عبد القادر كتــرة
أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية، الإثنين 28 مارس 2022، تحطم مقاتلة عسكرية من طراز “ميغ 29” بولاية وهران غربي البلاد، نجم عنه وفاة طيار ونجاة ثان، جاء ذلك في بيان للوزارة.
البيان أشار إلى الحادث وقع عقب مهمة تدريبية مبرمجة، بسبب خلل تقني بعد إقلاعها مباشرة من القاعدة الجوية بوسفر (ولاية وهران) بالناحية العسكرية الثانية، ورغم تَمكُّن الطيارين من القفز، خلف الحادث استشهاد الرائد الطيار “بن مبخوت الطاهرّ متأثرا بجروحه بالمستشفى العسكري الجامعي بوهران.
ووفق البيان وجه الفريق السعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش، بـ”فتح تحقيق فوري لمعرفة أسباب وظروف الحادث، كما قدم تعازيه إلى أسرة ورفاق الضحية”، دون أية تفاصيل عن الحالة الصحية للطيار الثاني.
وهذا حادث مأساوي ضمن سلسلة من الحوادث الخطيرة التي خلفت المئات من الضحايا المدنيين والعسكريين، منها ما بقيت أسبابه وظروفه غامضة في ظلّ حكم النظام العسكري الجزائري الذي تعرف جنرالات أجنحته خلافات وصراعات ومواجهات خطيرة دموية تنتهي معظمها بالاعتقالات والسجن والتعذيب والقتل والاغتيالات بهدف تحصين المواقع والحفاظ على المصالح…
الطيران العسكري الجزائري حطّم جميع الأرقام القياسية في حوادث سقوط طائرات النقل والطائرات الحربية والمقاتلات والمروحيات بدون حرب، خلفت مئات الضحايا وفقدان عشرات الطيارين، لأسباب متعددة تنسب إلى الأعطاب التقنية أو الأحوال الجوية أو أخطاء الطيارين كما بقي عدد منها حكم الغيب والغموض.
ورغم الإنفاق العسكري العالي والصفقات الكبيرة التي تخصصها الدولة الجزائرية من أجل تحديث أسطولها الجوي الحربي، لم تتوقف سلسلة حوادث الطائرات والمروحيات العسكرية في الجزائر خلال السنوات الأخيرة، بداية من 2007 عرف سلاح الجو الجزائري 20 حادثة لطائرات حربية سواء في الخارج أو في الجزائر نتج عنه خسارة 21 طائرة ( حادثتان لتصادم طائرتين).
ووقعت الحادثتان الأخيرتان في أقل من شهر، الأولى لتحطم مروحية عسكرية تابعة لقوات البحرية الجزائرية بسبب اصطدام بعمود كهربائي، بضواحي بلدية “حمر العين” التابعة لمحافظة تيبازة ادت الى مقتل طاقمها والحادثة الأخرى لسقوط مروحية “إيكوريويل A355” تابعة لدرك الجزائري ، مما خلف عديدا من التساؤلات وفتح الباب أمام التأويلات .
لكن أسواء وأخطر حادثة تحطم طائرة عسكرية هي تلك التي وقعت الأربعاء 11 أبريل 2018 ، خلفت مقتل 257 جنديا ومدنيا من بينهم 10 من طاقم طائرة اليوشين 76 كانت متوجهة نحو تندوف وبشار، في محيط القاعدة الجوية بمدينة بوفاريك، وداخل حقل زراعي خال من السكان أثناء رحلة من بوفاريك (40 كلم غرب العاصمة الجزائر) إلى ولاية تندوف ثم ولاية بشار.
وقالت وسائل إعلام محلية إن الطائرة من طراز “إليوشين” الروسية الصنع سقطت بعد لحظات من إقلاعها من مطار بوفاريك نتيجة اشتعال النيران بأحد محركاتها، في أسوأ كارثة جوية من نوعها في تاريخ الجزائر.
وفي هذا الجرد من الحوادث نذكِّر بأبرزها (نقلا عن الجزيرة + مواقع إلكترونية + وكالات) حيث سجل شهر يناير 1979: تحطمت طائرة من طراز “أيروسباسيال أن-262” قبل وصولها مطار “بودغن بن علي لطفي” بولاية بشار جنوبي الجزائر، حيث لقي 14 راكبا حتفهم من أصل 20، بينما نجا أعضاء طاقمها الثلاثة.
وشهد 11 أبريل1967، تحطُّمَ طائرة من طراز “دوغلاس دي.سي-4” عند اقترابها من مطار “حاج باي أخاموك” بمدينة تمنراست قادمة من مطار هواري بومدين الدولي في العاصمة الجزائر، ومقتل كل ركابها (39 شخصا ضمنهم طاقم الطائرة).
وعرف يوم شهر دجنبر 1994، سقوط طائرة شحن تابعة للخطوط الجوية الجزائرية قرب مطار كوفنتري في المملكة المتحدة بسبب سوء الأحوال الجوية، ومقتل خمسة من أفراد طاقمها.
