاد منتخب “الأسود غير المروضة” من قاعدة الأهداف المسجلة خارج الديار، ليتأهل إلى مونديال قطر.
وقال براهيمي في تصريحات للمنصة الفرنسية “ميديا كاري” على “تويتر”، ردا على سؤال متعلق برأيه حول صدمة اللاعبين الجزائريين المونديالية: “في الحقيقة لم أصدق ذلك. عندما كانت النتيجة (0-1) لصالح الكاميرون لم أشعر بالقلق، كنت واثقا من قدرتنا على التأهل”، حسب ما نشرته جريدة الشروق الجزائري، وتابع: “بكل تواضع وبالنظر لإمكانات المنتخب الكاميروني واللاعبين الذين يتوفر عليهم، كان من المستحيل أن نضيع التأهل بعد كل هذه السنوات من العمل”.
ويبدو أن النّجم الجزائري رياض محرز مازال لم يتخلّص بعد، من “أعباء” الإقصاء المرّ للمنتخب الوطني من سباق كأس العالم، طهر ذلك بعد أن فوّت رياض محرز على نفسه وعلى فريقه مانشستر سيتي مساء الأحد الماضي، فرصة من ذهب.
واستبعد مدرب “نادي سبورتنغ” لشبونة البرتغالي، روبن أموريم، الدولي الجزائري، إسلام سليماني، من المشاركة في مواجهة نادي تونديلا، التي لعبت في الجولة 29 من الدوري البرتغالي، في قرار انضباطي فاجأ المتابعين في الجزائر والبرتغال على حد سواء، بالنظر للاحترافية الكبيرة المعروفة عن الهداف التاريخي لـ”الخضر” وتجربته الطويلة في الملاعب الأوروبية.
ويُرجح، حسب المتابعين، أن يكون سليماني قد تأثر كثيرا من الناحية المعنوية بعد صدمة الفشل في التأهل إلى كأس العالم 2022 مع المنتخب الوطني، ما أثر على تركيزه وقدرته في تقديم نفس الجهد والعمل خلال التدريبات، وهو الذي ضيع آخر فرصة له في الظهور بكأس العالم، بالنظر لتقدمه في السن وابتعاد الفرصة القادمة على اعتبار أن المونديال المقبل سيجري عام 2026.
وكشف “دينو مامريا” مدرب “بورتون البيون” عن الأسباب الحقيقية وراء فسخ عقد الدولي الجزائري عدلان قديورة رغم قضائه فترة قصيرة.
وقال “مامريا” في تصريح له للموقع الرسمي للفريق “إقصاء الجزائر أثر عليه كثيرا. حتى نحن تأثرنا بعض الشيء.” وأضاف “فسخ العقد أضن أن القرار صائب. منذ البداية اتفقنا أن يمضي لفترة قصيرة قصد تجهيزه لمباريات منتخب الجزائر”.
وأردف “بعد الإقصاء كل شيء انتهى. توصلنا الى قناعة من أجل السماح لعدلان للعودة إلى عائلته في قطر كما اتفقنا”.