تلقينا صباح هذا اليوم، بأسى وحزن بالغين، خبر وفاة المشمول برحمة الله، عضو اتحاد كتاب المغرب، الشاعر والكاتب المسرحي الأستاذ الحسين القمري، في بداية صباح اليوم الأربعاء 19 يناير 2022 بإحدى مصحات الرباط، بعد أن أصيب، وعلى امتداد سنوات، بأزمات صحية متتالية لم ينفع معها علاج.
وكنا في المكتب التنفيذي قد استبشرنا خيرا، إثر حدوث تحسن طفيف في الحالة الصحية للفقيد الراحل، ما جعله يغادر قسم الإنعاش ليتابع العلاج بالمصحة… غير أنه في الأيام الأخيرة، تفاقم وضعه الصحي وازداد تدهورا، ما دفع بالطاقم الطبي المشرف إلى إرجاعه إلى قسم الإنعاش.
والشاعر الحسين القمري، من مواليد عام 1944 بمدينة الناظور، اشتغل معلّما ثمّ مديراً بإحدى المؤسسات التعليمية، حاصل على الإجازة في العلوم القانونية سنة 1976، زاول مهنة المحاماة بالناظور، وانضم إلى اتحاد كتاب المغرب سنة 1976، فضلا عن كونه عضوا في جمعيات ثقافية وحقوقية وطنية.
بدأ شاعرنا الفقيد تجربته الشعرية بكتابة الشعر العمودي، قبل أن ينتقل إلى كتابة الشعر الحر، فضلا عن إسهاماته المضيئة في مجال المسرح، كتابة وتمثيلا وإخراجا وتدريبا للممثلين، ويشهد له، في هذا الباب، بأنه مؤسس التجربة المسرحية بالناظور، في بداية ستينيات القرن الماضي، فكان يكتب مسرحيات لفرع الطفولة الشعبية بالناظور ويخرجها. موازاة مع ذلك، تحمل شاعرنا مسؤولية الكاتب العام لفرع اتحاد كتاب المغرب بمدينة وجدة، ثم نائبا للكاتب العام لفرع الناظور، ويشهد لهذين الفرعين، في فترة تولي شاعرنا المسؤولية داخلهما وخارجها، بأنشطتهما المختلفة والمضيئة، وبحضورهما الثقافي والتنظيمي الوازن والمؤثر.
مثّلَ شاعرنا، رحمه الله، المغرب الشعري، في مؤتمر الشعر العربي المعاصر في بغداد، كما قدّم شعره في جامعة الخرطوم، عاصمة الثقافة العربية سنة 2004، بمثل ما عرف بركنه الأسبوعي الشهير في جريدة “البيان” المغربية. ومن دواوينه الشعرية، نذكر: ألف باء – كتاب الليالي – هديل الروح -سنابل الزمان – حصاد العمر، وألف عدّة مسرحيات، من بينها: بطولة العرش – رجوع الملك محمد الخامس من المنفى – مطلع النور (دينية) – المتمّردون – جحا يتسلّم بطاقته الوطنيّة (فكاهية) – عمالقة يذوبون – سفينة نوح … وله عدّة أبحاث في مجالات مختلفة…
وبهذه المناسبة الأليمة، يتقدم المكتب التنفيذي لاتحاد كتاب المغرب بتعازيه ومواساته الصادقة إلى أسرة الفقيد وإلى أقربائه وأصدقائه، من الكتاب والمحامين، راجين من العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته ويلهم أسرته وأصدقاءه ومحبيه جميل الصبر وحسن العزاء. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
الرباط: 19 يناير 2022
المكتب التنفيذي