وسجلت سنة 2008، اصطدام طائرة تدريب متقدم ل-39 ت بطائرة تدريب أساسي من نوع زلين فوق المدرج بقاعدة طفراوي الجوية.
وشهد يوم 27 يناير 2010 تحطُّم طائرة عسكرية من نوع “ميغ” بمنطقة جبلية تحد بين ولايتي معسكر وسيدي بلعباس، حيث أسفر الحادث عن مصرع قائد الطائرة.
وعرفت سنة 2012، حادثة اصطدام مقاتلتين ميغ 29 ببعضهما البعض في الجو، أثناء تدريب ليلي طائرتين مقاتلتين ميغ 29 تصطدمان ببعضهما البعض في الجو، وأظهر التحقيق أن سبب الارتطام هو سوء توجيه من الردار الارضي للمطار، طائرات الميغ 29 تعتمد بشكل كبير على التوجيه الأرضي.
ولقي ستة أشخاص مصرعهم في تحطم طائرة نقل عسكرية جزائرية من طراز سي-130 بجنوب فرنسا في نونبر 2012، بعد أن اشتعلت النيران في أحد محركاتها عقب إقلاعها من قاعدة جوية قرب بوفاريك بالجزائر.
وتحطمت طائرة عسكرية حوامة ناقلة للجند، من نوع “مي 171″، في 27 مارس 2016 عندما كانت تقوم بجولة استطلاعية في منطقة رقان بولاية أدرار جنوب الجزائر، أدت إلى مقتل 12 عسكريا، فيما أصيب اثنان آخران.
وسجَّل يوم 11 نونبر 2014، سقوط طائرة مقاتلة من نوع “ميغ-25” تابعة للقوات الجوية الجزائرية أثناء تنفيذ تمرين تدريبي بالقرب من الميدان المركزي للجو بحاسي بحبح بإقليم الناحية العسكرية الأولى، ولم يسفر الحادث عن أي خسائر بشرية بعدما تمكن قائد الطائرة من القفز من الطائرة والهبوط سالماً.
وتحطمت طائرة عسكرية من نوع “سوخوي” في 11 أكتوبر 2014، بمنطقة تحليق عسكري في منطقة حاسي بحبح بولاية الجلفة مخلفة مقتل قائدها وذلك خلال عملية تدريب داخل البلاد.
وعرفت منطقة أم البواقي شرق البلاد أكثر حوادث الطيران العسكري مأساوية، حيث سجل سقوط طائرة نقل عسكرية من نوع “هركول سي 130” يوم 11 فبراير 2014، وفاة 102 شخص، بينهم 4 نساء، ونجاة راكب واحد. وكانت الطائرة قد أقلعت من مطار تمنراست صباحاً وهي تقل 103 راكب من عسكريين وأبناء عسكريين في رحلة نحو عاصمة الشرق قسنطينة.
وشهد، يوم 20 إبريل 2015، حادثاً أليماً في ولاية إيليزي على الحدود مع ليبيا، سقوط طائرة عسكرية تابعة للقوات الجوية الجزائرية بعد إقلاعها بلحظات، مخلفة مقتل اثنين من طاقمها.
وفي 27 مارس 2016، تحطمت مروحية عسكرية “مي-171″ ناقلة للجنود بولاية أدرار جنوبي الجزائر، وقتل فيها 12 عسكريا وأصيب آخران.
وشهد يوم 22 ماي 2017، تحطمَّ مروحية عسكرية تابعة للقوات البحرية لاصطدامها بعمود كهربائي في ولاية تيبازة، وقتل فيها ثلاثة ضباط.
وسجلت الجزائر أخطر الكوارث الجوية خلال العقود الأخيرة، كانت على الإطلاق الحادث المأساوي الذي سجل الأربعاء 11 ابريل 2018 وراح ضحيته 257 شخص من بينهم 10 من طاقم طائرة “اليوشين 76″كانت متوجهة نحو تندوف وبشار.
فقدت الطيران العسكري الجزائري الذي يتسلح من السوق الروسية، في الفترة الممتدة بين 2007 و2017 ، 6 قاتلات ميغ29، و مقاتلة ميغ25، و مقاتلة سو-24، و 2 طائرتا تدريب ل-39، و طائرة تدريب زلين، و طائرة كازا 2 C-130، وطائرة مي2، و 2 حوامة مي 24، و 2 حوامة مي 171، وحوامة مرلين، و حوامة سنجاب مقاتلة ميغ29، وطائرة اليوشين التي خلف سقوطها مقتل أكثر من 200 جندي، ومقاتلة سوخوي-30 ارتطمت بالجبل.
وعزا المحققون العسكريون أسباب وقوع الحوادث إلى ( 74 % منها نهارا و 26 % أثناء طلعات ليلية) إلى أخطاء بشرية، و 5% بسبب أحوال الطقس، و 35% بسبب أعطال فنية.