ميمون بوثسدقات
نظمت جمعية ثسغناس للثقافة والتنمية – ASTICUDE – يوم الجمعة 25 فبراير 2022، الندوة الافتتاحية لمشروع “شباب مبادرون3: شباب الجهة الشرقية، فاعلون في مجال المواطنة والديمقراطية التشاركية، والرامية لخدمة الأشخاص في وضعية هشاشة”، الذي تنفذه الجمعية بدعم من الوكالة الكطلانية للتعاون من أجل التنمية (ACCD).
مشروع يرمي في نسخته الثالثة إلى الإشراك العملي والموسع لشباب جهة الشرق في دوائر التداول التشاركي الملتزم بقضايا المواطنة في المواضيع الراهنة، والموصولة بالقيم الكونية المرتبطة بالحقوق والمساواة والحريات والمشاركة المواطنة، من خلال دعمهم عمليا بالآليات اللازمة، بهدف تمكين الهيئات المعنية من التأثير على السياسات المحلية والعامة، والبلورة التشاركية للقرار المحلي، إلى جانب التوعية والتحسيس بالقضايا الحقوقية للفئات الهشة.
يهدف المشروع في بنائه وأهدافه العامة الارتقاء بفاعلية التعبئة والإدماج الواعي لشباب جهة الشرق من أجل الاندماج في العمل الجمعوي وديناميته عن طريق تطوير كفاياتهم، والارتقاء بالتطوع الجماعاتي، والالتزام المواطناتي المشروط برفع التحديات من أجل تحقيق المساواة، وفعلية الحقوق وممارسة الحريات والمشاركة الناجعة، في إطار شراكة بين مختلف المتدخلين، كل في مجاله الترابي.
كما يهدف هذا المشروع إلى الترافع لفائدة الفئات الهشة المعنية بأنشطته ونتائجه، مع العمل على توسيع النقاش حول الديموقراطية التشاركية والمشاركة المواطنة، وتحمل المسؤولية من طرف الشباب الفاعل في الحياة الجمعوية (الفتيات والشابات) على صعيد جهة الشرق، وتحديدا الجماعات المستهدفة في هذا المشروع وهي: الناظور، الدريوش، بركان، وجدة، مداغ، النعيمة، ميضار وبني انصار.
وسيتم ذلك عبر تحديد ثمان (08) نقط ارتكاز جماعاتية Relais communautaires ، والتي سيتم خلقها مع تزويدها بآليات الاشتغال والأجرأة على مستوى الأحياء المعنية. و تتعلق مهمتها أساسا بتقوية قدرات الأطر الجماعاتية، وتكوين قادة من الشباب التابعين للجماعات الثمانية المعنية بالمشروع.
شهدت هذه الندوة حضور كل من عميد الكلية متعددة التخصصات بالناظور الدكتور ازدي موسى، وسعيد لمسيح، ممثل المديرية الإقليمية لوزارة الشباب و الثقافة والتواصل، وصلاح العبوضي، ممثلا لمجلس جهة الشرق، وعبد الصمد بلقايد، خبير في مجال الحكامة الترابية والتنمية المحلية. إضافة إلى العديد من الفعاليات الأكاديمية والسياسية والمدنية وممثلي وممثلات الجماعات الترابية الشريكة في هذا المشروع.
وفي كلمة لهم، أجمع كل منهم على أن الشباب يعتبر من أهم الموارد التي يتوجب على كافة مؤسسات المجتمع الاستثمار بهذا المورد من أجل إحداث تنمية متكاملة ومستدامة، حيث يتوجب على كافة هذه المؤسسات دراسة كيفية تحويل طاقات وإبداعات الشباب إلى عناصر إنتاج إيجابية تخدم وتنمي المجتمع سياسيا، ثقافيا، اجتماعيا واقتصاديا، عبر تنمية قدراتهم الفردية والجماعية في كل المجالات، وإذكاء قيم المنافسة الفعّالة والإيجابية، والاعتماد في ذلك على الذات. والحد من الاعتماد والاتّكال على الظروف الخارجية لتحصيل الفرص وإحراز النجاح، وتشجيع روح النقد والاعتدال والوسطية.
وعرفت الجلسة الثانية من الندوة تقديم عرض من طرف عبد الحق لفطس، أبرز فيه تجربة جمعية عين الغزال بوجدة في مجال الديمقراطية التشاركية من خلال مشروع «دعم مسلسل المشاركة الديمقراطية بالمغرب»، الذي يهدف إلى دعم الحكامة الديمقراطية عن طريق تقوية قدرات الفاعلين المحليين، وإحداث آليات المشاركة المواطنة لتحقيق المساواة بين النساء والرجال.
واختتمت الندوة بالإعلان عن توقيع اتفاقية تعاون مفتوحة بين جمعية ثسغناس للثقافة والتنمية وجمعية عين الغزال في مجال الالتزام المواطناتي والمشاركة المواطنة على الصعيدين المحلي والجهوي، للمساهمة في الحد من اللامساواة الاجتماعية والاقتصادية بالمغرب، ومناهضة جميع أشكال التمييز ضد النوع الاجتماعي.