عبد القادر كتــرة
يعيش الجزائريون على وقع زيادات جنونية لأسعارِ المواد الغذائية، خاصة مشتقاتِ الحليب والبقوليات والخضر والفواكه، وكذا اللحوم بأنواعها، وصولا إلى مادة البيض التي لم تسلم هي الأخرى من الزيادات الجنونية التي تبقى في تصاعد مستمر، بعد أن تعدى سعرها 150 دينارا جزائري (15 دراهم)، وهو ما حرم الجزائريين من اقتنائها، وبحسب خبراء فإن أسعار البيض سيتجاوز عتبة 600 دينار جزائري (60 درهم) خلال الشهور المقبلة، بالنظر إلى العدد الضئيل لأمهات الدواجن المنتجة لبيض الاِستهلاك، كما نبهوا أن الأسعار لن تستقر قبل نهاية2023.
وارتفعت تكلفة الكيلوغرام الواحد من الدجاج الى حدود 360 دينار جزائري، حسب ما أوردته جريدة العسكر الجزائري، في الوقت الذي يصل سعر البيع النهائي (سعر البيع للمستهلك) العادل للكيلوغرام الواحد من الدجاج في حدود 400 دينار جزائري (40 درهم) ، في الوقت الذي تحتاج السوق الجزائرية إلى 5 ملايين ونصف مليون إلى 6 ملايين أمهات الدواجن لضمان استقرار أسعار الدجاج طيلة أيام السنة.
وكشف الهادي تبحيرت الأمين العام الوطني للمجلس المهني المشترك لتربية الدواجن بالجزائر أن الجزائر تتوفر حاليا على 4 ملايين ونصف مليون إلى 5 ملايين من أمهات الدواجن، وهو عدد قريب من الكمية الواجب توفرها لدى المربين، مشيرا إلى أكثر من 4 ملايين من أمهات الدواجن تُستورد من اسبانيا، وهذه الأخيرة تعاني من أمراض تصيب الدجاج وبالتالي السوق الجزائرية تتأثر والأسعار تتذبذب، متخوفا من الأمراض التي تصيب الدواجن، خاصة مع غياب الثقافة الصحية لدى بعض المربين، لأنها تلحق أضرارا كبيرة بالمربين وتؤثر على استقرار السوق، يضيف المتحدث.
وقال تبحيرت، أن السعر العادل لصينية البيض (بلاتو) المكونة من 30 بيضة عند بيعها للمستهلك النهائي هو 450 دينار جزائري (45 درهم)، وفي الجزائر ليس الفلاح المربي هو من يحدد سعر بيع الصينية، وانما السعر يُحدد لدى تجار الأسواق الكبيرة كالكاليتوس وسوق الشرق الجزائري فيقترحون مثلا سعر 430 دينار جزائري ويقتنونه بـ420 دينار جزائري وهو سعر مرتفع ويمكن إدراجه ضمن خانة المضاربة، يضيف تبحيرت، متوقعا انخفاض في أسعار البيض مع شروع بعض المربين في الإنتاج بشرط عدم تسجيل أمراض لدى الدواجن، والسعر ان انخفض يجب إلا يترك ضررا لدى الفلاح المربي، لأن تكلفة 10 آلاف دجاجة بياضة تصل الى 900 مليون سنتيم .
وسجلت أسعار بيض المائدة، حسب جريدة يومية جزائرية، اِرتفاعا فاحشا في الأسواق المحلية، بعد أن تجاوزت صينية (بلاتو) البيض 450 دينار جزائري، التي تعادل 1.2 كيلوغرام من اللحم من جانب القيمة الغذائية، مع العلم أن هذه المادة تعتبر من المواد الغذائية ذات الاِستهلاك الواسع، بما أنها غذاء المواطن البسيط، ولذلك يعد إنتاج البيض الذي هو فرع من شعبة الدواجن حلقة مهمة في تلبية احتياجات المواطنين من البروتين الحيواني وخاصة الفئات غير القادرة على اقتناء اللحوم البيضاء والحمراء، حيث يستعمل البيض في عدة أنواع من الأغذية وخاصة الوجبات السريعة التي غالباً ما تكون في متناول الجميع.
وحسب نفس المصدر، “إنتاج البيض يعاني من أزمات متكررة ومتواصلة بسبب غياب التنظيم وهو ما قد يرهن مستقبل هذه الشعبة، بعدما تزعزعت الأسعار، اِستقرار السوق وضربت جيوب المستهلكين من جهة، ومن جهة أخرى أغرقت الكثير من المربيين الذين اعتزلوا هذا النشاط”.
وبحسب متتبعين في الجزائر، فإن هذه الأزمة لم ترافقها أي مبادرات لمعالجتها، حتى الوزارة الوصية فشلت في وضع إستراتيجية واضحة ومن تم تطبيقها، بل وتماطلت في أخذ قرارات موحدة، السبب الذي أدى إلى تأزم الوضع ومن ثم عدم قدرتنا على التحكم في الأزمة في الوقت الحالي، وهو ما يلزم على القائمين لهذا القطاع حل مشكلة “شعبة الدواجن” حفاظا على استقرار السوق وعلى جيوب المواطنين.
وأوردت الجريدة الجزائري رأي الخبير الفلاحي والمدير العام السابق لمجمع تربية الدواجن للغرب بالجزائر، الذي أوجز أسباب ارتفاع أسعار بيض الاِستهلاك في سوء التسيير وغياب المتابعة الميدانية المستمرة،
وأوضح الخبير “أن إنتاج احتياجات المواطنين من هذه المادة يتطلب توفير سنويا 400 ألف من أُمهات الدواجن المنتجة لبيض الاِستهلاك، غير أن العدد الموجود حالياً في الميدان لا يتعدى 130 ألفا من أُمهات الدواجن، وهو عدد لا يلبي احتياجات أكثر من 30 بالمائة من احتياجات السوق الوطنية على حد قوله، وهو ما يفسر الاِرتفاع الجنوني لأسعار بيض الاستهلاك حالياً والذي أرهق جيوب المواطنين”.