محمد أبلعوش
تشهد ظاهرة التسول استفحالا كبيرا باتت مؤرقة لكل من رابضوا بشوارع المدينة والأماكن العامة، ومحيط المساجد، وبكل إشارات المرور…. التسول أصبح يزداد بين الأطفال والكبار، فارتفع مع دخول اللاجئين السوريين والمهاجرين الأفارقة على خط هذه الظاهرة التي تفاقمت بالمجتمع المغربي.
تطور التسول باستخدام وسائل مختلفة لاستدرار العطف والشفقة، وأحيانا انتحال عاهات مصنعة للتمويه، واصطحاب الأطفال والرضع، واستئجار هم من أسرهم، ومنهم ذوي الاحتياجات الخاصة، للتأثير على مشاعر الناس.
إن اختلاف أساليب التسول، واستعمال أنواع كثيرة لممارستها أصبحت تشكل نوعا من الإكراه الادبي، وإحراج العامة، ومن مخاطر هذه الظاهرة التسول بالأطفال، واستغلالهم الذي يمكن وصفه بالجريمة المبكرة في حق الطفل الذي يترك المدرسة، ويستخدم التسول، مما يساهم في ضياع مستقبله، ونصنع منه مجرما.
فإن كانت ظاهرة التسول ترتبط بعدة متغيرات وظواهر اجتماعية، وسوء الظروف الاقتصادية، جعلها تتفاقم بالشوارع والطرقات، فهي تعد قنبلة موقوتة لابد من رصد أبعادها وأسبابها، على اعتبار أنها غير حضارية تسيء إلى سمعة المجتمع، وظاهرة سلبية تبحث عن حل، يجب على الحكومة، وإلى جانبها المؤسسات المختصة من منظمات المجتمع المدني، والسلطات، وخبراء، وضع خطة لمعالجتها، فضلا عن كونها باتت بحاجة إلى دراسة ومتابعة، فالقانون وحده لايكفي للقضاء على هذه الظاهرة.